"نحتاج إلى تحسّن حقيقي، الفريق يمر بمرحلة صعبة، ويعاني من انخفاض مستوى أكثر من نجم، على رأسهم محمد صلاح، الذي يبدأ المباراة بطريقة جيدة، لكنه ينعزل تماماً عن الفريق بعد ذلك، ويقل مردوده حتى النهاية". أخيرا تحدث المدرب الإيطالي لوتشيانو سباليتي بجانب من الحزم تجاه الفرعون المصري محمد صلاح، وذلك بعد أن نفد صبره نتيجة البداية الكارثية للذئاب في مختلف البطولات.
النجم الأول
يلعب روما بخطة 4-3-3 من دون تغيير، يركز سباليتي على تركيبة ثلاثي الوسط، دي روسي في الارتكاز المتأخر، وأمامه ثنائي متحرك، نايغولان كلاعب "بوكس، بينما ستروتمان يقوم بمهام لاعب الدائرة، للربط بين الدفاع والهجوم، بينما تتكفل الأجنحة بصناعة الفرص وتسجيل الأهداف رفقة دجيكو، لذلك يرتبط أداء فريق العاصمة بمستوى النجم المصري، لأنه بمثابة الجناح المركزي الذي يترجم التمريرات إلى فرص خطيرة بالقرب من المرمى.
يتعامل مديرو روما مع صلاح باعتباره النجم الأول في التشكيلة الأساسية، خصوصاً أن توتي لا يشارك كثيراً من البدايات، لذلك زادت الضغوطات على اللاعب العربي، لكن هذا الأمر ليس جديداً ولا يندرج تحت بند المفاجأة، الجديد أن الرقم 11 يبدو كأنه وقف عند نقطة معينة، غير قابلة في الوقت الحالي للتطور أو التحسن.
صلاح هو الجناح المقلوب تكتيكياً، يلعب أكثر على اليمين، حتى يقطع من الطرف إلى العمق، ويسدد بقدمه اليمنى في الشباك، كذلك يتحول من هذا المركز إلى قلب منطقة الجزاء كمهاجم آخر أثناء التحولات، وبالتالي يفضل أكثر اللعب في المساحات الشاسعة، ويجيد في المرتدات بصورة أكثر وضوحاً، وبالتالي كانت أهدافه تشفع له أمور سلبية لا يتحدث عنها أحد.
مردود ضعيف
غطت أهداف صلاح الغزيرة على ضعف أرقامه الدفاعية، فاللاعب لا يشارك كثيراً في الشق الآخر من اللعب، وتوجد مسافات واضحة بينه وبين الظهير الأيمن في خطة روما، لدرجة أن نايغولان يقوم كثيراً بالتغطية في هذه المنطقة، بالإضافة إلى غياب شبه تام عن عملية افتكاك الكرات في نصف ملعب المنافسين.
تؤكد الإحصاءات هذا الموسم أن صلاح قام بعرقلتين مشروعتين في 6 مباريات، مع افتكاك يتيم وتشتيت واحد فقط، ما يجعله خارج نطاق اللعب الجماعي في أكثر من لعبة، ويضعف من ضغط روما على خصومه، لأن الهجوم بقيادة صلاح غير قادر أبداً على كسر الهجمة قبل عبورها منطقة المنتصف.
ومع ضعف الجانب الدفاعي، تضاعف الخلل بسبب انخفاض مردود صلاح هجومياً، من خلال ضعف التسديدات تجاه المرمى، سدد اللاعب 15 كرة سجل ثلاثة أهداف، بنسبة نجاح ضعيفة تصل إلى 20 %، أي أن سباليتي يملك الحق تماماً في الحديث عن نجمه، نتيجة التراجع شديد في كافة أدواره خلال المباريات الأخيرة.
القادم مهم
يحتاج صلاح إلى تطوير قدراته، لم يعد هناك مكان للاعب الذي يركض فقط خلف الكرة، صحيح أن هذه المهارة أفادته كثيراً في إيطاليا، لكن مع الوقت صارت عادة قديمة، لأن معظم المدافعين أصبحوا يتعاملون معها بهدوء، عن طريق تقليل الفراغ أمامه، والتغطية السريعة خلف الظهير الذي يواجهه، لتقل الخيارات إلى النصف أمام المرمى.
بكل تأكيد يحاول سباليتي تحسين مستوى لاعبيه، وبعد خروجه علناً لانتقادهم، يظهر بوضوح بعض القصور خلال التدريبات، فالنجم المصري ضعيف كثيراً من دون الكرة، ويرتبط هذا الأمر بالتمركز والتحكم في الفراغات، عن طريق التحرك في وبين الخطوط، والسعي نحو ربط شامل بينه وبين المهاجم المتقدم وبقية لاعبي الوسط.
تمركز لاعبي روما أمام تورينو، صلاح خارج الكادر تماماً
يبتعد صلاح كثيراً عن زملائه، تشعر بالغربة عندما تشاهد روما، بسبب تباعد الخطوط وعدم وجود رابط أساسي، مع وجود فراغ واضح بين المصري وبقية اللاعبين، مما يجعل الأداء متوقعاً وسهل تحجيمه بالنسبة لأي منافس. الكرة والمساحة والخصم والزميل، أربعة أمور يجب أن يعيد الفرعون المصري التفكير فيها، من أجل العودة مرة أخرى إلى المسار الصحيح في إيطاليا.