كشف مصدر حكومي ليبي رفيع، النقاب عن وجود عدد من الطيارين والفنيين المرتزقة من أوكرانيا وبيلاروسيا يقودون طائرات حربية وفّرتها الإمارات للواء المتقاعد خليفة حفتر تستهدف عدة مواقع لقوات حكومة الوفاق في طرابلس ومدناً مجاورة لها، مشيراً في الوقت ذاته إلى وجود خلافات داخل الكرملين الروسي بشأن الموقف الرسمي من الأزمة الليبية.
وكثف سلاح الجو التابع لحفتر في الآونة الأخيرة ضرباته الجوية على طرابلس ومصراته وسرت، استهدفت خلالها مواقع عسكرية هامة لقوات الجيش التابع لحكومة الوفاق، آخرها قصف مقر لقوة الردع، منتصف ليل الثلاثاء- الأربعاء.
واعلنت وزارة داخلية حكومة الوفاق، صباح اليوم، عن مقتل شرطيين جراء قصف الطيران الداعم لحفتر مقراً لقوة الردع التابعة بها، فيما أعلنت عملية بركان الغضب التابعة للجيش بقيادة الحكومة، في الوقت ذاته، عن وفاة 3 مواطنين إثر قصف آخر طاول مواقع مدنية بحي عين زاره.
ويؤكد المسؤول الحكومي، الذي تحدث لــ"العربي الجديد"، أن "حفتر غير طريقة استعانته بالمجموعة الأمنية الروسية المعروفة باسم فاغنر، بعد أن خسرت الأخيرة عددا من مقاتليها الفترة الماضية جنوب طرابلس، من بينهم قائد بارز في المجموعة"، مشيرا إلى أن المجموعة وفّرت لحفتر عددا من الطيارين والفنيين الذين يقيمون في قاعدتي الوطية، غرب طرابلس، والجفرة، جنوبها.
ولفت المسؤول إلى أن تقديرات قادة قوات الجيش التابع للحكومة كانت صحيحة بشأن تغير شكل الضربات الجوية في الآونة الأخيرة ودقتها، ومنها تصريح آمر المنطقة العسكرية الغربية، اللواء أسامة الجويلي، التابع للجيش بقيادة الحكومة، عن اشتباه مشاركة طائرة حربية من نوع F16 استخدمت في قصف مواقع بطرابلس، مؤكداً أن تفوق قوات حفتر جوياً في الآونة الأخيرة يعود إلى امتلاكها طائرتين إماراتيتين من طراز مطور عن F16 كانت قد شاركت بها في السابق في العمليات القتالية في اليمن.
اقــرأ أيضاً
هل يتغيّر الموقف الروسي؟
لكن المسؤول الحكومي لا يعتقد أن الدعم الروسي غير الرسمي لحفتر سيستمر طويلاً، كاشفاً النقاب عن إمكانية نجاح رئيس حكومة الوفاق، فائز السراج، في التأثير على الموقف الرسمي خلال لقائه بمسؤولين كبار من موسكو خلال مشاركته في قمة سوتشي الماضية.
وعن أسباب الاتجاه الروسي الجديد المحتمل، قال إن "الدبلوماسية الروسية باتت على قناعة بأن حفتر الذي يعاني أزمة تمويل ونقصا حادا في المقاتلين والذخيرة قد فشل فعلياً، وأنها لن تجازف بالمزيد من الدعم الدبلوماسي الذي قدمته له في الشهور الأولى من حربه على طرابلس"، لافتاً إلى أن خسائر حفتر المتتالية، سيما للمراكز الاستراتيجية، كغريان ومعسكرات مهمة جنوب طرابلس، كذبت الفرضية التي قدمها حلفاء حفتر في أبوظبي والرياض بإمكانية اكتساحه للعاصمة خلال أسابيع.
ويدلل المسؤول الحكومي على ميل موسكو لتغيير سياستها تجاه ليبيا بتراجع زيارات حفتر، الذي كان يستقبل بشكل شبه رسمي لدى موسكو، وتوجيه دعوة رسمية للسراج للمشاركة في قمة سوتشي، بل ومنع فريق دبلوماسي أرسلته حكومة شرق ليبيا يترأسه وزير خارجيتها من حضور المنتدى.
ويقول المسؤول إن "الدلائل عديدة؛ فلن تجازف موسكو بتوقيع عقود لشحن مليون طن من القمح الروسي إلى ليبيا وإنشاء محطة لتوليد الطاقة والحديث عن استثمارات نفطية مع حكومة مهزومة، وبكل تأكيد هناك في كواليس عواصم الثقل الدولي جديد بشأن وضع حكومة الوفاق، وأن حفتر تأكد لديهم فشله وعليه التراجع".
مصالح روسية متشابكة
وفيما يؤكد المصدر ذاته أن الدعم الذي يتحصل عليه حفتر من مجموعات المرتزقة لن يستمر طويلا، يرى أستاذ العلوم السياسية الليبي خليفة الحداد أن معلومات المسؤول الحكومي جزء من سياسة روسية ثابتة، ولن يغير تراجع روسيا عن دعم حفتر أي شيء من تلك السياسة.
واستطرد الحداد، في حديثه لــ"العربي الجديد"، بأن "موسكو من غير شك ترى في ليبيا بظروف الفوضى الحالية موطئ قدم مهماً جدا للنفاذ إلى الجنوب نحو الفضاء الأفريقي، وفي سبيل ذلك، فبناء قواعد لها في ليبيا ضمن تلك الاستراتيجية، وكذلك إبرام صفقات غير رسمية لبيع أسلحة، لا يتم ذلك إلا من خلال طموح حفتر العسكري"، لكنه يستدرك بأن موسكو "جزء أصيل في مشاورات الحل السياسي الجارية في كواليس برلين حاليا، وحكومة الوفاق جانب مهم وله دوره الأساسي في أي حل سياسي، لأنها من تمتلك الاعتراف الدولي، ولن تجازف موسكو بفساد علاقتها بأي جسم سياسي شرعي أكان ضعيفا أم قويا"، لافتاً إلى أن علاقتها مع حكومة طرابلس لم تفتر ولم تتوتر حتى بعد اعتقال الحكومة، مطلع يوليو/تموز الماضي، عناصر مخابراتية روسية على علاقة بالترويج لنجل القذافي كشخصية سياسية في الانتخابات المقبلة.
من جانبه، يصف المحلل السياسي الليبي، عقيلة الأطرش، الملف الليبي بالمربك والمختلف تماما عن ملفات دول أخرى تهتم بها روسيا كسورية وأوكرانيا، ولذا فهو يرى أن وجود سياسة روسية واضحة تجاه ليبيا أمر مستبعد.
وقال الأطرش لـ"العربي الجديد"، إن "موسكو لم تبلور رؤية واضحة بشأن ليبيا؛ فهناك صراعان داخليان، أحدهما تيار داخل الكرملين يقوده يفغينى بريغوزين، الذي لا يملك مجموعة فاغنر فقط بل يملك مجموعة إعلامية استخدمت بشكل واضح لتشويه السراج بحملة إعلامية خلال مشاركته في قمة سوتشي، وهو تيار مدفوع بمصالح اقتصادية وعسكرية"، مضيفا أن "الثاني يقوده رمضان قاديروف رئيس الشيشان الملقب بولد بوتين المدلل، الذي يحمل كرها لحفتر بسبب تحالفه مع المداخلة الوهابية ويشيد بمقاتلي الحكومة الذين قاتلوا داعش".
وعليه، يرى المحلل السياسي أن تلك الخلافات "حدت حتى الآن من بلورة رأي روسي واضح بشأن الملف الليبي المعقد والمتصل بقضايا الهجرة السرية والإرهاب"، لكنه في الوقت ذاته يرى ميلا روسيا مؤخرا لدعم إنهاء الحرب في ليبيا ودعم جهود استئناف العملية السياسية، "سيما بعد فشل حفتر العسكري ومحاولة الاتصال بكل الأطراف، وإظهار توازن في علاقتها مع الجميع، وهو ما يدركه السراج الذي لم يجازف بقطع علاقة حكومته بموسكو ولم يصعد من لهجته عندما تحدث عن العثور على مقتنيات مقاتلين مرتزقة من روسيا يقاتلون قواته إلى جانب حفتر"، مذكّرًا بأن "موسكو تعول على زعامات من أنصار نظام القذافي أكثر من حفتر".
وكثف سلاح الجو التابع لحفتر في الآونة الأخيرة ضرباته الجوية على طرابلس ومصراته وسرت، استهدفت خلالها مواقع عسكرية هامة لقوات الجيش التابع لحكومة الوفاق، آخرها قصف مقر لقوة الردع، منتصف ليل الثلاثاء- الأربعاء.
واعلنت وزارة داخلية حكومة الوفاق، صباح اليوم، عن مقتل شرطيين جراء قصف الطيران الداعم لحفتر مقراً لقوة الردع التابعة بها، فيما أعلنت عملية بركان الغضب التابعة للجيش بقيادة الحكومة، في الوقت ذاته، عن وفاة 3 مواطنين إثر قصف آخر طاول مواقع مدنية بحي عين زاره.
ويؤكد المسؤول الحكومي، الذي تحدث لــ"العربي الجديد"، أن "حفتر غير طريقة استعانته بالمجموعة الأمنية الروسية المعروفة باسم فاغنر، بعد أن خسرت الأخيرة عددا من مقاتليها الفترة الماضية جنوب طرابلس، من بينهم قائد بارز في المجموعة"، مشيرا إلى أن المجموعة وفّرت لحفتر عددا من الطيارين والفنيين الذين يقيمون في قاعدتي الوطية، غرب طرابلس، والجفرة، جنوبها.
ولفت المسؤول إلى أن تقديرات قادة قوات الجيش التابع للحكومة كانت صحيحة بشأن تغير شكل الضربات الجوية في الآونة الأخيرة ودقتها، ومنها تصريح آمر المنطقة العسكرية الغربية، اللواء أسامة الجويلي، التابع للجيش بقيادة الحكومة، عن اشتباه مشاركة طائرة حربية من نوع F16 استخدمت في قصف مواقع بطرابلس، مؤكداً أن تفوق قوات حفتر جوياً في الآونة الأخيرة يعود إلى امتلاكها طائرتين إماراتيتين من طراز مطور عن F16 كانت قد شاركت بها في السابق في العمليات القتالية في اليمن.
لكن المسؤول الحكومي لا يعتقد أن الدعم الروسي غير الرسمي لحفتر سيستمر طويلاً، كاشفاً النقاب عن إمكانية نجاح رئيس حكومة الوفاق، فائز السراج، في التأثير على الموقف الرسمي خلال لقائه بمسؤولين كبار من موسكو خلال مشاركته في قمة سوتشي الماضية.
وعن أسباب الاتجاه الروسي الجديد المحتمل، قال إن "الدبلوماسية الروسية باتت على قناعة بأن حفتر الذي يعاني أزمة تمويل ونقصا حادا في المقاتلين والذخيرة قد فشل فعلياً، وأنها لن تجازف بالمزيد من الدعم الدبلوماسي الذي قدمته له في الشهور الأولى من حربه على طرابلس"، لافتاً إلى أن خسائر حفتر المتتالية، سيما للمراكز الاستراتيجية، كغريان ومعسكرات مهمة جنوب طرابلس، كذبت الفرضية التي قدمها حلفاء حفتر في أبوظبي والرياض بإمكانية اكتساحه للعاصمة خلال أسابيع.
ويدلل المسؤول الحكومي على ميل موسكو لتغيير سياستها تجاه ليبيا بتراجع زيارات حفتر، الذي كان يستقبل بشكل شبه رسمي لدى موسكو، وتوجيه دعوة رسمية للسراج للمشاركة في قمة سوتشي، بل ومنع فريق دبلوماسي أرسلته حكومة شرق ليبيا يترأسه وزير خارجيتها من حضور المنتدى.
ويقول المسؤول إن "الدلائل عديدة؛ فلن تجازف موسكو بتوقيع عقود لشحن مليون طن من القمح الروسي إلى ليبيا وإنشاء محطة لتوليد الطاقة والحديث عن استثمارات نفطية مع حكومة مهزومة، وبكل تأكيد هناك في كواليس عواصم الثقل الدولي جديد بشأن وضع حكومة الوفاق، وأن حفتر تأكد لديهم فشله وعليه التراجع".
مصالح روسية متشابكة
وفيما يؤكد المصدر ذاته أن الدعم الذي يتحصل عليه حفتر من مجموعات المرتزقة لن يستمر طويلا، يرى أستاذ العلوم السياسية الليبي خليفة الحداد أن معلومات المسؤول الحكومي جزء من سياسة روسية ثابتة، ولن يغير تراجع روسيا عن دعم حفتر أي شيء من تلك السياسة.
واستطرد الحداد، في حديثه لــ"العربي الجديد"، بأن "موسكو من غير شك ترى في ليبيا بظروف الفوضى الحالية موطئ قدم مهماً جدا للنفاذ إلى الجنوب نحو الفضاء الأفريقي، وفي سبيل ذلك، فبناء قواعد لها في ليبيا ضمن تلك الاستراتيجية، وكذلك إبرام صفقات غير رسمية لبيع أسلحة، لا يتم ذلك إلا من خلال طموح حفتر العسكري"، لكنه يستدرك بأن موسكو "جزء أصيل في مشاورات الحل السياسي الجارية في كواليس برلين حاليا، وحكومة الوفاق جانب مهم وله دوره الأساسي في أي حل سياسي، لأنها من تمتلك الاعتراف الدولي، ولن تجازف موسكو بفساد علاقتها بأي جسم سياسي شرعي أكان ضعيفا أم قويا"، لافتاً إلى أن علاقتها مع حكومة طرابلس لم تفتر ولم تتوتر حتى بعد اعتقال الحكومة، مطلع يوليو/تموز الماضي، عناصر مخابراتية روسية على علاقة بالترويج لنجل القذافي كشخصية سياسية في الانتخابات المقبلة.
من جانبه، يصف المحلل السياسي الليبي، عقيلة الأطرش، الملف الليبي بالمربك والمختلف تماما عن ملفات دول أخرى تهتم بها روسيا كسورية وأوكرانيا، ولذا فهو يرى أن وجود سياسة روسية واضحة تجاه ليبيا أمر مستبعد.
وقال الأطرش لـ"العربي الجديد"، إن "موسكو لم تبلور رؤية واضحة بشأن ليبيا؛ فهناك صراعان داخليان، أحدهما تيار داخل الكرملين يقوده يفغينى بريغوزين، الذي لا يملك مجموعة فاغنر فقط بل يملك مجموعة إعلامية استخدمت بشكل واضح لتشويه السراج بحملة إعلامية خلال مشاركته في قمة سوتشي، وهو تيار مدفوع بمصالح اقتصادية وعسكرية"، مضيفا أن "الثاني يقوده رمضان قاديروف رئيس الشيشان الملقب بولد بوتين المدلل، الذي يحمل كرها لحفتر بسبب تحالفه مع المداخلة الوهابية ويشيد بمقاتلي الحكومة الذين قاتلوا داعش".
وعليه، يرى المحلل السياسي أن تلك الخلافات "حدت حتى الآن من بلورة رأي روسي واضح بشأن الملف الليبي المعقد والمتصل بقضايا الهجرة السرية والإرهاب"، لكنه في الوقت ذاته يرى ميلا روسيا مؤخرا لدعم إنهاء الحرب في ليبيا ودعم جهود استئناف العملية السياسية، "سيما بعد فشل حفتر العسكري ومحاولة الاتصال بكل الأطراف، وإظهار توازن في علاقتها مع الجميع، وهو ما يدركه السراج الذي لم يجازف بقطع علاقة حكومته بموسكو ولم يصعد من لهجته عندما تحدث عن العثور على مقتنيات مقاتلين مرتزقة من روسيا يقاتلون قواته إلى جانب حفتر"، مذكّرًا بأن "موسكو تعول على زعامات من أنصار نظام القذافي أكثر من حفتر".