عبد العزيز المقالح هو اسمٌ علم في الثقافة العربية، شاعرٌ ومفكرٌ، وأكاديمي، له الفضل الأول في فتح أبواب صنعاء السبعة، "لتلاقي" الأطراف، لم تثقل عليه المواقع، على كثرتها، ليبتعد عن صفته الأولى التي يحب: الشاعر. متابعٌ وقارئ من طراز نادر، يسخر كل وقته، لتأصيل ثقافة عربية، يريد لها أن تكون طريقاً، لوعي بقيمة الإبداع الذي يرفع من سوية الحياة وسوية الإحساس بالجمال وقيمه ويساهم في تحقيق الكرامة والحرية.
كأنك في الياس، أو لنقل على الأقل، أن الأمل بدأ يتراجع لصالح "عدوه" - وأنت شاعر الحياة والأمل - ففي شعرك في الآونة الأخيرة، بُحة نايٍ مجروح، وفي مقالاتك "خطاب أسى" و"ضراعة" و"سخط"، وشعور بالخذلان والخيبة.
أين أنت الآن، شاعراً ومفكراً، ومواطناً، أكاديمياً، وموقفاً ثقافياً، من كل هذا الذي يجري؟
أزعم لنفسي، أنني واقف حيث ينبغي أن يقف أي مواطن لا ينتمي إلى وطنه الصغير فقط، بل وإلى وطنه الكبير أيضاً، بكل ما يتحمله الوطنان؛ الصغير والكبير، من أثقال وأعباء تنوء بحملها الجبال، خصوصاً، بعد أن نجحت المؤامرة الدولية بإيصالنا جميعاً إلى هذا الدرك، وإلى ما نحن فيه من تمزق واحتراب. أعترف أنني حزين، وأن الألم يعتصرني في كل لحظة، تجاه ما يحدث، هنا، من حرب خارجية، ومن اقتتال داخلي، وما يحدث هناك، في عدد من الأقطار العربية من مآسٍ مروعة، لم تكن في حسبان أحد حتى الشيطان، لكنني رغم كل ذلك، لم أصل إلى درجة اليأس الذي تشير إليه، وقد لا أصل إليها أبداً، ما بقي في الروح بقية من أمل، في أن يستيقظ الضمير الجمعي للأمة المظلومة بأبنائها، ونخرج جميعاً من نفق هذا الكابوس غير المسبوق. صحيح أن الأمة العربية شهدت في تاريخها الوسيط والحديث حروباً وغزوات، ولكن ما يحدث لها الآن، يختلف تماماً. وأخطر ما فيه أنه غزو من الداخل، وأن العدو لا يأتي متخفياً وراء الأشجار والشعارات ولا يتكلم لغة أجنبية تصدم آذاننا وإنما يتكلم لغتنا ويردد شعاراتنا ويشرب من الماء الذي نشربه ويتنفس الهواء الذي نتنفسه.
أين الشعر في كل ذلك، بل أين الشعراء تحديداً؟
كنت دائماً أرفض التعامل مع المقولة السائدة، التي تذهب إلى القول، بأن المدافع إذا نطقت، صمتت الأقلام. لكنني الآن صرت أبررها على الأقل بسبب ما يحدث من حروب طاحنة للأوطان والناس والمبادئ، حروب تكتسح في طريقها كل شيء جميل، بما في ذلك الشعر والشعراء والفنون والآداب واللغة، وهي تزعزع قيمة الكلمة ودورها وإنما تزعزع إيمان الناس بحاضرهم ومستقبلهم وبكل شيء كان يربط بينهم. لم يعد سكان المدن يستمعون إلى الموسيقى والأغاني والمواويل، وإنما إلى أصوات الصواريخ والمدافع وأزيز القذائف. ورائحة الدم قتلت في نفوس المتحاربين المشاعر النبيلة، وحولتهم إلى وحوش، لا يلذ لهم سوى القتل. ومع هذه الصورة القاتمة، فإن هناك عدداً محدوداً من المبدعين لا يكفّون عن الكتابة، ويعتقدون أن سلاح الكلمة أقوى مما في أيدي المتحاربين من أسلحة متقدمة.
إذا كانت بعض القصائد تبدو مجروحة ومفجوعة فما ذلك إلّا التعبير الحقيقي عن الواقع المجروح والمفجوع، وعن واقع أقرب ما يكون إلى اللامعقول في صيغته المذهلة.
لك جهدٌ كبيرٌ واستثنائي بتعريف القارئ العربي بمنجز الإبداع العربي على الساحة اليمنية، مثلما لك دور رائد بتعريف القارئ اليمني بالإبداع العربي – في كتابيك "تلاقي الأطراف" و"عمالقة عند مطلع القرن" وغيرهما، على سبيل المثال – هل تلتقي "الأطراف"، في زمن التفكك وزمن الانعزال، والقطرية، والمذهبية، وخفوت الشعور القومي، وارتهان أشكال التعبير، اختياراً أو اضطراراً، لهذه النزعات المدمرة؟
من المؤكد أننا نعيش في مرحلة استثنائية في سوئها وخطورتها، والحديث عن تلاقي الأطراف، أو تقاطع أطراف، في وطن مثخن بالجراح، سيبدو خارج المنطق الواقعي. وشتان بين ما كان عليه الحال في سبعينيات القرن الماضي وثمانينياته حين كان التفاؤل سائداً، وكانت الكتابات تذهب نحو التقريب وتعريف أدباء المشرق العربي بأدباء المغرب العربي، وكانت قد بدأت في التكون ظاهرة، غاية في الأهمية، عن طريق معارض الكتاب التي كانت تقيمها وزارات الثقافة بين قطر عربي وآخر. وفي هذا الإطار شهدت صنعاء معرضاً للكتاب الجزائري وآخر للتونسي وثالثاً للسوري، وبدأت صفحة جديدة من العلاقات بين المبدعين والمثقفين تنمو وتتجذر إلا أن هذه الظاهرة لم تستمر فقد تعكرت الأجواء السياسية بين أكثر من بلد عربي، وصار من الصعب متابعة التواصل، الذي كان قد بدأ يؤتي بعضاً من ثماره المطلوبة، على صعيد الثقافة، بوصفها الحامل والمؤثر على وجدان الناس ومشاعرهم.
تزاوج في كتابيك: "كتاب الأصدقاء" و"كتاب صنعاء"، وغيرهما، بين النثر شكلاً تعبيرياً، ذا خصائص، وبين الشعر جنساً ونوعاً، وتبتكر أسلوباً، يساعد على إعطاء صورة أكثر سعة لمن اصطفيت من الأصدقاء: المتنبي، أبو العلاء المعري، محمود درويش، أدونيس وآخرين. كيف تنظر إلى الشكل في تجربتك، بعد أن استباحت التجارب الجديدة الأعراف الشعرية، بحثاً عما سميته (الأجد) تميزاً عن الجديد بسماته المعروفة، وهل صار للشكل هيمنته وأفضليته، ما دامت المعاني مطروحة على الطريق؟
الإبداع الحقيقي، كما تعرف أنت، ويعرف كل الذين لهم علاقة بالكتابة الإبداعية، لا يتأطر ولا يأخذ شكلاً واحداً وثابتاً، إلّا أن هناك قواعد أساسية تمنح هذا الشكل أو ذاك صفة الإبداع، سواء أكان شعراً أو نثراً، وأعترف أن هناك عدداً كبيراً ممن يدعون كتابة الشعر (وهم) الذين يفتقرون إلى أبسط المؤهلات التي تمكنهم من المغامرة في عالم التجريب، ودنيا التنوع في الأشكال. وفي "كتاب صنعاء" و"كتاب الأصدقاء" وغيرهما من المجموعات الشعرية التي اخترتُ لها تسمية "الكتاب"، حاولت اتباع نظام المزاوجة بين قصيدة التفعيلة وقصيدة النثر، وقد وجدتْ هذه المزاوجة، أو بالأحرى هذا التشكيل، صدى واسعاً ومقبولاً لكونه يكسر رتابة الإيقاع، كما لقيت التجربة نجاحاً كبيراً، من خلال ردود الأفعال التي أسفرت عنها الكتابات النقدية لبعض هذه الكتب ومنها "كتاب صنعاء" بصورة خاصة.
المرأةُ في شعرك، إما تقف على البلكون وتغيب، وإما مصطافة تنأى على الشاطئ وتبتعد، وإما طيفٌ يختفي عند منعطف الشارع؛ هي دائماً بعيدة، ألا يمكن أن تقربها القصيدة أكثر؟ وكأنك في الوجد والدنف في معانيهما الصوفية، وماذا عن أقرانك: أدونيس وقصائد الجسد، محمود درويش و"سرير الغريبة"، وسعدي يوسف و"أيروتيكا". سؤالي عن المرأة في الحياة والشعر، لنقل في حياتك وشعرك هذا أولاً، وثانياً: صدور مجموعتك الشعرية "كتاب الحب" في هذا الوقت بالذات، وهو وقت يعادي المشاعر والأحاسيس، مما يستدعي التساؤل؟
المرأة حاضرة في حياتنا، حضور الماء والهواء، ومن الطبيعي أن يعكس هذا الحضور نفسه في الشعر والنثر على هذا النحو أو ذاك، الشعراء اليمنيون والرواد تجاهلوا المرأة بسبب انشغالهم بالقضايا الكبرى التي احتكرت أصواتهم الشعرية، الشاعر محمد محمود الزبيري واحد من هؤلاء، حيث لم يكتب عن المرأة سوى أربعة أبيات، كان ذلك في العام الأول من أيام الثورة اليمنية، بعد أن أدرك أن معركة الوطن الأساسية تكللت بالنجاح. ولو عاش أكثر، ربما كتب قصائد أخرى لكنه رحل شهيداً بعد عامين من كتابة تلك الأبيات. ومثله بقية الشعراء الرواد الذين كرسوا إبداعهم لمقاومة الطغيان والاحتلال الأجنبي، وما يترتب على خلاص البلاد من خلاص للمرأة والرجل وبناء عهد جديد من الحرية والحب والإبداع.
وبالنسبة إليَّ أزعم أن المرأة حاضرة في شعري، ابتداء من محاولاتي الأولى. وفي المجموعة الشعرية "لابد من صنعاء"، وهي باكورة رحلتي الشعرية، قصيدة وجدانية ظهرت جنباً إلى جنب مع قصائد أخرى تتناول القضايا السياسية والاجتماعية، وما كان يعانيه الوطن من آلام، وما يملأ جوانحه من حنين إلى الحرية والعدل. ولا تخلو مجموعة من مجموعاتي الشعرية اللاحقة من صورة المرأة، الأم والصديقة والحبيبة، ومجموعتي الأخيرة "كتاب الحب" خالصة للمرأة، وبعض قصائدها تتسم بالعاطفة المشبوبة، والحب الذي ما كان يمكن التعبير عنه في زمن المعاناة والنضال السياسي. ويبدو لي وأنا أراجع النتاج الشعري الراهن للمبدعين الشبان خاصة، أن لا قضية تشغلهم أكثر من موضوع المرأة، وكأن موقفهم هذا يأتي كرد فعل متأخر لغياب المرأة عند شعراء الأربعينيات والخمسينيات.
هناك اسمان يمنيان اخترقا الجدار. عبد الله البردوني وأنت، شكّلا حضوراً على الساحة العربية. كنتُ شخصياً أعوِّل على تجربة محمد حسين هيثم (وآخرين) وخصوصاً في كتابيه المتميزين للغاية "رجل كثير" و"على بعد ذئب"، ولكن رحيله المبكر المؤسف، وعدم وصول أعماله إلى محيطها العربي، قلل من هذا التعويل. هل تعول على أحد في اختراق الجدار، اختراق جدران العزلة العربية؟
للشاعر الكبير عبد الله البردوني تلاميذه ومريدوه الكثر، بعضهم يحاكيه ولا يستطيع التخلص من سطوته الشعرية، والقلة القليلة فقط من هؤلاء المريدين هي التي استطاعت الخروج من عباءته، وأن تبحث لنفسها عن صوتها الخاص في إطار القصيدة الكلاسيكية ذاتها. من هؤلاء على سبيل المثال، الذين يعول عليهم: الحارث بن الفضل الشميري، ويحيى الحمادي، وزين العابدين الضبيبي. ويمتلك كل واحد من هؤلاء المبدعين الثلاثة القدرة على اختراق جدار المحاكاة، والارتقاء بالقصيدة في شكلها الكلاسيكي إلى أن تكون جزءاً من روح العصر، وإلى أن تحمل سماته وتحولاته المدهشة، وفي الطرف الآخر، هناك العشرات من الموهوبين الذين وجدوا مكانهم في قصيدة التفعيلة أو في القصيدة الأجد (النثرية)، كان محمد حسين هيثم في طليعة من يكتبون قصيدة التفعيلة بروح شعرية عالية ومثيرة للإعجاب، والرحيل المبكر للشاعر المبدع محمد حسين هيثم يمثل خسارة لا تعوض. وفي الساحة أصوات شعرية أثبتت حضورها المحلي والعربي، وبات لها صوتها الشعري الخاص، وأذكر باهتمام كبير الشاعر عبد الكريم الرازحي.
لقد خفَّت – إن لم نقل اختفت – نبرة القضايا الكبرى في الممارسة الشعرية العربية، في تجارب "الرواد"، والأجيال التي تلت، وتبدت القضايا اليومية، والطارئ منها، وهموم الذات الشعرية المرهقة بأسبابها، في الواجهة، وتبدت حركة النص، مشغولة في إطارها الضيّق، هل يستأثر القائم السياسي بالشعر والشعراء، ويفصلهم نصاً ،أيضاً، على قدِّه؟
هناك في الشعرية العربية الراهنة ما يمكن تسميته بالموجات إذا جاز التعبير، منها موجة الاهتمام باليومي والعابر في الحياة. وكان قد مثلها في البداية الشاعر صلاح عبد الصبور، ويصح القول إن سعدي يوسف التقط الفكرة ونجح في تعميقها وإبرازها كموجة مؤثرة وفاعلة في حياتنا الشعرية. كما يمكن الحديث عن موجة ثانية كرسها محمود درويش بمطولاته، ولغته التي اشتقها بموهبته ورفدها بمأساة شعبية، وكان لها صداها العميق، وتركت أثراً لا ينكر في جيل من الشعراء الشبان الذين أصبحوا كهولاً. أما الموجة الثالثة التي عمّدت مستوى مخالفاً ومغايراً من الحداثة فهي الموجة التي مثَّلها أدونيس، والتي أسست لتفجير عدد من الطاقات الإبداعية. وهي موجة ترفض الهبوط إلى اليومي والعابر وتنأى عن الخطابية والطلاء البلاغي. ووجود هذه الموجات الشعرية في آن واحد يمنح الإبداع القدرة على التعدد والاختلاف والتنافس الخلاق. وسيادة موجة واحدة أو انفرادها بالساحة يدمر الإبداع ويسجنه في قفص التقليد والتكرار والمحاكاة.
يتآخى على الساحة الشعرية اليمنية شكلان شعريان، يشير أحدهما إلى عودة عارمة للنمط التقليدي، والكلاسيكي، وقد سبق لك أن أثنيت على تجارب عدة في هذا النوع، وعلى أسماء، من خلال حضورك الواسع، وتعيينك رئيساً للجنة جائزة الرئيس، ومن خلال جائزتك السنوية: جائزة الشاعر عبد العزيز المقالح، وأنت ممولها وترأس لجنتها، هل لهذا الشكل قدرة على الإضافة، وهو يستجيب لمطالب "الساحة"، ويحاول كسب ودها؟ ثم ما جدوى الكتابة، في ظل الماضي، كما يرى أدونيس، وهل هناك من أسماء تعين على استنهاض همة شكل معاد للتاريخ، كما يوصف سعدي يوسف؟
كما تشير الكلمات الأخيرة في الرد على سؤالك السابق من أن التعددية والاختلاف في الإبداع من أهم عوامل النجاح فإنها تبقى طريقنا الأمثل إلى تجاوز الركود وإنعاش المواهب الحقيقية. وذلك موقفي من الاعتراف بكل الأشكال والأنماط الشعرية التي يتوفر لها الحد الأعلى من تمثل الذائقة الفنية عبر الاعتيادية او التقليدية. ومنذ بدأت في ممارسة النقد الأدبي يتملكني شعور تعاطف مع كل نص شعري قادر على أن يبعث الغبطة والانتشاء في روح المتلقي، مهما كان شكله عمودياً، تفعيلياً، نثرياً. المعيار في تقبل النص الشعري أو رفضه لا يقف عند الشكل وحده، بل بما يستوعبه هذا الشكل من قيم فنية، وما يحققه لقارئه من نشوة وما يتوفر له من ديمومة زمنية. وأود أن أنبه إلى أني لست العضو الوحيد في لجنة جائزة الرئيس للشعر، هناك أعضاء آخرون تختلف ذائقة بعضهم عن ذائقتي، ولابد في مثل هذه الحال من إيجاد نوع من الانسجام بين الذائقات المتعددة، لتتمكن لجنة التحكيم من تجاوز الاصطدام ببعضها.
هناك هجوم أنثوي لافت، في الآونة الأخيرة، على وسائل التعبير، على الساحة اليمنية وتحديداً في الشعر، وفي القصة، وفي الرواية أيضاً، وأنت ممن يدعمون هذه الظاهرة جائزة ونقداً. كيف تنظر إلى الدوافع، والممارسة، ومقدار الإضافة، وهل من أسماء؟
هو هجوم مطلوب ومرحب به. ودخول المرأة اليمنية إلى دنيا الأدب أثمر كثيراً من الإنجازات الجيدة، فضلاً عما يبعثه من أجواء تنافسية. كان الواقع الأدبي قبل دخول المرأة إلى هذا المعترك محزناً وقائماً على ساق واحدة، وصار الآن يسير على قدمين. وفي النتاج الذي ظهر للمرأة اليمنية حتى الآن في الشعر والرواية والنص القصير، ما يعد إضافة حقيقية، وأية محاولة لإعاقة تقدم هذه الحرية الإبداعية النسوية محكوم عليها بالفشل ولا تنتمي إلى تطلعات البلاد إلى زمن جديد، ونظام مدني عادل وإنساني. أما عن الاسماء فهي كثيرة وأخشى أن أنسى بعضها فأُتهم بالتجاهل، وأنا من أكثر المتعاطفين مع كل المبدعات. ولا أستطيع التعبير عن بهجتي وسعادتي، كل ما قرأت عملاً إبداعياً لامرأة، وأكاد أخرج إلى الشارع وأصرخ: لقد تطورنا.
ضد اليأس
كأنك في الياس، أو لنقل على الأقل، أن الأمل بدأ يتراجع لصالح "عدوه" - وأنت شاعر الحياة والأمل - ففي شعرك في الآونة الأخيرة، بُحة نايٍ مجروح، وفي مقالاتك "خطاب أسى" و"ضراعة" و"سخط"، وشعور بالخذلان والخيبة.
أين أنت الآن، شاعراً ومفكراً، ومواطناً، أكاديمياً، وموقفاً ثقافياً، من كل هذا الذي يجري؟
أزعم لنفسي، أنني واقف حيث ينبغي أن يقف أي مواطن لا ينتمي إلى وطنه الصغير فقط، بل وإلى وطنه الكبير أيضاً، بكل ما يتحمله الوطنان؛ الصغير والكبير، من أثقال وأعباء تنوء بحملها الجبال، خصوصاً، بعد أن نجحت المؤامرة الدولية بإيصالنا جميعاً إلى هذا الدرك، وإلى ما نحن فيه من تمزق واحتراب. أعترف أنني حزين، وأن الألم يعتصرني في كل لحظة، تجاه ما يحدث، هنا، من حرب خارجية، ومن اقتتال داخلي، وما يحدث هناك، في عدد من الأقطار العربية من مآسٍ مروعة، لم تكن في حسبان أحد حتى الشيطان، لكنني رغم كل ذلك، لم أصل إلى درجة اليأس الذي تشير إليه، وقد لا أصل إليها أبداً، ما بقي في الروح بقية من أمل، في أن يستيقظ الضمير الجمعي للأمة المظلومة بأبنائها، ونخرج جميعاً من نفق هذا الكابوس غير المسبوق. صحيح أن الأمة العربية شهدت في تاريخها الوسيط والحديث حروباً وغزوات، ولكن ما يحدث لها الآن، يختلف تماماً. وأخطر ما فيه أنه غزو من الداخل، وأن العدو لا يأتي متخفياً وراء الأشجار والشعارات ولا يتكلم لغة أجنبية تصدم آذاننا وإنما يتكلم لغتنا ويردد شعاراتنا ويشرب من الماء الذي نشربه ويتنفس الهواء الذي نتنفسه.
أين الشعر في كل ذلك، بل أين الشعراء تحديداً؟
كنت دائماً أرفض التعامل مع المقولة السائدة، التي تذهب إلى القول، بأن المدافع إذا نطقت، صمتت الأقلام. لكنني الآن صرت أبررها على الأقل بسبب ما يحدث من حروب طاحنة للأوطان والناس والمبادئ، حروب تكتسح في طريقها كل شيء جميل، بما في ذلك الشعر والشعراء والفنون والآداب واللغة، وهي تزعزع قيمة الكلمة ودورها وإنما تزعزع إيمان الناس بحاضرهم ومستقبلهم وبكل شيء كان يربط بينهم. لم يعد سكان المدن يستمعون إلى الموسيقى والأغاني والمواويل، وإنما إلى أصوات الصواريخ والمدافع وأزيز القذائف. ورائحة الدم قتلت في نفوس المتحاربين المشاعر النبيلة، وحولتهم إلى وحوش، لا يلذ لهم سوى القتل. ومع هذه الصورة القاتمة، فإن هناك عدداً محدوداً من المبدعين لا يكفّون عن الكتابة، ويعتقدون أن سلاح الكلمة أقوى مما في أيدي المتحاربين من أسلحة متقدمة.
إذا كانت بعض القصائد تبدو مجروحة ومفجوعة فما ذلك إلّا التعبير الحقيقي عن الواقع المجروح والمفجوع، وعن واقع أقرب ما يكون إلى اللامعقول في صيغته المذهلة.
لك جهدٌ كبيرٌ واستثنائي بتعريف القارئ العربي بمنجز الإبداع العربي على الساحة اليمنية، مثلما لك دور رائد بتعريف القارئ اليمني بالإبداع العربي – في كتابيك "تلاقي الأطراف" و"عمالقة عند مطلع القرن" وغيرهما، على سبيل المثال – هل تلتقي "الأطراف"، في زمن التفكك وزمن الانعزال، والقطرية، والمذهبية، وخفوت الشعور القومي، وارتهان أشكال التعبير، اختياراً أو اضطراراً، لهذه النزعات المدمرة؟
من المؤكد أننا نعيش في مرحلة استثنائية في سوئها وخطورتها، والحديث عن تلاقي الأطراف، أو تقاطع أطراف، في وطن مثخن بالجراح، سيبدو خارج المنطق الواقعي. وشتان بين ما كان عليه الحال في سبعينيات القرن الماضي وثمانينياته حين كان التفاؤل سائداً، وكانت الكتابات تذهب نحو التقريب وتعريف أدباء المشرق العربي بأدباء المغرب العربي، وكانت قد بدأت في التكون ظاهرة، غاية في الأهمية، عن طريق معارض الكتاب التي كانت تقيمها وزارات الثقافة بين قطر عربي وآخر. وفي هذا الإطار شهدت صنعاء معرضاً للكتاب الجزائري وآخر للتونسي وثالثاً للسوري، وبدأت صفحة جديدة من العلاقات بين المبدعين والمثقفين تنمو وتتجذر إلا أن هذه الظاهرة لم تستمر فقد تعكرت الأجواء السياسية بين أكثر من بلد عربي، وصار من الصعب متابعة التواصل، الذي كان قد بدأ يؤتي بعضاً من ثماره المطلوبة، على صعيد الثقافة، بوصفها الحامل والمؤثر على وجدان الناس ومشاعرهم.
تزاوج في كتابيك: "كتاب الأصدقاء" و"كتاب صنعاء"، وغيرهما، بين النثر شكلاً تعبيرياً، ذا خصائص، وبين الشعر جنساً ونوعاً، وتبتكر أسلوباً، يساعد على إعطاء صورة أكثر سعة لمن اصطفيت من الأصدقاء: المتنبي، أبو العلاء المعري، محمود درويش، أدونيس وآخرين. كيف تنظر إلى الشكل في تجربتك، بعد أن استباحت التجارب الجديدة الأعراف الشعرية، بحثاً عما سميته (الأجد) تميزاً عن الجديد بسماته المعروفة، وهل صار للشكل هيمنته وأفضليته، ما دامت المعاني مطروحة على الطريق؟
الإبداع الحقيقي، كما تعرف أنت، ويعرف كل الذين لهم علاقة بالكتابة الإبداعية، لا يتأطر ولا يأخذ شكلاً واحداً وثابتاً، إلّا أن هناك قواعد أساسية تمنح هذا الشكل أو ذاك صفة الإبداع، سواء أكان شعراً أو نثراً، وأعترف أن هناك عدداً كبيراً ممن يدعون كتابة الشعر (وهم) الذين يفتقرون إلى أبسط المؤهلات التي تمكنهم من المغامرة في عالم التجريب، ودنيا التنوع في الأشكال. وفي "كتاب صنعاء" و"كتاب الأصدقاء" وغيرهما من المجموعات الشعرية التي اخترتُ لها تسمية "الكتاب"، حاولت اتباع نظام المزاوجة بين قصيدة التفعيلة وقصيدة النثر، وقد وجدتْ هذه المزاوجة، أو بالأحرى هذا التشكيل، صدى واسعاً ومقبولاً لكونه يكسر رتابة الإيقاع، كما لقيت التجربة نجاحاً كبيراً، من خلال ردود الأفعال التي أسفرت عنها الكتابات النقدية لبعض هذه الكتب ومنها "كتاب صنعاء" بصورة خاصة.
المرأةُ في شعرك، إما تقف على البلكون وتغيب، وإما مصطافة تنأى على الشاطئ وتبتعد، وإما طيفٌ يختفي عند منعطف الشارع؛ هي دائماً بعيدة، ألا يمكن أن تقربها القصيدة أكثر؟ وكأنك في الوجد والدنف في معانيهما الصوفية، وماذا عن أقرانك: أدونيس وقصائد الجسد، محمود درويش و"سرير الغريبة"، وسعدي يوسف و"أيروتيكا". سؤالي عن المرأة في الحياة والشعر، لنقل في حياتك وشعرك هذا أولاً، وثانياً: صدور مجموعتك الشعرية "كتاب الحب" في هذا الوقت بالذات، وهو وقت يعادي المشاعر والأحاسيس، مما يستدعي التساؤل؟
المرأة حاضرة في حياتنا، حضور الماء والهواء، ومن الطبيعي أن يعكس هذا الحضور نفسه في الشعر والنثر على هذا النحو أو ذاك، الشعراء اليمنيون والرواد تجاهلوا المرأة بسبب انشغالهم بالقضايا الكبرى التي احتكرت أصواتهم الشعرية، الشاعر محمد محمود الزبيري واحد من هؤلاء، حيث لم يكتب عن المرأة سوى أربعة أبيات، كان ذلك في العام الأول من أيام الثورة اليمنية، بعد أن أدرك أن معركة الوطن الأساسية تكللت بالنجاح. ولو عاش أكثر، ربما كتب قصائد أخرى لكنه رحل شهيداً بعد عامين من كتابة تلك الأبيات. ومثله بقية الشعراء الرواد الذين كرسوا إبداعهم لمقاومة الطغيان والاحتلال الأجنبي، وما يترتب على خلاص البلاد من خلاص للمرأة والرجل وبناء عهد جديد من الحرية والحب والإبداع.
وبالنسبة إليَّ أزعم أن المرأة حاضرة في شعري، ابتداء من محاولاتي الأولى. وفي المجموعة الشعرية "لابد من صنعاء"، وهي باكورة رحلتي الشعرية، قصيدة وجدانية ظهرت جنباً إلى جنب مع قصائد أخرى تتناول القضايا السياسية والاجتماعية، وما كان يعانيه الوطن من آلام، وما يملأ جوانحه من حنين إلى الحرية والعدل. ولا تخلو مجموعة من مجموعاتي الشعرية اللاحقة من صورة المرأة، الأم والصديقة والحبيبة، ومجموعتي الأخيرة "كتاب الحب" خالصة للمرأة، وبعض قصائدها تتسم بالعاطفة المشبوبة، والحب الذي ما كان يمكن التعبير عنه في زمن المعاناة والنضال السياسي. ويبدو لي وأنا أراجع النتاج الشعري الراهن للمبدعين الشبان خاصة، أن لا قضية تشغلهم أكثر من موضوع المرأة، وكأن موقفهم هذا يأتي كرد فعل متأخر لغياب المرأة عند شعراء الأربعينيات والخمسينيات.
هناك اسمان يمنيان اخترقا الجدار. عبد الله البردوني وأنت، شكّلا حضوراً على الساحة العربية. كنتُ شخصياً أعوِّل على تجربة محمد حسين هيثم (وآخرين) وخصوصاً في كتابيه المتميزين للغاية "رجل كثير" و"على بعد ذئب"، ولكن رحيله المبكر المؤسف، وعدم وصول أعماله إلى محيطها العربي، قلل من هذا التعويل. هل تعول على أحد في اختراق الجدار، اختراق جدران العزلة العربية؟
للشاعر الكبير عبد الله البردوني تلاميذه ومريدوه الكثر، بعضهم يحاكيه ولا يستطيع التخلص من سطوته الشعرية، والقلة القليلة فقط من هؤلاء المريدين هي التي استطاعت الخروج من عباءته، وأن تبحث لنفسها عن صوتها الخاص في إطار القصيدة الكلاسيكية ذاتها. من هؤلاء على سبيل المثال، الذين يعول عليهم: الحارث بن الفضل الشميري، ويحيى الحمادي، وزين العابدين الضبيبي. ويمتلك كل واحد من هؤلاء المبدعين الثلاثة القدرة على اختراق جدار المحاكاة، والارتقاء بالقصيدة في شكلها الكلاسيكي إلى أن تكون جزءاً من روح العصر، وإلى أن تحمل سماته وتحولاته المدهشة، وفي الطرف الآخر، هناك العشرات من الموهوبين الذين وجدوا مكانهم في قصيدة التفعيلة أو في القصيدة الأجد (النثرية)، كان محمد حسين هيثم في طليعة من يكتبون قصيدة التفعيلة بروح شعرية عالية ومثيرة للإعجاب، والرحيل المبكر للشاعر المبدع محمد حسين هيثم يمثل خسارة لا تعوض. وفي الساحة أصوات شعرية أثبتت حضورها المحلي والعربي، وبات لها صوتها الشعري الخاص، وأذكر باهتمام كبير الشاعر عبد الكريم الرازحي.
لقد خفَّت – إن لم نقل اختفت – نبرة القضايا الكبرى في الممارسة الشعرية العربية، في تجارب "الرواد"، والأجيال التي تلت، وتبدت القضايا اليومية، والطارئ منها، وهموم الذات الشعرية المرهقة بأسبابها، في الواجهة، وتبدت حركة النص، مشغولة في إطارها الضيّق، هل يستأثر القائم السياسي بالشعر والشعراء، ويفصلهم نصاً ،أيضاً، على قدِّه؟
هناك في الشعرية العربية الراهنة ما يمكن تسميته بالموجات إذا جاز التعبير، منها موجة الاهتمام باليومي والعابر في الحياة. وكان قد مثلها في البداية الشاعر صلاح عبد الصبور، ويصح القول إن سعدي يوسف التقط الفكرة ونجح في تعميقها وإبرازها كموجة مؤثرة وفاعلة في حياتنا الشعرية. كما يمكن الحديث عن موجة ثانية كرسها محمود درويش بمطولاته، ولغته التي اشتقها بموهبته ورفدها بمأساة شعبية، وكان لها صداها العميق، وتركت أثراً لا ينكر في جيل من الشعراء الشبان الذين أصبحوا كهولاً. أما الموجة الثالثة التي عمّدت مستوى مخالفاً ومغايراً من الحداثة فهي الموجة التي مثَّلها أدونيس، والتي أسست لتفجير عدد من الطاقات الإبداعية. وهي موجة ترفض الهبوط إلى اليومي والعابر وتنأى عن الخطابية والطلاء البلاغي. ووجود هذه الموجات الشعرية في آن واحد يمنح الإبداع القدرة على التعدد والاختلاف والتنافس الخلاق. وسيادة موجة واحدة أو انفرادها بالساحة يدمر الإبداع ويسجنه في قفص التقليد والتكرار والمحاكاة.
يتآخى على الساحة الشعرية اليمنية شكلان شعريان، يشير أحدهما إلى عودة عارمة للنمط التقليدي، والكلاسيكي، وقد سبق لك أن أثنيت على تجارب عدة في هذا النوع، وعلى أسماء، من خلال حضورك الواسع، وتعيينك رئيساً للجنة جائزة الرئيس، ومن خلال جائزتك السنوية: جائزة الشاعر عبد العزيز المقالح، وأنت ممولها وترأس لجنتها، هل لهذا الشكل قدرة على الإضافة، وهو يستجيب لمطالب "الساحة"، ويحاول كسب ودها؟ ثم ما جدوى الكتابة، في ظل الماضي، كما يرى أدونيس، وهل هناك من أسماء تعين على استنهاض همة شكل معاد للتاريخ، كما يوصف سعدي يوسف؟
كما تشير الكلمات الأخيرة في الرد على سؤالك السابق من أن التعددية والاختلاف في الإبداع من أهم عوامل النجاح فإنها تبقى طريقنا الأمثل إلى تجاوز الركود وإنعاش المواهب الحقيقية. وذلك موقفي من الاعتراف بكل الأشكال والأنماط الشعرية التي يتوفر لها الحد الأعلى من تمثل الذائقة الفنية عبر الاعتيادية او التقليدية. ومنذ بدأت في ممارسة النقد الأدبي يتملكني شعور تعاطف مع كل نص شعري قادر على أن يبعث الغبطة والانتشاء في روح المتلقي، مهما كان شكله عمودياً، تفعيلياً، نثرياً. المعيار في تقبل النص الشعري أو رفضه لا يقف عند الشكل وحده، بل بما يستوعبه هذا الشكل من قيم فنية، وما يحققه لقارئه من نشوة وما يتوفر له من ديمومة زمنية. وأود أن أنبه إلى أني لست العضو الوحيد في لجنة جائزة الرئيس للشعر، هناك أعضاء آخرون تختلف ذائقة بعضهم عن ذائقتي، ولابد في مثل هذه الحال من إيجاد نوع من الانسجام بين الذائقات المتعددة، لتتمكن لجنة التحكيم من تجاوز الاصطدام ببعضها.
هناك هجوم أنثوي لافت، في الآونة الأخيرة، على وسائل التعبير، على الساحة اليمنية وتحديداً في الشعر، وفي القصة، وفي الرواية أيضاً، وأنت ممن يدعمون هذه الظاهرة جائزة ونقداً. كيف تنظر إلى الدوافع، والممارسة، ومقدار الإضافة، وهل من أسماء؟
هو هجوم مطلوب ومرحب به. ودخول المرأة اليمنية إلى دنيا الأدب أثمر كثيراً من الإنجازات الجيدة، فضلاً عما يبعثه من أجواء تنافسية. كان الواقع الأدبي قبل دخول المرأة إلى هذا المعترك محزناً وقائماً على ساق واحدة، وصار الآن يسير على قدمين. وفي النتاج الذي ظهر للمرأة اليمنية حتى الآن في الشعر والرواية والنص القصير، ما يعد إضافة حقيقية، وأية محاولة لإعاقة تقدم هذه الحرية الإبداعية النسوية محكوم عليها بالفشل ولا تنتمي إلى تطلعات البلاد إلى زمن جديد، ونظام مدني عادل وإنساني. أما عن الاسماء فهي كثيرة وأخشى أن أنسى بعضها فأُتهم بالتجاهل، وأنا من أكثر المتعاطفين مع كل المبدعات. ولا أستطيع التعبير عن بهجتي وسعادتي، كل ما قرأت عملاً إبداعياً لامرأة، وأكاد أخرج إلى الشارع وأصرخ: لقد تطورنا.
ضد اليأس
منذ صدر القرار بتعييني مستشاراً في رئاسة الجمهورية للشؤون الثقافية، لم يستشرني أحد أو سألني أحد عن تقديم خطة لإنهاض الوضع الثقافي، وربما اختلف الحال مع الذين يعيّنون مستشارين لرئيس الجمهورية، حيث يظلون على صلة دائمة به، ويناقشون معه بعض القضايا العامة. وقد حاولت من بعيد، السعي إلى فك الاشتباك بين السياسي والثقافي، وتخفيف السيطرة السياسية على الثقافة وتسييرها في خدمته، ولا ننسى أن الاستشارية في بلادنا وظيفة شرفية ولقب خالٍ من أي مضمون، وإذا كان هناك شيء إيجابي قد تحقق في هذا المجال، فالفضل يعود لبعض الوزراء. وليس من باب الأسرار المحظورة القول بأن ثلاثة عقود مرّت على اقتراح تأسيس مجلس أعلى للفنون والآداب أسوة بما لدى الغالبية من الأنظمة العربية دون أن يجد الاقتراح أذناً صاغية. إنني مفجوع وحزين وخائف حتى العظم، ولكنني لم أصل بعد إلى مرحلة اليأس. وما يزال هناك شيء من الضوء الذي يتراءى في نهاية النفق الطويل. هذا النفق الذي وضعتنا فيه المؤامرات الدولية، والمماحكات والخطايا التي كنا نحن العرب نرتكبها ليل نهار، في حق حاضرنا ومستقبلنا ببلادة مطلقة وبلا إحساس أو خجل.
في سطور
ولد عام 1937 في قرية المقالح في محافظة إب، درس على مجموعة من العلماء والأدباء في مدينة صنعاء، تخرج من دار المعلمين في صنعاء عام 1960.
....
في عام 1973 حصل درجة الماجستير في اللغة العربية وآدابها من كلية الآداب جامعة عين شمس ثم درجة الدكتوراه عام 1977 من نفس الجامعة، وترقى إلى الأستاذية عام 1987. .........
من أعماله الشعرية: لا بد من صنعاء، هوامش يمانية على تغريبة ابن زريق البغدادي، كتاب صنعاء، كتاب بلقيس وقصائد لمياه الأحزان، 2004كتاب المدن، 2005.
إقرأ أيضا: فاضل الجعايبي: هرب الطاغية لكن النظام لم يتغيّر
في سطور
ولد عام 1937 في قرية المقالح في محافظة إب، درس على مجموعة من العلماء والأدباء في مدينة صنعاء، تخرج من دار المعلمين في صنعاء عام 1960.
....
في عام 1973 حصل درجة الماجستير في اللغة العربية وآدابها من كلية الآداب جامعة عين شمس ثم درجة الدكتوراه عام 1977 من نفس الجامعة، وترقى إلى الأستاذية عام 1987. .........
من أعماله الشعرية: لا بد من صنعاء، هوامش يمانية على تغريبة ابن زريق البغدادي، كتاب صنعاء، كتاب بلقيس وقصائد لمياه الأحزان، 2004كتاب المدن، 2005.
إقرأ أيضا: فاضل الجعايبي: هرب الطاغية لكن النظام لم يتغيّر