حوار جاليات "العربي الجديد" الشامل مع صلاح عبد الشافي، تمحور حول الواقع العربي في أوروبا. وعن ضع الجاليات ودورها. وهو يرى أنها تكمل بعضها لتعزيز وضعها ومستقبلها.
تضاعفت أعداد الفلسطينيين والعرب في أوروبا و النمسا في السنوات الأخيرة.
الإندماج يعني أن يكون العربي في المهجر مؤثرا في مجتمعه، ولا يعني ذلك نسيان الهوية الثقافية والدينية لكن تحت بند المواطنة والالتزام بالقانون المضيف.
منى دزدار وسون شبلي فلسطينيتان ومسلمتان واحترمهما مجتمعيهما لأنهما عرفتا قيمة الاندماج.
يقدر السفير الفلسطيني، صلاح عبدالشافي، في فيينا أرقام الجالية الفلسطينية "بحوالى 8 إلى 10 آلاف مع غياب إحصاءات دقيقة بسبب تصنيفات رسمية عن مَن بدون جنسية، وبعضهم يصنف كسوري أو أردني أو لبناني".
نبذة تاريخية يقدمها عبدالشافي، وهو المتنقل خلال 10 سنوات بين إسكندنافيا وألمانيا والنمسا "منذ أن حضر إلى بعضها كطالب في الخمسينيات والستينيات، ومع انتقال وكالة "أونروا" من مقرها في النمسا، بعد أوسلو، إلى غزة بقي بعض العاملين فيها مع عائلاتهم في فيينا".
اقــرأ أيضاً
توضيحُ التباس قائم
يتفهّم عبدالشافي الالتباس القائم حول "مغتربين" و"لاجئين" في ما يخص الفلسطينيين الذين يناقشون واقعهم وعلاقتهم بالسلطة و م ت ف، يقول: "نتفهم هذا الالتباس وعلاقة الجالية في كل مكان بمثل هذا السؤال. أمر طبيعي أن يكون هناك "دائرة شؤون المغتربين"، مثل أي شعب يقيم بعضه في الخارج. لكن لا ننسى أن "دائرة شؤون اللاجئين" ما تزال تعمل، وقضيتهم واحدة من أهم القضايا التي تأخذ بعين الاعتبار".
يرى أنه " للإنسان الحق أن يقيم أينما أراد، فأغلبية الشعب الإيرلندي تقيم خارج إيرلندا. نحن مشكلتنا تختلف كون المحتل يريد أن ينفي وجودنا تماماً". ويقر إنه "بعد أوسلو، وانتقال القرار إلى فلسطين، وعدم قيام الدولة في عام 1999، أصبح هناك عدم اهتمام كاف باللاجئين في الخارج، وهو أمر نقر ونعترف به أدى إلى عزوف الجاليات حتى من الاقتراب من م ت ف وممثلياتها وسفارات فلسطين".
اقــرأ أيضاً
تفهم الواقع
ما يقرأه عبدالشافي من أدوار للجاليات العربية، وهنا يخص الفلسطينية كونه "صاحب تجربة شخصية، على الأقل في السويد وألمانيا، حيث جاليات كبيرة، ليس الاهتمام بالعمل السياسي مطلوباً من الجميع. 3 بالمائة من الفلسطينيين من يهتمون بالعمل السياسي. وعلى الرغم من ذلك لا يجب أن يزاود أحد على اللاجئين ومواقفهم". ويوضح في هذا الصدد "علينا تفهم ظروف الناس ومواقفها. فهؤلاء جلهم انتقل بحثاً عن الأمن وضمان مستقبل للأبناء، وليس بالضرورة أن الجميع هاجر لكي يعمل بالسياسة". وهو يؤكد أن معظم الناس "مرتبطة عاطفياً مهما طالت غربتها، وعند الجيل الثاني والثالث نوستالجيا، لكنه جيل بدأ يدرك دوره ويقوم به على عكس الجيل الأول". وبمعنى من المعاني، يضيف "علينا جميعاً أن نتفهم حالة الارتباك بين الجاليات وعلاقتها بالرسميين، وحالنا كحال بقية جاليات العرب في المهاجر".
اقــرأ أيضاً
في مركب واحد
ينتقل عبدالشافي إلى خصوصية المهجر الفلسطيني ويوضح، أنه وعلى الرغم من كل ما حدث فالجميع في مركب واحد كفلسطينيين "بغض النظر عن مشاربنا وبرامجنا السياسية المختلفة. أي، نحن أصحاب قضية عادلة ونقدر أن نؤثر في الخارج بالرأي العام في الدول التي نتوزع فيها كضيوف بأوروبا. فالرأي العام هنا أو في غيرها من البلدان ليس معنياً باختلافنا على أوسلو والمقاومة والمفاوضات. ما يعنينا كجاليات أننا أصحاب قضية عادلة، ولنختلف في ما بيننا على وجهات النظر، فطوال عمرنا نختلف، وذلك أمر صحي وديمقراطي. لكن يهمنا ألّا يصل بنا الحال إلى التخوين والتكفير في مهاجرنا، فذلك أبداً لا يخدم لا قضايانا كجاليات ولا قضايانا كعرب".
ضرورة الاندماج
يطرح عبدالشافي وجهة نظره في مسألة مثار نقاش وجدل بين الجاليات حول قضية الاندماج "فبعضهم لديه التباس، يظن أن الاندماج يعني التخلي عن الثقافة والدين. لكن تلك مشكلة كبيرة، فكيف سيكون الإنسان مؤثراً إذا كان يعيش على هامش المجتمعات وليس داخلها، ولا يتحدث حتى لغتها؟ أرى بكل بساطة، وهو دائماً ما يجري نقاشه حين نلتقي مع الجاليات، أنه لا يمكن التأثير في المجتمعات بدون أن نكون ناجحين دراسياً ومهنياً. بل ليس عيباً أن ننضوي في الأحزاب السياسية. لننظر إلى الطرف الآخر وكيف اندمج وتغلغل وصار صاحب تأثير. وبالتالي الاندماج سيجعل العرب والفلسطينيين أصحاب تأثير، فكيف ستصل الرسالة بدون لغة وبدون تفاعل مع المجتمعات؟".
ويردّ على الطرح الذي يقول، إن العنصرية سببها عدم الاندماج، يقول "ليس صحيحاً أن العنصرية سبب عدم اندماج الجاليات. وتلك مشكلة شائعة بين بعض أفراد الجاليات المهاجرة إلى أوروبا. المواطنة والقانون يلعبان الدور الأساس في حياة وثقافة هذه الدول. أبداً لا علاقة بين الدين والتراث والجذور الإسلامية وغيرها في مفهوم المواطنة والديمقراطية، الكل سواسية أمام تلك المواطنة وبأدلة عملية. منى الدزدار كوزيرة جاءت صغيرة إلى النمسا ونشطت في الجالية الفلسطينية ولم ينقص احترامها عند المجتمع النمساوي حين كانت خلفيتها هي تلك، تفاعلها وفهمها ومخاطبتها العقل الغربي، وليس فقط باللغة، بل بفهم ثقافة وقيم الغرب جعلها تصل إلى هذا المنصب. وسوسن شبلي متحدثة باسم الخارجية الألمانية، وأعرف الشابتين شخصياً، هما فلسطينيتان دون جدال، لكنهما عرفتا قيمة الاندماج ومعرفة مجتمعات يقمن فيها".
"ما هو المطلوب إذاً من الإنسان المهاجر، قديماً وحديثاً، أن يجتهد ويبتدع دراسة ومهنة ويكون مرئياً في مجتمعه الجديد بتفهم وعقلانية واحترام للمضيف فيحترمه ويقدر جهوده"، يضيف السفير عبدالشافي.
اقــرأ أيضاً
لا يتردد في القول صراحة بإنه "لدى بعضهم فهم غير سوي لمسألة القدوم إلى المهجر ومحاولة فرض شروطه على المستضيف. فإذا كانت قيم وثقافة البلاد هي هكذا فيها مدارس مختلطة للذكور والإناث فأنت لا تأتي لتفرض رؤيتك عليهم". الأمر الأخير يعتبره عبدالشافي منفراً للمجتمعات المضيفة ويخلق أجواء من العزلة بدل الجسور. ويطالب المهاجر بالتفكر قليلاً "كيف لا يحترم بعضهم قوانين هذه البلاد بينما قوانينها هي التي تسمح للمرأة العربية والمسلمة بارتداء حجابها، على الرغم من طرح بعضهم حظر النقاب. والأخير يمكن مقارنته بقانون قبول المجتمعات العربية، مثلاً فرض خروج المرأة بالشورت؟".
الحاجة للعقل
لا ينفكّ عبدالشافي في الرهان على الأجيال الجديدة من أبناء المهاجرين، يقول : "نعم أنا من المراهنين على الجيل الثاني والثالث. لدينا في تشيلي كفلسطينيين جالية ضخمة، وهي من أكثر الجاليات تأثيراً في البلد، على الرغم من أنها مقيمة وليس بالضرورة أن تعود، مثل أي بلد لديه مغتربوه. لكن هؤلاء في تشيلي هل تركوا قضيتهم؟ على العكس هم يقومون بخدمتها بأفضل ما لديهم من تأثير... مع علمنا باختلاف الظروف، لكن طموح العرب في المهجر لا يجب أن يقل عن أن نكون بمكانة محترمة لأنفسنا وللمجتمعات التي تستقبل العرب".
على الصعيد الشخصي لم يتردد صلاح عبدالشافي لحظة واحدة وهو يجيب عن سؤال يتعلق به وبالهجرة: "أحترم خيارات الناس في العيش في الاغتراب، أنا شخصياً بمجرد أن تنتهي مهمتي في خدمتي الدبلوماسية بكل صراحة سأعود إلى غزة لأعيش فيها مع عائلتي، هذا اختياري وللآخرين خياراتهم التي تحترم أيضا".
اقــرأ أيضاً
يعود بنا عبدالشافي إلى فترة شغله منصبه في استوكهولم ليذكرنا "وزيرة الشؤون الاجتماعية سابون اختيرت في السويد على الرغم من أنها أفريقية الأصل. على ماذا يدل ذلك؟ هل يدل على شيء سوى أن الإنسان حين يعمل عقله ويجتهد يمكن أن يصل وبالتالي يمثل خلفيته بأفضل السبل؟".
ويكمل السفير: "ما نحتاجه كجاليات، واسمح لي الحديث عن الفلسطينيين تحديداً، هو إنسان فلسطيني قادر على مخاطبة العقل الأوروبي، لأننا لن نفيد شيئاً من العزلة والسلبية. التعويل هو على أمثال منى وسوسن وغيرهما الكثير الكثير ممن وصلوا إلى تلك المرحلة من فهم العقل والثقافة والقيم عند الطرفين العربي والأوروبي". ويعتبر أن "وجود نوستالجيا من خلال معاشرتي عشر سنوات أجيال فلسطينية تشير بوضوح إلى أن ذلك الجيل يخدم قضيته، ولكنه يبقى في البلد الذي ولد وكبر ودرس فيه وكون صداقاته، هذا لا ينفي أبداً فلسطينيته وهو الذي يتفاعل من أجلها في مجتمعاته".
اقــرأ أيضاً
ما يطالب به عبدالشافي هو "احترام خيارات الناس. فالجيل الجديد القادم إلى أوروبا أخيراً، جاء نتيجة ظروف حرب ومآس، لذا لا يتوقع منها معجزات. هي في مرحلة تأسيس حياتها ومستقبل أبنائها. لكن إن كنت ترى المستقبل فسياسياً يجب الاستثمار بحيث تبقي هؤلاء على ارتباط بثقافتهم وهويتهم الأم دون أن يكون ذلك عائقاً في قضية الاندماج والتكيف والتأثير الإيجابي بالمحيط، بذلك ربما يخدم هؤلاء قضيتهم ويساعدون فلسطين. هذا الأمر ينطبق على بقية الجاليات".
ويعود عبدالشافي ليذكر أن التعويل على الجاليات في أوروبا مستقبلاً سيكون كبيراً، مكرراً حديثه عن "الطرف الآخر الذي استغل كل الفرص المتاحة فتغلغل في كل شيء بما فيه الأحزاب والإعلام والنوادي وكل الأنشطة ليخدم قضية نفي وجودي، لذا علينا أن نستفيد إلى أبعد تقدير مما هو متاح للجاليات".
اقــرأ أيضاً
نبذة تاريخية يقدمها عبدالشافي، وهو المتنقل خلال 10 سنوات بين إسكندنافيا وألمانيا والنمسا "منذ أن حضر إلى بعضها كطالب في الخمسينيات والستينيات، ومع انتقال وكالة "أونروا" من مقرها في النمسا، بعد أوسلو، إلى غزة بقي بعض العاملين فيها مع عائلاتهم في فيينا".
توضيحُ التباس قائم
يتفهّم عبدالشافي الالتباس القائم حول "مغتربين" و"لاجئين" في ما يخص الفلسطينيين الذين يناقشون واقعهم وعلاقتهم بالسلطة و م ت ف، يقول: "نتفهم هذا الالتباس وعلاقة الجالية في كل مكان بمثل هذا السؤال. أمر طبيعي أن يكون هناك "دائرة شؤون المغتربين"، مثل أي شعب يقيم بعضه في الخارج. لكن لا ننسى أن "دائرة شؤون اللاجئين" ما تزال تعمل، وقضيتهم واحدة من أهم القضايا التي تأخذ بعين الاعتبار".
يرى أنه " للإنسان الحق أن يقيم أينما أراد، فأغلبية الشعب الإيرلندي تقيم خارج إيرلندا. نحن مشكلتنا تختلف كون المحتل يريد أن ينفي وجودنا تماماً". ويقر إنه "بعد أوسلو، وانتقال القرار إلى فلسطين، وعدم قيام الدولة في عام 1999، أصبح هناك عدم اهتمام كاف باللاجئين في الخارج، وهو أمر نقر ونعترف به أدى إلى عزوف الجاليات حتى من الاقتراب من م ت ف وممثلياتها وسفارات فلسطين".
تفهم الواقع
ما يقرأه عبدالشافي من أدوار للجاليات العربية، وهنا يخص الفلسطينية كونه "صاحب تجربة شخصية، على الأقل في السويد وألمانيا، حيث جاليات كبيرة، ليس الاهتمام بالعمل السياسي مطلوباً من الجميع. 3 بالمائة من الفلسطينيين من يهتمون بالعمل السياسي. وعلى الرغم من ذلك لا يجب أن يزاود أحد على اللاجئين ومواقفهم". ويوضح في هذا الصدد "علينا تفهم ظروف الناس ومواقفها. فهؤلاء جلهم انتقل بحثاً عن الأمن وضمان مستقبل للأبناء، وليس بالضرورة أن الجميع هاجر لكي يعمل بالسياسة". وهو يؤكد أن معظم الناس "مرتبطة عاطفياً مهما طالت غربتها، وعند الجيل الثاني والثالث نوستالجيا، لكنه جيل بدأ يدرك دوره ويقوم به على عكس الجيل الأول". وبمعنى من المعاني، يضيف "علينا جميعاً أن نتفهم حالة الارتباك بين الجاليات وعلاقتها بالرسميين، وحالنا كحال بقية جاليات العرب في المهاجر".
في مركب واحد
ينتقل عبدالشافي إلى خصوصية المهجر الفلسطيني ويوضح، أنه وعلى الرغم من كل ما حدث فالجميع في مركب واحد كفلسطينيين "بغض النظر عن مشاربنا وبرامجنا السياسية المختلفة. أي، نحن أصحاب قضية عادلة ونقدر أن نؤثر في الخارج بالرأي العام في الدول التي نتوزع فيها كضيوف بأوروبا. فالرأي العام هنا أو في غيرها من البلدان ليس معنياً باختلافنا على أوسلو والمقاومة والمفاوضات. ما يعنينا كجاليات أننا أصحاب قضية عادلة، ولنختلف في ما بيننا على وجهات النظر، فطوال عمرنا نختلف، وذلك أمر صحي وديمقراطي. لكن يهمنا ألّا يصل بنا الحال إلى التخوين والتكفير في مهاجرنا، فذلك أبداً لا يخدم لا قضايانا كجاليات ولا قضايانا كعرب".
ضرورة الاندماج
يطرح عبدالشافي وجهة نظره في مسألة مثار نقاش وجدل بين الجاليات حول قضية الاندماج "فبعضهم لديه التباس، يظن أن الاندماج يعني التخلي عن الثقافة والدين. لكن تلك مشكلة كبيرة، فكيف سيكون الإنسان مؤثراً إذا كان يعيش على هامش المجتمعات وليس داخلها، ولا يتحدث حتى لغتها؟ أرى بكل بساطة، وهو دائماً ما يجري نقاشه حين نلتقي مع الجاليات، أنه لا يمكن التأثير في المجتمعات بدون أن نكون ناجحين دراسياً ومهنياً. بل ليس عيباً أن ننضوي في الأحزاب السياسية. لننظر إلى الطرف الآخر وكيف اندمج وتغلغل وصار صاحب تأثير. وبالتالي الاندماج سيجعل العرب والفلسطينيين أصحاب تأثير، فكيف ستصل الرسالة بدون لغة وبدون تفاعل مع المجتمعات؟".
ويردّ على الطرح الذي يقول، إن العنصرية سببها عدم الاندماج، يقول "ليس صحيحاً أن العنصرية سبب عدم اندماج الجاليات. وتلك مشكلة شائعة بين بعض أفراد الجاليات المهاجرة إلى أوروبا. المواطنة والقانون يلعبان الدور الأساس في حياة وثقافة هذه الدول. أبداً لا علاقة بين الدين والتراث والجذور الإسلامية وغيرها في مفهوم المواطنة والديمقراطية، الكل سواسية أمام تلك المواطنة وبأدلة عملية. منى الدزدار كوزيرة جاءت صغيرة إلى النمسا ونشطت في الجالية الفلسطينية ولم ينقص احترامها عند المجتمع النمساوي حين كانت خلفيتها هي تلك، تفاعلها وفهمها ومخاطبتها العقل الغربي، وليس فقط باللغة، بل بفهم ثقافة وقيم الغرب جعلها تصل إلى هذا المنصب. وسوسن شبلي متحدثة باسم الخارجية الألمانية، وأعرف الشابتين شخصياً، هما فلسطينيتان دون جدال، لكنهما عرفتا قيمة الاندماج ومعرفة مجتمعات يقمن فيها".
"ما هو المطلوب إذاً من الإنسان المهاجر، قديماً وحديثاً، أن يجتهد ويبتدع دراسة ومهنة ويكون مرئياً في مجتمعه الجديد بتفهم وعقلانية واحترام للمضيف فيحترمه ويقدر جهوده"، يضيف السفير عبدالشافي.
الحاجة للعقل
لا ينفكّ عبدالشافي في الرهان على الأجيال الجديدة من أبناء المهاجرين، يقول : "نعم أنا من المراهنين على الجيل الثاني والثالث. لدينا في تشيلي كفلسطينيين جالية ضخمة، وهي من أكثر الجاليات تأثيراً في البلد، على الرغم من أنها مقيمة وليس بالضرورة أن تعود، مثل أي بلد لديه مغتربوه. لكن هؤلاء في تشيلي هل تركوا قضيتهم؟ على العكس هم يقومون بخدمتها بأفضل ما لديهم من تأثير... مع علمنا باختلاف الظروف، لكن طموح العرب في المهجر لا يجب أن يقل عن أن نكون بمكانة محترمة لأنفسنا وللمجتمعات التي تستقبل العرب".
على الصعيد الشخصي لم يتردد صلاح عبدالشافي لحظة واحدة وهو يجيب عن سؤال يتعلق به وبالهجرة: "أحترم خيارات الناس في العيش في الاغتراب، أنا شخصياً بمجرد أن تنتهي مهمتي في خدمتي الدبلوماسية بكل صراحة سأعود إلى غزة لأعيش فيها مع عائلتي، هذا اختياري وللآخرين خياراتهم التي تحترم أيضا".
يعود بنا عبدالشافي إلى فترة شغله منصبه في استوكهولم ليذكرنا "وزيرة الشؤون الاجتماعية سابون اختيرت في السويد على الرغم من أنها أفريقية الأصل. على ماذا يدل ذلك؟ هل يدل على شيء سوى أن الإنسان حين يعمل عقله ويجتهد يمكن أن يصل وبالتالي يمثل خلفيته بأفضل السبل؟".
ويكمل السفير: "ما نحتاجه كجاليات، واسمح لي الحديث عن الفلسطينيين تحديداً، هو إنسان فلسطيني قادر على مخاطبة العقل الأوروبي، لأننا لن نفيد شيئاً من العزلة والسلبية. التعويل هو على أمثال منى وسوسن وغيرهما الكثير الكثير ممن وصلوا إلى تلك المرحلة من فهم العقل والثقافة والقيم عند الطرفين العربي والأوروبي". ويعتبر أن "وجود نوستالجيا من خلال معاشرتي عشر سنوات أجيال فلسطينية تشير بوضوح إلى أن ذلك الجيل يخدم قضيته، ولكنه يبقى في البلد الذي ولد وكبر ودرس فيه وكون صداقاته، هذا لا ينفي أبداً فلسطينيته وهو الذي يتفاعل من أجلها في مجتمعاته".
ما يطالب به عبدالشافي هو "احترام خيارات الناس. فالجيل الجديد القادم إلى أوروبا أخيراً، جاء نتيجة ظروف حرب ومآس، لذا لا يتوقع منها معجزات. هي في مرحلة تأسيس حياتها ومستقبل أبنائها. لكن إن كنت ترى المستقبل فسياسياً يجب الاستثمار بحيث تبقي هؤلاء على ارتباط بثقافتهم وهويتهم الأم دون أن يكون ذلك عائقاً في قضية الاندماج والتكيف والتأثير الإيجابي بالمحيط، بذلك ربما يخدم هؤلاء قضيتهم ويساعدون فلسطين. هذا الأمر ينطبق على بقية الجاليات".
ويعود عبدالشافي ليذكر أن التعويل على الجاليات في أوروبا مستقبلاً سيكون كبيراً، مكرراً حديثه عن "الطرف الآخر الذي استغل كل الفرص المتاحة فتغلغل في كل شيء بما فيه الأحزاب والإعلام والنوادي وكل الأنشطة ليخدم قضية نفي وجودي، لذا علينا أن نستفيد إلى أبعد تقدير مما هو متاح للجاليات".
بطاقة...
السفير صلاح عبد الشافي
• مواليد قطاع غزة. هو ابن المناضل الراحل حيدر عبد الشافي.
• درس في مدارسها، انتقل للدراسة في الجامعات الألمانية قبل أن يعود ويعمل في غزة لسنوات.
• انتقل إلى العمل الديبلوماسي أثناء فترة تولي ناصر القدوة وزارة الخارجية في 2005.
• شغل منصب سفير في استوكهولم وبرلين/ ومنذ 3 سنوات هو سفير فلسطين وممثلها الدائم في منظمات الأمم المتحدة في فيينا. ومنذ 2014 سفير غير مقيم لدى جمهورية سلوفينيا
• يهتم عبد الشافي بما يصفه " مبدأ أساسي أن يكون لنا حضور فلسطيني في كل المحافل. فكل فلسطيني ومهاجر يعتبر سفيرا لبلده وثقافته. ومن الواجب أن تكون للجاليات المنتشرة في أوروبا دورها في تعزيز انتشارها في كل المؤسسات، وانطلاقا من سقف القانون الذي يضع الجميع في بند المواطنة".
السفير صلاح عبد الشافي
• مواليد قطاع غزة. هو ابن المناضل الراحل حيدر عبد الشافي.
• درس في مدارسها، انتقل للدراسة في الجامعات الألمانية قبل أن يعود ويعمل في غزة لسنوات.
• انتقل إلى العمل الديبلوماسي أثناء فترة تولي ناصر القدوة وزارة الخارجية في 2005.
• شغل منصب سفير في استوكهولم وبرلين/ ومنذ 3 سنوات هو سفير فلسطين وممثلها الدائم في منظمات الأمم المتحدة في فيينا. ومنذ 2014 سفير غير مقيم لدى جمهورية سلوفينيا
• يهتم عبد الشافي بما يصفه " مبدأ أساسي أن يكون لنا حضور فلسطيني في كل المحافل. فكل فلسطيني ومهاجر يعتبر سفيرا لبلده وثقافته. ومن الواجب أن تكون للجاليات المنتشرة في أوروبا دورها في تعزيز انتشارها في كل المؤسسات، وانطلاقا من سقف القانون الذي يضع الجميع في بند المواطنة".