تظاهر العشرات من الطلبة الفلسطينيين والأسرى المحررين، ظهر اليوم الإثنين، وسط مدينة رام الله وسط الضفة الغربية، احتجاجًا على الانتهاكات الخطيرة التي تمارسها قوات الاحتلال الإسرائيلي والمستوطنون في المسجد الأقصى، وما يتبعه من تدمير للمسجد واعتداء على المقدسيين هناك.
ورفع المتظاهرون لافتات تستنكر الاعتداء على المسجد الأقصى، ورددوا هتافات الانتفاضة الفلسطينية الثانية التي حدثت في العام 2000 "انتفاضة الأقصى"، والتي من أشهرها "ع القدس رايحين شهداء بالملايين".
وقال منسق التظاهرة من جامعة القدس المفتوحة، وسام يوسف، لـ"العربي الجديد" إن "الطلبة وجميع فئات المجتمع عليهم جميعًا أن يخرجوا لأجل الأقصى ورفض ما يجري بحقه، لأن مقدساتنا هي من أولوياتنا الوطنية، وهي رافعة للجميع، وترك الأقصى بهذه الطريقة يسيء لنا كفلسطينيين".
ولفت يوسف إلى أن هذه التظاهرة جزء من الحالة العامة التي تسود الشارع الفلسطيني، وأنها بداية الانطلاقة، إذ إن الطلبة ينسقون فيما بينهم من أجل الخروج بفعاليات أكبر من هذه التظاهرة.
وفي ظل ما يتعرض له المسجد الأقصى والأرض الفلسطينية، دعا يوسف طلبة الجامعات لتمديد رقعة الاحتجاج والتضامن، ردًا على ما تقوم به قوات الاحتلال من تنفيذ مخطط "أخطبوطي" يستهدف الأرض والمقدسات والكل الفلسطيني، مشيرًا إلى أن المسؤولية تقع على قيادة الطلبة بتنظيم تلك الفعاليات.
في غضون ذلك، حذرت وزارة الخارجية الفلسطينية في بيان لها، من مواصلة الحكومة الإسرائيلية برئاسة بنيامين نتنياهو تصعيدها ضد القدس والمقدسيين وممتلكاتهم، حيث يعقد نتنياهو غدًا الثلاثاء اجتماعًا مع أركان حكومته وأذرعها الأمنية والاستخبارية، بهدف تشديد ما يسمى بـ "القبضة الحديدية"، ضد المقدسيين المدافعين عن المسجد الأقصى المبارك.
كما يهدف الاجتماع الإسرائيلي إلى إعطاء المزيد من التفويض والصلاحيات للشرطة الإسرائيلية للتنكيل بالمرابطين في المسجد الأقصى المبارك، وفرض المزيد من العقوبات الجماعية ضد المقدسيين، وتكريس التقسيم الزماني في المسجد بالقوة على طريق استكمال التقسيم المكاني.
ودانت الخارجية الفلسطينية إمعان الحكومة الإسرائيلية في إجراءاتها التعسفية وسياساتها القمعية ضد القدس ومواطنيها ومقدساتها، والتي باتت مكشوفة بشكل فاضح لا لبس فيه، سواء من ناحية التخطيط أو التوجيه أو الإشراف والتمويل وتوفير الحماية لعمليات الاقتحام المتواصلة للمسجد الأقصى.
كما دانت اعتداء قوات الاحتلال على الطواقم الصحافية والإعلامية، ومن بينها طاقم تلفزيون "فلسطين" وهو ما تسبب في إصابة الصحافية كريستين ريناوي، واعتقال المصور الصحافي مصطفى الخاروف، وذلك في محاولة لمنعهم من مواصلة تغطيتهم لعمليات الاقتحام لباحات الحرم القدسي، وعمليات التنكيل والاعتقال ضد المرابطين المدافعين عن المسجد الأقصى.
وحذرت الوزارة الفلسطينية من أن الحكومة الإسرائيلية تتخذ من الاكتفاء ببيانات الشجب والإدانة، محفزًا لها للمضي قدمًا في عمليات تقسيم المسجد الأقصى، حيث وثقت الخارجية الفلسطينية ذلك بكافة أشكال العمل الدبلوماسي، وأطلعت جميع الجهات المعنية على تفاصيله وحذرت من تداعياته ومخاطره، فيما طالبت مجلس الأمن الدولي بتحمل مسؤولياته تجاه هذا العدوان الإسرائيلي المستمر الذي يهدد الأمن والسلم ليس في فلسطين فحسب، بل وفي المنطقة والعالم، والذي يمثل دعوة مستمرة للحرب الدينية في المنطقة.
اقرأ أيضا: عباس يعلن وقف التنسيق الأمني مع الاحتلال نهاية الشهر