المتعارف عليه في مجتمعاتنا العربية أنّ الذكور هم من يقع على عاتقهم تأمين مصاريف العائلة، وهم من تواجههم مشكلة عدم إيجاد فرص عمل بعد تخرجهم من الجامعات، والعمل في مهن أخرى ليس لها صلة وارتباط بمجال دراستهم. لكنّ وضع الشابة عبير سمهون شبيه بما يعاني منه العديد من الذكور. فالمحاسِبة الشابة تعمل في تعبئة الوقود في إحدى محطات المحروقات.
عبير تبلغ سبعة وعشرين عاماً. هي من عائلة متوسطة الحال، تعيش في منطقة الفيلات، في مدينة صيدا، جنوب لبنان. هي حائزة على شهادة تعليمية عالية في المحاسبة والمعلوماتية من معهد صيدا التقني للشابات. تعيش مع عائلتها المؤلفة من أربعة أشخاص، هي وأمها وشقيقها وشقيقتها. تعتبر المعيل المشترك في العائلة مع شقيقها الذي يعمل في أحد دور النشر في المدينة.
تقول عبير: "بعدما أنهيت اختصاصي في المحاسبة والمعلوماتية، عملت لمدة خمس سنوات في مستودع للأدوية في الاختصاص نفسه كمحاسبة. بعد ذلك استغنى أصحاب العمل عن خدماتي مع عدد كبير من الموظفين". تتابع: "هنا بدأت رحلة البحث عن عمل. وبما أني أساعد في تأمين مصروف عائلتي مع أخي، بحثت كثيراً عن عمل في اختصاصي لكنّي لم أوفق أبداً بالرغم من البحث الطويل. في المقابل، وجدت عملاً في تعبئة الوقود للسيارات في المحطة". تقول: "بداية الأمر لم أستسغ الفكرة، ولم أحبها، كوني فتاة أولاً، وكون العمل لا يتناسب واختصاصي ثانياً. رفضت عرض العمل مباشرة. لكن بعد بحث مضن عن عمل يليق بي، اضطررت إلى العودة إلى المحطة، وقبول العرض بالراتب نفسه الذي يتقاضاه العمال الذكور".
تضيف: "أعمل في هذه المحطة منذ ثلاثة أشهر، وقد تعرضت للكثير من الانتقادات في البداية، خصوصاً من صديقاتي اللواتي كن يقلن لي إنّ هذا العمل متعب وهو ليس من اختصاص البنات. لكنّ أمي تشجعني دائماً على المتابعة". تقول: "في البداية كنت أخجل عندما تتوقف السيارة أمامي لتعبئة خزانها بالوقود.. لكن بعد يومين من بدئي العمل تأقلمت وأحببته".
توجه عبير رسالة من خلال "العربي الجديد" إلى كلّ الفتيات في لبنان: "أداء أيّ عمل ليس مقتصراً على الذكور دون الإناث. أشجع الفتيات على تولي مثل هذه الوظائف حتى ولو كانت في تعبئة الوقود. ليس هذا بعيب مع أنّه متعب.. لكنني كذلك، لا أرى عملاً من دون تعب. الحياة تحتاج منّا كلّ تعب وتفانٍ من أجل أن نعيش حياة تحفظ كرامتنا، بصرف النظر عن انتقادات الآخرين وكلامهم".
اقرأ ايضاً: نور تصنع أثوابها
عبير تبلغ سبعة وعشرين عاماً. هي من عائلة متوسطة الحال، تعيش في منطقة الفيلات، في مدينة صيدا، جنوب لبنان. هي حائزة على شهادة تعليمية عالية في المحاسبة والمعلوماتية من معهد صيدا التقني للشابات. تعيش مع عائلتها المؤلفة من أربعة أشخاص، هي وأمها وشقيقها وشقيقتها. تعتبر المعيل المشترك في العائلة مع شقيقها الذي يعمل في أحد دور النشر في المدينة.
تقول عبير: "بعدما أنهيت اختصاصي في المحاسبة والمعلوماتية، عملت لمدة خمس سنوات في مستودع للأدوية في الاختصاص نفسه كمحاسبة. بعد ذلك استغنى أصحاب العمل عن خدماتي مع عدد كبير من الموظفين". تتابع: "هنا بدأت رحلة البحث عن عمل. وبما أني أساعد في تأمين مصروف عائلتي مع أخي، بحثت كثيراً عن عمل في اختصاصي لكنّي لم أوفق أبداً بالرغم من البحث الطويل. في المقابل، وجدت عملاً في تعبئة الوقود للسيارات في المحطة". تقول: "بداية الأمر لم أستسغ الفكرة، ولم أحبها، كوني فتاة أولاً، وكون العمل لا يتناسب واختصاصي ثانياً. رفضت عرض العمل مباشرة. لكن بعد بحث مضن عن عمل يليق بي، اضطررت إلى العودة إلى المحطة، وقبول العرض بالراتب نفسه الذي يتقاضاه العمال الذكور".
تضيف: "أعمل في هذه المحطة منذ ثلاثة أشهر، وقد تعرضت للكثير من الانتقادات في البداية، خصوصاً من صديقاتي اللواتي كن يقلن لي إنّ هذا العمل متعب وهو ليس من اختصاص البنات. لكنّ أمي تشجعني دائماً على المتابعة". تقول: "في البداية كنت أخجل عندما تتوقف السيارة أمامي لتعبئة خزانها بالوقود.. لكن بعد يومين من بدئي العمل تأقلمت وأحببته".
توجه عبير رسالة من خلال "العربي الجديد" إلى كلّ الفتيات في لبنان: "أداء أيّ عمل ليس مقتصراً على الذكور دون الإناث. أشجع الفتيات على تولي مثل هذه الوظائف حتى ولو كانت في تعبئة الوقود. ليس هذا بعيب مع أنّه متعب.. لكنني كذلك، لا أرى عملاً من دون تعب. الحياة تحتاج منّا كلّ تعب وتفانٍ من أجل أن نعيش حياة تحفظ كرامتنا، بصرف النظر عن انتقادات الآخرين وكلامهم".
اقرأ ايضاً: نور تصنع أثوابها