على تلك التلة المرتفعة بين قريتي بروقين وسرطة في محافظة سلفيت، تقع عزبة ابو آدم المحاطة بمستوطنتي "بركان" و"اريئيل" ويسكن فيها الستيني "ابو العبد" وأبناؤه واحفاده على أكثر من 140 دونماً منذ ما يزيد عن 80 عاما رغم عدم وجود مقومات الحياة الأساسية.
يعمل أبو العبد في مهنة الحدادة، ويحاول بعدّته البسيطة صناعة "الأفران" ليعزز صموده في العزية، حيث لا يوجد أي مصدر دخل للأب سوى ذلك العمل البسيط الذي يتقنه.
"أبو آدم" أبا عن جد
سميت عزبة ابو آدم، تيمناً بصاحبها ابو آدم وهي عبارة عن بيتين قديمين "صغيرين"، ومغارة وسقيفتين للمواشي يتربع على عرشها الحاج عبد الرؤوف صلاح "ابن أبو آدم" الذي يقول لـ "العربي الجديد": ولدتني أمي في المغارة المقامة على هذه الأرض، ونملك إخراج قيد بها منذ عام 1983 فهي ملك والدي الحاج أبو آدم. ورثناها أبّاً عن جد ولن نتركها مهما كانت الظروف."
يتحدث أبو العبد عن تاريخ العزبة، فيقول: في بداية التسعينيات جرف مستوطنو مستوطنة بركان المقامة على أرض المواطنين في منطقة سلفيت، عدداً من الدونمات المزروعة بشجر الزيتون لإقامة مكب للنفايات وبرك لتجميع الصرف الصحي، وحاول الاحتلال الضغط بعدة وسائل لبيع الأرض أو تأجيرها او مصادرتها ووضع اليد عليها، أو حتى حثنا للهروب منها من خلال مضايقتهم واقتلاع أشجار الزيتون التي كانت مصدر رزقنا لعقود عدّة.
يضيف أبو العبد: كنا نعيش بلا ماء أو كهرباء حتى قبل 15 عاماً أو أقل، حيث عانينا بسبب الأوضاع المادية السيئة، وكنا نضطر في أغلب الوقت، للسير عدة كيلومترات على الأقدام للذهاب إلى البلدة لشراء بعض الاحتياجات، أو حتى لمراجعة الأطباء، كما أن جيش الاحتلال قام بفصل المنطقة عبر شارع سريع، الأمر الذي جعل تنقلاتنا صعبة للغاية."
يعمل أبو العبد إلى جانب صناعة الأفران، في زراعة الخضر حول المنزل وتربية الدجاج وزراعة اشجار الزيتون واللوز، لحماية الأرض والحصول على مصدر رزق للصمود فيها. ويقول: "لا استطيع العيش بعيدًا عن العزبة، لولا وجودي فيها لتمت مصادرتها كما صودرت الدونمات في أسفل الوادي، حيث قسّم الخط السريع الواصل بين المستوطنات الأرض وأصبحت قسمين بينهما الخط السريع والشارع القديم، حيث لا يستطيع أحد أن يقطع الشارع للذهاب إلى القسم الآخر من الأرض."
ووقف أمام الجرافات
يؤمن أبو العبد بأن الأعمار بيد الله وحده، ولا يخيفه المستوطنون ولا جرافاتهم، اذ إنه منع تجريف أرضه عشرات المرات ووقف أمام الجرافات وجيش الاحتلال . يشير أبو العبد إلى أن عائلته تشتتت منذ زمن، حيث يعيش ثمانية من أشقائي وشقيقتي الوحيدة في الشتات، بينما بقيت أنا صامداً مع ابنائي الستة عشر، تزوج عدد منهم وهم يسكنون معي في العزبة، نحاول ان نتقاسم المسؤوليات وأدوار الصمود.
قام أبو العبد بتعليم أحفاده معاني الصمود، فحفيده جهاد، أبن العام وشهرين يقف دوماً على طرف الأرض، ويحرّك يديه يميناً ويساراً بإتجاه مستوطنتي "اريئيل" و"بركان"، ويعبر بلكنةٍ طفولية عن غضبه من وجودهما، ويقول أبو العبد:" عندما أتحدث عن الاحتلال والمستوطنين، يفهم أنني اتحدث عن اريئيل وبركان ويبدأ بالصراخ، فقد غرزت في قلوبهم حب البقاء في الأرض، مؤكداً أنه سيتربى أحفاده على حب العزبة والحفاظ عليها.
يواجه سكان عزبة أبو العبد العديد من المشاكل، يقول الابن عبد الرؤوف: نواجه الخنازير البرية التي تخرب الأرض والمزروعات، إضافة الى تهجم مستوطنين وجيش الاحتلال وصعوبة الوصول إلى البلدة، بسبب عدم وجود طريق صالحة للسيارات، ناهيك عن السيول المتكونة جراء الأمطار في فصل الشتاء.
يحاول أبو العبد وأبناءه توجيه رسائل الى العالم بأسره، بأن الإصرار والتمسك بالأرض ، يعدان من أبرز أدوات الحرب مع جيش الاحتلال، فهو باق في أرضه، صامداً وحامياً ما يقارب 140 دونما من الأراضي المزروعة بشجر الزيتون، حتى أخر رمق من حياته.
إقرأ أيضا: مناجم مصر...مقبرة العمال
"أبو آدم" أبا عن جد
سميت عزبة ابو آدم، تيمناً بصاحبها ابو آدم وهي عبارة عن بيتين قديمين "صغيرين"، ومغارة وسقيفتين للمواشي يتربع على عرشها الحاج عبد الرؤوف صلاح "ابن أبو آدم" الذي يقول لـ "العربي الجديد": ولدتني أمي في المغارة المقامة على هذه الأرض، ونملك إخراج قيد بها منذ عام 1983 فهي ملك والدي الحاج أبو آدم. ورثناها أبّاً عن جد ولن نتركها مهما كانت الظروف."
يتحدث أبو العبد عن تاريخ العزبة، فيقول: في بداية التسعينيات جرف مستوطنو مستوطنة بركان المقامة على أرض المواطنين في منطقة سلفيت، عدداً من الدونمات المزروعة بشجر الزيتون لإقامة مكب للنفايات وبرك لتجميع الصرف الصحي، وحاول الاحتلال الضغط بعدة وسائل لبيع الأرض أو تأجيرها او مصادرتها ووضع اليد عليها، أو حتى حثنا للهروب منها من خلال مضايقتهم واقتلاع أشجار الزيتون التي كانت مصدر رزقنا لعقود عدّة.
يضيف أبو العبد: كنا نعيش بلا ماء أو كهرباء حتى قبل 15 عاماً أو أقل، حيث عانينا بسبب الأوضاع المادية السيئة، وكنا نضطر في أغلب الوقت، للسير عدة كيلومترات على الأقدام للذهاب إلى البلدة لشراء بعض الاحتياجات، أو حتى لمراجعة الأطباء، كما أن جيش الاحتلال قام بفصل المنطقة عبر شارع سريع، الأمر الذي جعل تنقلاتنا صعبة للغاية."
يعمل أبو العبد إلى جانب صناعة الأفران، في زراعة الخضر حول المنزل وتربية الدجاج وزراعة اشجار الزيتون واللوز، لحماية الأرض والحصول على مصدر رزق للصمود فيها. ويقول: "لا استطيع العيش بعيدًا عن العزبة، لولا وجودي فيها لتمت مصادرتها كما صودرت الدونمات في أسفل الوادي، حيث قسّم الخط السريع الواصل بين المستوطنات الأرض وأصبحت قسمين بينهما الخط السريع والشارع القديم، حيث لا يستطيع أحد أن يقطع الشارع للذهاب إلى القسم الآخر من الأرض."
ووقف أمام الجرافات
يؤمن أبو العبد بأن الأعمار بيد الله وحده، ولا يخيفه المستوطنون ولا جرافاتهم، اذ إنه منع تجريف أرضه عشرات المرات ووقف أمام الجرافات وجيش الاحتلال . يشير أبو العبد إلى أن عائلته تشتتت منذ زمن، حيث يعيش ثمانية من أشقائي وشقيقتي الوحيدة في الشتات، بينما بقيت أنا صامداً مع ابنائي الستة عشر، تزوج عدد منهم وهم يسكنون معي في العزبة، نحاول ان نتقاسم المسؤوليات وأدوار الصمود.
قام أبو العبد بتعليم أحفاده معاني الصمود، فحفيده جهاد، أبن العام وشهرين يقف دوماً على طرف الأرض، ويحرّك يديه يميناً ويساراً بإتجاه مستوطنتي "اريئيل" و"بركان"، ويعبر بلكنةٍ طفولية عن غضبه من وجودهما، ويقول أبو العبد:" عندما أتحدث عن الاحتلال والمستوطنين، يفهم أنني اتحدث عن اريئيل وبركان ويبدأ بالصراخ، فقد غرزت في قلوبهم حب البقاء في الأرض، مؤكداً أنه سيتربى أحفاده على حب العزبة والحفاظ عليها.
يواجه سكان عزبة أبو العبد العديد من المشاكل، يقول الابن عبد الرؤوف: نواجه الخنازير البرية التي تخرب الأرض والمزروعات، إضافة الى تهجم مستوطنين وجيش الاحتلال وصعوبة الوصول إلى البلدة، بسبب عدم وجود طريق صالحة للسيارات، ناهيك عن السيول المتكونة جراء الأمطار في فصل الشتاء.
يحاول أبو العبد وأبناءه توجيه رسائل الى العالم بأسره، بأن الإصرار والتمسك بالأرض ، يعدان من أبرز أدوات الحرب مع جيش الاحتلال، فهو باق في أرضه، صامداً وحامياً ما يقارب 140 دونما من الأراضي المزروعة بشجر الزيتون، حتى أخر رمق من حياته.
إقرأ أيضا: مناجم مصر...مقبرة العمال