لبّى الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، نداء الطفلة السورية دموع مأمون الناصر، التي وجهت دعوة "أريد لقاء عمو أردوغان" الشهر الماضي لتقديم المساعدة لأسرتها، بعد أن فقد والدها مأمون، ساقيه وبصره وبعض سمعه، خلال قصف نظام بشار الأسد على مدينة حلب، وأطلقت الطفلة السورية نداء "خذوا عيني ليراني أبي ورجليّ ليمشي".
وقال مأمون خالد الناصر، خلال حديث خاص لـ"العربي الجديد": كان استقبال الرئيس التركي وزوجته السيدة أمينة أردوغان، رائعاً وتحلى بالإنسانية ووعداني بتلبية كل احتياجاتنا وإيصالها إلى "الريحانية" حيث أسكن الآن، سواء ما يتعلق باستمرار العلاج أو بتأمين مسكن لأسرتي وتأمين طريقة للعيش تخفف عن زوجتي عملها العضلي لأكثر من ثماني ساعات يومياً كي تؤمن لنا قوت يومنا من خلال ما تتقاضاه من العمل بالزراعة بنحو 25 ليرة تركية، نحو 6 دولارات"، بعد إصابتي وإقعادي بالمنزل.
وكشف الجريح السوري الناصر لـ"العربي الجديد"، أن لقاء سيجمعه بالقائمقام ورئيس بلدية الريحانية، مساء اليوم الخميس، لإيصال المساعدة التي أمر بها الرئيس التركي والتي لا يعرفها حتى الآن، هل ستشمل منحه منزلاً أم تخصيص راتب شهري وعملا لزوجته.
وحول إتمام العلاج وتركيب أطراف صناعية وإمكانية الرؤية من جديد، أضاف الناصر بشيء من الألم وقدر من التسليم بحكم الله: "لم ألحّ بشأن معالجتي ولم أطلب من السيد الرئيس تأمين أطراف صناعية، لأن إصابتي وفقداني للبصر يحولان دون إمكانية استفادتي من الأطراف ومعاودة المشي، لأني سأتعذب خلال التدريب".
وأشار إلى أن الطفلة دموع شعرت بالرهبة والخجل، ولم تتكلم كثيرا أمام الرئيس أردوغان وزوجته، رغم أنها السبب بالزيارة وقت أوصلت معاناتنا للإعلام وطلبت لقاء "عمو أردوغان".
وقالت الطفلة دموع: "فرحت كثيرا بلقاء الرئيس وزوجته وكانا لطيفين جداً ووعداني بتقديم المساعدة لنا كي يمشي أبي ويراني".
وأضافت الطفلة السورية لـ"العربي الجديد": "قلت لعمو أردوغان بدي أتعلم وأدرس وأنا الآن بالصف الأول وأتعلم اللغة التركية، وأن ماما تتعب كثيراً بالشغل كي تحضر لنا الطعام وتسدد ديوننا".
وكشفت الطفلة أن زوجة مأمون الناصر التي تنعتها بماما، لم تذهب للقاء بل أرسلت رسالة للسيدة أمينة أردوغان شرحت فيها معاناة الأسرة المكونة من سبعة أطفال وأب معاق، وعملها بورشات الزراعة طيلة اليوم لتؤمن احتياجات الأسرة.
وعلمت "العربي الجديد" أن دموع يتيمة الأم، إذ ماتت والدتها خلال الولادة وهذا، بحسب وصف أبيها، عامل إضافي لتعلقه بها ومرافقتها له أينما ذهب.
وكان الرئيس التركي، رجب طيب أردوغان، قد استقبل مساء أول من أمس الثلاثاء، الجريح السوري مأمون خالد الناصر وأطفاله في القصر الرئاسي بالعاصمة أنقرة، وتبادل الرئيس التركي وزوجته الحديث مع الجريح السوري، وقدما الهدايا والألعاب لطفلتيه.
وكان الرئيس التركي الذي سبق أن استقبل حالات سورية مشابهة، منها أيقونة الثورة، بانا العابد التي حوصرت وأسرتها بحلب، وصّوت لصالح صورة الجريح الناصر في مسابقة وكالة الأناضول أفضل صور عام 2016.