وكان الرئيس الفلسطيني قد أكد، مساء اليوم، "على الموقف الفلسطيني الثابت المتمسك بحل الدولتين على حدود 1967 وعاصمتها القدس الشرقية"، وأنه "بدون ذلك لن نقبل أي صفقة من أية جهة في العالم"، وذلك في أول تصريح له، نشرته الوكالة الرسمية "وفا"، منذ أن أعلن الرئيس الأميركي، دونالد ترامب، قبل أيام، نيته الإعلان عن صفقة القرن، قبل أن يحدد موعدًا لذلك اليوم.
ومضى قائلاً: "نحن جاهزون لتحقيق السلام وفق قرارات الشرعية الدولية، ومستعدون لمفاوضات تشارك فيها الرباعية الدولية وعدد من الدول الأخرى، ولن نقبل أي دور للولايات المتحدة وحدها وفي العملية السياسية جراء انحيازها الواضح".
وجاءت تصريحات الرئيس الفلسطيني خلال اتصال هاتفي مع وزير الخارجية البريطاني دومينك راب.
وأكد عضو اللجنة التنفيذية أحمد مجدلاني، لـ"العربي الجديد"، رفض الرئيس محمود عباس تلقي اتصالات هاتفية من الرئيس الأميركي في الأيام القليلة الماضية.
وقال مجدلاني: "في المرة الماضية عندما تحدث ترامب مع الرئيس أبو مازن هاتفياً قام في اليوم نفسه، أي بتاريخ السادس من ديسمبر/ كانون الأول، بإعلان القدس المحتلة عاصمة لدولة الاحتلال".
وأكد على "تصميم القيادة الفلسطينية والشعب على رفض صفقة القرن وكل ما تتضمنه من مساس بالحقوق الفلسطينية التي نصت عليها القوانين الدولية".
وشددت قيادات من حركة "فتح"، لـ"العربي الجديد"، على أن "القيادة الفلسطينية أوعزت لكل القيادات الميدانية بالتحرك على الأرض ودعوة الجماهير لحراكات ميدانية واسعة رداً على إعلان ترامب لصفقة القرن".
وأكدت هذه القيادات على "عدم العودة للوراء"، وأن "الأمن الفلسطيني لن يمنع أي متظاهر من الوصول إلى نقاط التماس"، مضيفة: "ستتم دعوة المجلس المركزي للانعقاد في الأيام القليلة القادمة".
ودعا المتحدث باسم الرئاسة الفلسطينية، نبيل أبو ردينة، في تصريح نشرته الوكالة الرسمية "وفا"، "السفراء العرب والمسلمين الذين وُجهت لهم دعوات لحضور إعلان صفقة القرن إلى عدم المشاركة في المراسم التي تعتبرها القيادة الفلسطينية مؤامرة تهدف للنيل من حقوق الشعب الفلسطيني".
بالتوازي مع ذلك، اعتبرت حركة "حماس"، في بيان للمتحدث باسمها، فوزي برهوم، نقلته "الأناضول"، أن "صفقة القرن" بمثابة "نكبة جديدة" بحق الشعب الفلسطيني.
وقال برهوم: "صفقة القرن نكبة جديدة بحق الشعب الفلسطيني، وعدوان أميركي إسرائيلي مزدوج على فلسطين".
وأضاف: "مواجهتها وإفشالها وحماية مصالح شعبنا واجب علينا جميعًا، ومسؤولية الكل الفلسطيني".
وتابع: "هذا يتطلب مواقف وقرارات مسؤولة وشجاعة، تنبثق عن لقاءات قيادية وطنية جامعة تتحمل مسؤولية المرحلة وتبعاتها؛ بإعلان النفير العام، وتصعيد الفعل الوطني الشعبي والمقاوم بأشكاله المختلفة في كل أنحاء فلسطين، بالتوازي مع قرارات رسمية مهمة لرئيس السلطة الفلسطينية، مرتكزاتها توفير عوامل ومتطلبات نجاح المواجهة الفعلية للصفقة".
وطالب برهوم السلطة الفلسطينية بـ"إعلان الإنهاء الفوري للتنسيق الأمني مع العدو، وإطلاق العنان لقوى الأمن والشباب والمقاومة لحماية البلاد والعباد، والدفاع عن الأرض والمقدسات". كما دعا لـ"رفع العقوبات عن قطاع غزة".
وناشد برهوم بـ"تحشيد الأمة للوقوف العاجل إلى جانب شعبنا ودعمه، وتعزيز صموده، وتشكيل حالة إسناد له، وتجريم التطبيع مع العدو، والعمل على عزله".