قال وزير الخارجية الإيرانية محمد جواد ظريف، اليوم الثلاثاء، إن الرئيس الإيراني حسن روحاني سيعلن قريبا تنفيذ المرحلة الثالثة في خفض التعهدات النووية، في حال لم تتخذ أوروبا خطوة لازمة لتنفيذ التزاماتها، فيما أكد وزير الخارجية الفرنسي، جان إيف لودريان، أن المباحثات مع طهران "مستمرة حول فتح خطوط ائتمان بضمان عائدات النفط الإيراني"، رابطاً مصير هذه المباحثات بموافقة الرئيس الأميركي دونالد ترامب على منح إعفاءات من العقوبات على الصادرات النفطية الإيرانية.
وقال ظريف، للتلفزيون الإيراني فور وصوله إلى بنغلاديش، إن إيران ستبدأ تنفيذ المرحلة الثالثة من تخفيض التزاماتها النووية المنصوص عليها في الاتفاق النووي، ما لم تنفذ الدول الأوروبية تعهداتها حتى الخميس، مشيراً إلى أن بدء هذه المرحلة "لا يعني انتهاء المفاوضات" مع هذه الدول.
وأكد وزير الخارجية الإيراني أن بلاده ستستمر في هذه المباحثات "حتى يعود الطرف الآخر إلى تنفيذ الاتفاق النووي".
وقال ظريف، في مقابلة تلفزيونية أخرى، إنه "من المبكر الحديث عن موت الاتفاق النووي، لكن الأوروبيين للأسف لم يفوا بتعهداتهم".
وفيما أجرى عباس عراقجي، مساعد ظريف للشؤون السياسية، خلال اليومين الأخيرين، مباحثات "مكثفة" في فرنسا حول الاتفاق النووي، أكد وزير الخارجية الإيراني أن "الدول الأوروبية لم تدعم خطة العمل الشاملة المشتركة بشكل كافٍ، وهم ليسوا مستعدين للحفاظ على هذا الإنجاز الكبير للدبلوماسية".
وأضاف أن بلاده "لن تتفاوض مجدداً على الاتفاق النووي"، قائلاً "سنصنع مستقبلنا مع أو دون هذا الاتفاق، ولدينا خيارات كثيرة".
وتأتي تصريحات ظريف فيما قال نظيره الفرنسي، يوم الثلاثاء، إن المحادثات مع إيران بشأن فتح خطوط ائتمان بضمان عائدات النفط الإيراني مستمرة، وإن الخطة ستعتمد في نهاية الأمر على إصدار الولايات المتحدة إعفاءات من العقوبات المتعلقة بصادرات النفط الإيرانية، طبقاً لما أوردته "رويترز".
وقال لودريان للصحافيين إن الفكرة هي "مبادلة خط ائتمان بضمان عائدات النفط في مقابل، أولاً، العودة لخطة العمل الشاملة المشتركة (الاتفاق النووي الإيراني)... وثانياً أمن الخليج، وبدء مفاوضات بشأن أمن المنطقة و(البرنامج النووي) ما بعد 2025".
وأضاف "كل ذلك بافتراض أن يصدر الرئيس ترامب إعفاءات".
كذلك قال لودريان أمام جمعية الصحافة الدبلوماسية: "ما زال هناك الكثير الذي يتعيّن القيام به، لا يزال الأمر هشاً للغاية"، لكننا "نتحاور... بثقة نسبية"، وفقاً لوكالة "فرانس برس".
إلى ذلك، أدلى عباس عراقجي، مساعد الشؤون السياسية للخارجية الإيرانية، بتصريحات بعد مباحثاته في فرنسا لدى وصوله إلى سلوفينيا، توحي بأن تلك المباحثات لم تفض إلى نتيجة، حيث قال إن "المجتمع الدولي للأسف يتجه نحو الخضوع للقوة والغطرسة"، داعياً ما سماها "الدول المستقلة" إلى "حل لهذه القضية".
واتهم عراقجي دولاً لم يسمها بـ"السعي إلى استرضاء" الولايات المتحدة "بدلاً من التنديد" بانسحابها من الاتفاق النووي، معرباً عن أسفه من "صمت المجتمع الدولي" تجاه نقض واشنطن قرار مجلس الأمن الدولي بهذا الانسحاب.
وأضاف، وفقاً لما أوردته وكالة "إيسنا" الإيرانية أن "اقتصاد الدول الأوروبية يخضع بالكامل لسيطرة الدولار الأميركي"، متهماً الشركات والبنوك الأوروبية بـ"التبعية لتعليمات وزارة الخزانة الأميركية أكثر من تبعيتها لقوانين بلدانها".