على الرغم من أن ريف حلب الشمالي الخاضع لسيطرة المعارضة السورية المسلحة المدعومة من الجيش التركي لا يتعرض لقصف من قبل النظام السوري، إلا أن المواطن جواد المحمد فضل، على غرار الآلاف، العودة إلى تركيا والاستمرار في عمله.
وذكر جواد لـ"العربي الجديد" أنه عاد من إعزاز إلى تركيا بهدف استئناف عمله في إسطنبول وإعانة عائلته النازحة إلى إعزاز، مشيرا إلى أن فرص العمل قليلة في المنطقة، خصوصا في ظل كثافة عدد النازحين.
أما اللاجئ في غازي عنتاب، جنوب تركيا، ويدعى وعد، فلم يتمكن من البقاء مع أسرته في سورية، وذلك بسبب القصف المستمر من قوات النظام على ريف إدلب الجنوبي، والذي أجبر عائلته على مغادرة مدينة خان شيخون التي سيطر عليها النظام مؤخرا، إلى ريف حلب الغربي. واختار وعد العودة إلى تركيا لمواصلة العمل في مجال حياكة الملابس، ومساعدة أسرته التي تواجه ظروف النزوح القاسي في الشمال السوري.
هشام الحمصي سوري آخر فضل العودة مع عائلته إلى تركيا هربا من القصف الذي تشنه قوات النظام على ريف إدلب، وصرح لـ"العربي الجديد" أن الدخول إلى تركيا أفضل من البقاء تحت خطر القصف، خاصة وأن النظام تقدم في ريف إدلب.
وعاد إلى تركيا الكثير من الشباب الذين دخلوا الأراضي السورية خلال إجازات العيدين الأخيرين، وتأتي عودتهم إما بهدف إكمال الدراسة أو البحث عن عمل يعيلون به أسرهم.
وبحسب مصادر لـ"العربي الجديد"، فقد عاد أكثر من ثمانين ألفا من اللاجئين السوريين إلى تركيا بعد زيارة عيدي الأضحى والفطر، في حين تستمر المعابر مع تركيا في استقبال الراغبين في العودة إلى الأراضي التركية.
وقالت مصادر من معبر باب السلامة الحدودي مع تركيا إنه حتى يوم أمس السبت عاد من خلال المعبر إلى الأراضي التركية 23204 لاجئين سوريين كانوا دخلوا إلى سورية بهدف زيارة أقاربهم في عطلة عيد الأضحى، في حين بلغ عدد العائدين من زيارة عيد الفطر 16615 لاجئا.
أما معبر باب الهوى، الذي يصل محافظة إدلب السورية بالأراضي التركية، فقد عبره وفق القائمين على المعبر أكثر من أربعين ألف لاجئ من أصل 80200 دخلوا الأراضي السورية ضمن زيارتي عيد الأضحى وعيد الفطر، حيث دخل الأراضي السورية قرابة 38 ألفا عن طريق معبر باب الهوى ضمن زيارة عيد الفطر، فيما دخل قرابة 42 ألفا ضمن زيارة عيد الأضحى.
وقال مدير العلاقات في معبر باب الهوى مازن علوش، لـ"العربي الجديد"، إنه بالنسبة لزيارة عيد الفطر فآخر يوم للعودة هو الأول من نوفمبر/تشرين الثاني المقبل، بينما حدد آخر أجل للعودة بالنسبة للزيارة بمناسبة عيد الأضحى في 31 ديسمبر/كانون الأول المقبل، وذلك باتفاق مع الجانب التركي.
ومن المتوقع ارتفاع عدد العائدين إلى تركيا، حيث تسمح إدارة المعابر التركية بعودة 700 شخص فقط في اليوم عن طريق معبر باب الهوى، بحسب ما أكده علوش.
وذكرت مصادر من معبر جرابلس الحدودي مع تركيا أن المعبر بدأ باستقبال العائدين إلى تركيا من زيارة العيد في التاسع عشر من فبراير/شباط الماضي يومياً ما عدا أيام العطل الرسمية من الجانب التركي، مضيفة أن العودة مستمرة حتى نهاية العام الجاري. وبحسب المصادر ذاتها، دخل سورية ضمن زيارة عيد الأضحى الأخيرة من معبر جرابلس قرابة ثلاثين ألف لاجئ، وعاد قرابة نصفهم إلى تركيا.
يشار إلى أن آلاف السوريين عادوا سابقا إلى شمالي سورية بعد سيطرة الجيش السوري الحر على منطقتي ريف حلب الشمالي وعفرين بالتعاون مع الجيش التركي.
وكانت وكالة "الأناضول" التركية قد أفادت في وقت سابق بأن حوالي 330 ألف سوري عادوا إلى بلدهم في إطار برنامج "العودة الطوعية" الذي تشجع عليه الحكومة التركية، وذلك منذ عام 2016، عقب سيطرة الجيش السوري الحر والجيش التركي على منطقة ريف حلب الشمالي.