لم تعد مهنة صناعة العربات "الكارو" مجدية من الناحية المادية لأصحابها المصريين،كما كانت سابقاً. فالإقبال على صناعتها ينحسر، في الوقت الذي ارتفعت تكاليف مكوّنات إنتاجها، من أخشاب وحديد واستهلاك للكهرباء وعمالة (أجر اليوم 150 جنيهاً) وضرائب وخلافه، ما يدفع الآباء إلى رفض توريثها لأبنائهم في نهاية المطاف.
يقول الحاج محمد السيد (62 عاماً)، صاحب ورشة لتصنيع "الكارو"، ومتوارث المهنة أباً عن جد، إن الإقبال على صناعة" الكارو" تراجع كثيراً، مضيفاً: "أيام جدّي في الستينيات كانت الورشة تُصنّع 10 عربات في الشهر، في ظل وجود 10 صنايعية، ومع بداية دخولي المهنة منذ نحو 30 سنة، انخفض المعدل إلى عربتين شهرياً، والآن نصنع عربة واحدة كل شهرين".
ويوضح أن مدة تصنيع العربة الآن تستغرق 15 يوماً في المتوسط، "بحكم وجودي أنا وشقيقي فقط"، وتتكلف نحو 5 آلاف جنيه مصري، بعد ارتفاع أسعار الخشب والحديد، في حين أنها كانت لا تتعدى في بداية التسعينيات 300 جنيه.
ويشير إلى أن أبعاد العربة كانت في السابق أكثر طولاً وعرضاً (3×1.5 متر)، لأنها كانت تستخدم قبل ظهور سيارات نصف النقل في نقل الحديد والإسمنت وخلافة، أما الآن فمعظم استخداماتها تنحصر في نقل الخضروات، لذلك تراجعت أبعاد الإطار الخشبي إلى (2.5×1.3 متر).
ويشكو أشرف مسلم، صاحب ورشة أخرى لصناعة "الكارو"، تراجع الإقبال على هذه العربات، إذ منذ تفشي فيروس كورونا، من حوالى 4 أشهر، لم تصنع ورشته سوى عربتين، إضافة إلى ارتفاع تكاليف الإنتاج، ما قلّل من أرباحهم كثيراً، التي تصل إلى 300 جنيه في العربة الواحدة التي تتكلف صناعتها نحو 5 آلاف جنيه.
ويرى أصحاب هذه الصناعة أن المهنة في طريقها إلى الانقراض لا محالة، فلم يعد هناك جيل ثانٍ قابل للتعلم، لعدة أسباب، منها أنها أصبحت مهنة غير مربحة، مع تراجع الإقبال على تصنيع عربات الكارو ، إضافة إلى أن انتشار "التوكتوك" جذب الأولاد الصغار، بعيداً عن تعلم أي صنعة بشكل عام.