المغرّد السعودي عبدالعزيز العودة اعتُقل قبل أسبوعين وتعهّد مجبراً بعدم تناول التطبيع
واعتقلت السلطات، بحسب معلومات "العربي الجديد"، عبد العزيز العودة منذ أسبوعين، لكن خبر اعتقاله لم يتسرب إلى المنظمات الحقوقية والرأي العام إلا يوم أمس عبر مقربين منه، ويأتي الاعتقال بسبب دفاع العودة المستمر عن القضية الفلسطينية ورفضه لموجة التطبيع التي تحاول جهات فاعلة في السلطة السعودية تمريرها داخل المجتمع السعودي.
وعلم "العربي الجديد" أن السلطات السعودية فرضت منع السفر على عبد العزيز العودة ومغردين آخرين مطلع شهر سبتمبر/أيلول الماضي بسبب كتابتهم عن القضية الفلسطينية وقاموا بتوقيع تعهدات بعدم الحديث عن فلسطين أو التطبيع أو دعم المقاومة الفلسطينية.
لكن السلطات اعتقلت العودة أواخر شهر سبتمبر/أيلول الماضي وقامت بإجبار مغردين آخرين على التوقيع على تعهدات أخرى بعدم الحديث عن القضية الفلسطينية والتطبيع وذلك قبيل زيارة المنتخب السعودي للأراضي الفلسطينية وحصوله على موافقة أمنية من السلطات الإسرائيلية للعب مباراة كرة قدم ضد المنتخب الفلسطيني ضمن التصفيات الآسيوية المشتركة لكأس العالم وكأس آسيا.
وعلى عكس ما تحاول الأذرع الإعلامية للسلطات السعودية تصويره، فإن عبد العزيز العودة لا تربطه صلة قرابة بالداعية الإسلامي والأكاديمي المهدد بالإعدام سلمان العودة، بل هو مجرد تشابه أسماء، كما أن عبد العزيز العودة لا يملك أي مواقف معادية للنظام السعودي أو السلطة الحاكمة، وتنحصر آراؤه في الدفاع عن القضية الفلسطينية والقضايا العربية، ما جعل السلطات السعودية تلاحقه لهذا السبب.
ونظراً لشعبيته الواسعة بين كافة الشرائح في المجتمع السعودي، تصدر وسم #عبد_العزيز_العودة موقع تويتر، وأبدى الموالون والمعارضون على حد سواء تعاطفهم مع الشاب.
وقال الكاتب السعودي مهنا الحبيل: "الابن عبد العزيز العودة نموذج في أخلاقه وقيمه، له رؤيته وفكره المتميّز، عايشته يتيم الوالدين وإن كان في كنف عمه العظيم عودة وجده المريض الشيبة العم محمد الشهاب، فكان عصامياً يتصدر الشهامة والرجولة. تجنب أي خوض سياسي ليستكمل حياته الاجتماعية وإذا بالاعتقال يطارده، أطلقوه لحياته".
فيما قال الناشط عمر بن عبد العزيز "اعتقال عبد العزيز العودة وهو الحريص على عدم انتقاد الحكومة دليل على أن مجرد الحديث عن تجريم التطبيع والقضية الفلسطينية سيقودك للسجن والاعتقال.. وهذه جريمة عبد العزيز الوحيدة".
ولا يعد العودة أول من اعتقل بسبب معارضته للتطبيع وتأييده للقضية الفلسطينية، إذ سبق للسلطات السعودية أن اعتقلت الناشطة نهى البلوي، في فبراير/شباط عام 2018، نتيجة تسجيلها لعدة مقاطع فيديو تحدثت فيها عن "مخاطر التطبيع"، كما جرى اعتقال شقيقها وشقيقتها كعقوبة لها، قبل أن يتم الإفراج عنها وعنهما.