وقال المدير العام لمكتب التربية والتعليم بمحافظة مأرب الدكتور علي العباب، إنّ "أعداد الطلاب النازحين في مأرب زادت بنسبة 117 بالمائة مقارنة بالأعوام الماضية"، مشيرا إلى أن هذا الازدياد نتج عنه "ضغط كبير على مدارس المدينة ما أدى إلى عجز في الكادر التعليمي والكتاب المدرسي والمدارس والأثاث المدرسي".
وأضاف العباب في تصريح خاص لـ"العربي الجديد"، بأن عدد الطلاب الذين توجهوا إلى مدارسهم في منتصف سبتمبر/أيلول الماضي يزيد عن 82 ألف طالب وطالبة، لافتا إلى وجود عجز كبير في الكتاب المدرسي والذي لم يصل منه إلا جزء بسيط من مطابع المكلا التابعة لحضرموت كبرى محافظات اليمن.
ومن التحديات التي يواجهها التعليم في هذه المحافظة، "وصول الكثير من الطلاب النازحين وهم لا يحملون الوثائق الدراسية وإن وجدت فهي غير معتمدة من الجهات المعنية"، لافتا إلى أن مكتب التربية في المحافظة افتتح أربع مدارس ثانوية في المدينة لمواجهة الضغط الكبير وهي مدرسة السلام الثانوية للبنين بحارة السلام، ومدرسة رابعة العدوية للبنات بحارة السلام، ومدرسة النجاح الثانوية للبنين بحارة المطار، مدرسة أروى الثانوية للبنات بحارة المطار.
وأكد العباب أن مكتب التربية والتعليم في المحافظة كان قد افتتح ثلاث ثانويات العام الماضي للنازحين في منطقة صرواح والخانق وبعض المدارس الأساسية في مناطق مختلفة أخرى.
وأضاف: "لازلنا نتابع عددا من الجهات المعنية والخيرية والمنظمات الدولية لتوفير ما يلزم للسير بالعملية التعليمية نحو النجاح من خلال المساهمة في طباعة الكتاب المدرسي بالمطابع الخاصة وتوفير عقود للمعلمين لسد العجز القائم في الكادر التعليمي"، مبينا بأن التنسيق جارٍ مع عدد من الجهات "لتوفير عدد من المخيمات مع أجهزة تكييف والتعاقد أيضا مع عدد من المعلمين في أكتوبر/تشرين الأول الجاري لتغطية جزء من العجز القائم".
ودعا العباب الطلاب والطالبات لبذل الجهد والمثابرة من أجل النجاح والتفوق وهي دعوة لأولياء الأمور للدفع بأبنائهم إلى المدارس. وتحتضن محافظة مأرب عشرات الآلاف من المواطنين النازحين إليها من معظم المدن اليمنية التي تعيش مواجهات مسلحة.
إلى ذلك، قال ولي الأمر أسامة عبد السلام بأنه اضطر لجلب أفراد أسرته إلى مأرب بعدما طال أمد الحرب ليستقر فيها بشكل دائم.
وأضاف عبد السلام لـ"العربي الجديد" "تكتظ مدارس مأرب بالطلاب كثير منهم أبناء نازحين مثله، وهذا ما جعله يفكر في البحث عن مدرسة خاصة تستقبل أبناءه ليحصلوا على تعليم جيد مقارنة بالتعليم في المدارس الخاصة بالنازحين"، مشيرا إلى أن هذه المدارس تواجه مشكلات كثيرة خارجة عن إرادة مكتب التربية والتعليم.
من جانبه، عبر الطالب عمر البعداني عن ارتياحه من حصوله على فرصة لإكمال دراسته بعدما اعتقد لفترة أنه لن يستطيع العودة للمدرسة بعدما غادر محافظة إب (وسط) العام الماضي. وقال البعداني لـ "العربي الجديد": "كنت أسمع كثيرا بأن النازحين يبقون لفترات طويلة بدون تعليم وهذا كان يشعرني بالقلق عندما غادرنا قريتي في محافظة إب لألتحق بوالدي، لكني هنا حظيت بفرصة كغيري من النازحين واليوم أذهب بانتظام إلى المدرسة".