أمر الرئيس الفلسطيني، محمود عباس، أمس الإثنين، المجلس العسكري وقادة الأجهزة الأمنية بـ"اليقظة والحذر، وتفويت الفرصة على المخططات الإسرائيلية الهادفة إلى تصعيد الوضع"، وذلك بعد يوم من تصدي رجال الأمن الوطني في مدينة رام الله لقوات الاحتلال وإشهار الأسلحة بوجوههم، والصراخ عليهم لمنعهم من التوغل في شرق المدينة.
واجتمع عباس، في مقر الرئاسة بمدينة رام الله، مع أعضاء المجلس العسكري وقادة الأجهزة الأمنية، بحضور رئيس الوزراء، رامي الحمد الله، وأمين عام الرئاسة، الطيب عبد الرحيم.
وأوضح أن "الموقف السياسي الفلسطيني في وضع جيد، وأن التأييد الدولي لحقوقنا الوطنية وقضيتنا العادلة تتسع رقعته ويتعمق، دعما لمطالبنا العادلة بإقامة دولتنا المستقلة".
وأصدر الرئيس الفلسطيني تعليماته لأعضاء المجلس العسكري وقادة الأجهزة الأمنية لاتخاذ عدد من الإجراءات، لضمان حفظ الأمان للوطن والمواطنين.
وستستمر اجتماعات المجلس العسكري لمتابعة التطورات والأحداث الحالية.
وأكدت مصادر مطلعة لـ"العربي الجديد"، أن :"أوامر الرئيس عباس الصريحة، سوف يلمس الشارع الفلسطيني أثرها الواضح في الأيام القليلة القادمة، عبر قمع المتظاهرين وعدم السماح لهم بالوصول إلى نقاط التماس في الضفة الغربية المحتلة، لمحاصرة موجة الغليان الحالية، حتى لا تتطور إلى انتفاضة ثالثة".
ويأتي اجتماع الرئيس الفلسطيني مع المجلس العسكري وقادة الأجهزة الأمنية بعد يوم واحد من إقدام عناصر من الأمن الوطني الفلسطيني بإشهار سلاحهم وتحذير قوة من جنود الاحتلال الإسرائيلي من التوغل في حي سطح مرحبا شرق رام الله، الأمر الذي فُهم على أنه مبادرة شخصية من رجال الأمن وليس تنفيذاً لقرار أمني أعلى.
وقال شاهد عيان يسكن منطقة "سطح مرحبا"، اشترط عدم ذكر اسمه، لـ"العربي الجديد"، إن " مجموعة من الشبان القوا الحجارة على برج عسكري إسرائيلي مقام على الشارع الالتفافي المحاذي لمنطقة سطح مرحبا".
وأضاف: "قامت فرقة من جنود الإحتلال بملاحقة الشبان باتجاه العمارات السكنية، وتزامن الأمر مع حضور مركبتي أمن تابعتين للأمن الفلسطيني، واحدة مع الأمن الوطني وأخرى تابعة للشرطة، وكانت قوّتا الأمن، الفلسطينية والإسرائيلية، لا تبعدان عن بعضهما بعضاً أكثر من 20 مترا"، مشيراً إلى أن "قوات الأمن الفلسطيني بدأت بالصراخ على الجنود، وطلبت منهم مغادرة المكان، وعدم الاقتراب، فما كان من جنود الاحتلال إلا أن قاموا بتجهيز أسلحتهم وتصويبها نحو عناصر الأمن الوطني، فرد عليهم عنصران من الأمن الوطني بذات الفعل وجهزا أسلحتهما وصوّباها نحو الجنود وأكملوا الصراخ عليهم، لينسحب جنود الإحتلال ويعودوا إلى البرج العسكري".
وبدا واضحا أن تصرف عنصري الأمن الوطني الفلسطيني جاء عفويا، وليس بموجب أوامر عليا أمنية فلسطينية، حيث تباين تصرف الأجهزة الأمنية تجاه المظاهرات الفلسطينية، التي انطلقت في الأيام القليلة الماضية نحو نقاط التماس، ما بين منعها أو التعامل معها بلطف والسماح للمتظاهرين بالوصول إلى نقاط التماس للاشتباك مع الاحتلال.
وفي السياق ذاته، نصب عناصر الأمن الوطني، اليوم، حاجزاً عسكرياً أمام الشبان للحيلولة دون وصولهم إلى مستوطنة بيت إيل، المقامة شمال رام الله، وفق مصادر "العربي الجديد".
وبدأ الأمن بالحديث مع الشبان بأن لا يعرضوا حياتهم للخطر عبر الوصول إلى نقاط التماس مع الاحتلال والاشتباك معهم، طبقاً للمصادر التي أكدت أن "الأجهزة الأمنية لم تستخدم العنف ضد المتظاهرين، وسمحت لهم بالوصول إلى نقطة التماس قرب المستوطنة في نهاية الأمر".
اقرأ أيضاً:فصائل فلسطينية ترحّب بخطاب عباس وتدعو لإلغاء أوسلو