عبد القدوس بين اغتياله إخوانيا وإنسانياً
محمد جميل هلال (مصر)
حرب ضروس، دقت طبولها على مواقع التواصل الاجتماعي، خصوصاً صفحات التيارالاسلامي، معلنة الحرب على عمنا محمد إحسان، وهو محمد إحسان عبد القدوس، ابن جماعة الإخوان المسلمين، رئيس لجنة الحريات في نقابة الصحفيين ووكيلها، وأحد رموز ثورة يناير، وهو صهر الشيخ محمد الغزالي، ونجل الأديب الكاتب إحسان عبدالقدوس.
قطعا هو من أشد رافضي انقلاب 3 يوليو، وقطعا من أكثر الناقمين على نظام عبد الفتاح السيسي. وإن كان ما سبق من مناقب عمنا، فإن عضويته في المجلس القومي لحقوق الإنسان المصري المعين من السيسي تنسف كل هذا عند الذين أطلقوا حملة ضده، تتحدث عن موقفه المخزي، بعد مشاركته في زيارة المجلس القومي الهزلية سجن العقرب شديد الحراسة سيئ السمعة، وبتزامن أيضا مع حملة #عنابر_الموت.
يمكن أن يطلق على هذه الحملة اغتيال عبدالقدوس الإخوان، كونها جاءت من نيران صديقة تطعن في الرجل، وتنسف تاريخه النضالي والإخواني.
تاريخ عمّنا في جماعة الإخوان المسلمين مقالته في الدفاع عن الجماعة - الفكر والتنظيم، موقفه من الحريات والثورة، كل هذا لم يشفع فيه. أتذكر مقالاً له بعنوان ستة أسباب في حب جماعة الإخوان المسلمين. لو عاد هؤلاء إليه، لكفوا أنفسهم مؤنة الحرب.
ستة أسباب. لم يسع أيٌّ منهم للبحث عن سبب يبرّأ فيه عبد القدوس، وإن كان النبي صلي الله عليه وسلم، وهو كما يزعمون قدوتهم، قد قال (أقيلوا ذوي الهيئات عثراتهم)، إلا أن هؤلاء لم يقيلوا عثرةً أو يعذروا هيئةً.
ولو كان من المنطق أن يستنكر بعضهم وجود عمنا المناضل، صاحب العلم والميكرفون، أبو قلب حنون وبسمة رقيقة بين صفوف هذه الشلة العسكرية الحقوقية، وهو الإخواني الوحيد المستمر في مجلس معين من السيسي العسكري؟ فإن إبقاء عبد القدوس بين هؤلاء العسكر متقبلين نقده الشديد وتاريخه الإخواني وندواته المعارضه يضفي على هذا النظام لوناً من التعدد والحرية، وليكون حجة لهم لا عليهم .
بهذا الطرح، يأتي السؤال: كيف لعبد القدوس أن يبقى في مجلس غير شرعي معين من انقلاب عسكري هدم مبادئ ثورة يناير؟ ألا يعلم أن مايزيد عن 303 سجين قتلوا في مقار الاحتجاز، وفق منظمة الكرامة لحقوق الإنسان؟ ألا يعلم أن التعذيب الممنهج وسوء المعاملة والإهمال الطبي هو سبب وفاة هؤلاء المظاليم؟ ألا يعلم عمنا أن قرابة 50 ألف معتقل في السجون بتهم سياسية؟ ألا أيعلم أن قرابة 120 صحفياً معتقلون في هذه السجون؟ أي زيارة تلك؟
لو زار عمنا المقابر، لكان الأجر عند الله أكثر من زيارة مقابر الحبس السياسي، والتي قام بها أمام عدسات التلفاز مع كومبارسات حقوق الإنسان، وهم يضحكون ويأكلون طعاما غير أسٍ من قداح لم يتغير لونها، ولم تمسها النار فهي جديدة الاستعمال، جيئ بها من أجل الكاميرا؟
لماذا لم يستقل عبد القدوس؟ ببساطةٍ، لأنه إنسان قبل أن يكون من الإخوان المسلمين. عمنا خريج سجون وصاحب رأي وكلمة. لماذا لا تطرحون السؤال بهذه الصيغة: من الذي مصلحته أن يغتال عبد القدوس إنسانيا أو إخوانياً؟. ألم يكن بيان عمنا الفاضح لكومبارس العسكر خير رسالة قام بها؟
رفض محمد إحسان عبد القدوس الظهور في المؤتمر الصحفي الهزلي، وصرح لوسائل الإعلام أنه رفض المسرحية التي قامت بها وزارة الداخلية مع هذا المجلس.
تحول الإعلام العسكري بعدها للنيل من عبدالقدوس، ووصفه بأنه إخواني الجذور والهوى، وأن بقاءه في المجلس إنما لتحريض العالم على مصر والإساءة لسمعة أم الدنيا.
وعلى الجانب الإخواني، استمرت الأصوات، وتعالت بقوله تعالي (فلا تقعدوا معهم حتي يخوضوا في حديثٍ غيره إنكم إذا مثلهم)، لكن عبد القدوس لم يكن مثلهم، بل كان ضدهم.
التكوين النفسي والفكري والروحي لعبد القدوس أقوى من أن تغتاله تلك الحملات. نجا من محاولة اغتياله إنسانياً، فهل نجا من محاولة اغتياله إخوانياً؟
يمكن أن يطلق على هذه الحملة اغتيال عبدالقدوس الإخوان، كونها جاءت من نيران صديقة تطعن في الرجل، وتنسف تاريخه النضالي والإخواني.
تاريخ عمّنا في جماعة الإخوان المسلمين مقالته في الدفاع عن الجماعة - الفكر والتنظيم، موقفه من الحريات والثورة، كل هذا لم يشفع فيه. أتذكر مقالاً له بعنوان ستة أسباب في حب جماعة الإخوان المسلمين. لو عاد هؤلاء إليه، لكفوا أنفسهم مؤنة الحرب.
ستة أسباب. لم يسع أيٌّ منهم للبحث عن سبب يبرّأ فيه عبد القدوس، وإن كان النبي صلي الله عليه وسلم، وهو كما يزعمون قدوتهم، قد قال (أقيلوا ذوي الهيئات عثراتهم)، إلا أن هؤلاء لم يقيلوا عثرةً أو يعذروا هيئةً.
ولو كان من المنطق أن يستنكر بعضهم وجود عمنا المناضل، صاحب العلم والميكرفون، أبو قلب حنون وبسمة رقيقة بين صفوف هذه الشلة العسكرية الحقوقية، وهو الإخواني الوحيد المستمر في مجلس معين من السيسي العسكري؟ فإن إبقاء عبد القدوس بين هؤلاء العسكر متقبلين نقده الشديد وتاريخه الإخواني وندواته المعارضه يضفي على هذا النظام لوناً من التعدد والحرية، وليكون حجة لهم لا عليهم .
بهذا الطرح، يأتي السؤال: كيف لعبد القدوس أن يبقى في مجلس غير شرعي معين من انقلاب عسكري هدم مبادئ ثورة يناير؟ ألا يعلم أن مايزيد عن 303 سجين قتلوا في مقار الاحتجاز، وفق منظمة الكرامة لحقوق الإنسان؟ ألا يعلم أن التعذيب الممنهج وسوء المعاملة والإهمال الطبي هو سبب وفاة هؤلاء المظاليم؟ ألا يعلم عمنا أن قرابة 50 ألف معتقل في السجون بتهم سياسية؟ ألا أيعلم أن قرابة 120 صحفياً معتقلون في هذه السجون؟ أي زيارة تلك؟
لو زار عمنا المقابر، لكان الأجر عند الله أكثر من زيارة مقابر الحبس السياسي، والتي قام بها أمام عدسات التلفاز مع كومبارسات حقوق الإنسان، وهم يضحكون ويأكلون طعاما غير أسٍ من قداح لم يتغير لونها، ولم تمسها النار فهي جديدة الاستعمال، جيئ بها من أجل الكاميرا؟
لماذا لم يستقل عبد القدوس؟ ببساطةٍ، لأنه إنسان قبل أن يكون من الإخوان المسلمين. عمنا خريج سجون وصاحب رأي وكلمة. لماذا لا تطرحون السؤال بهذه الصيغة: من الذي مصلحته أن يغتال عبد القدوس إنسانيا أو إخوانياً؟. ألم يكن بيان عمنا الفاضح لكومبارس العسكر خير رسالة قام بها؟
رفض محمد إحسان عبد القدوس الظهور في المؤتمر الصحفي الهزلي، وصرح لوسائل الإعلام أنه رفض المسرحية التي قامت بها وزارة الداخلية مع هذا المجلس.
تحول الإعلام العسكري بعدها للنيل من عبدالقدوس، ووصفه بأنه إخواني الجذور والهوى، وأن بقاءه في المجلس إنما لتحريض العالم على مصر والإساءة لسمعة أم الدنيا.
وعلى الجانب الإخواني، استمرت الأصوات، وتعالت بقوله تعالي (فلا تقعدوا معهم حتي يخوضوا في حديثٍ غيره إنكم إذا مثلهم)، لكن عبد القدوس لم يكن مثلهم، بل كان ضدهم.
التكوين النفسي والفكري والروحي لعبد القدوس أقوى من أن تغتاله تلك الحملات. نجا من محاولة اغتياله إنسانياً، فهل نجا من محاولة اغتياله إخوانياً؟