عرس رياضي وعائلي أيضاً في الجزائر، فاليوم تزامن مع احتفالات الجزائريين بالاستقلال، ونهائي كأس الجمهورية بين فريقين عريقين، هما شباب بلوزداد ووفاق سطيف، حيث الأنظار متجهة إلى هذا الحدث الكروي الذي فرق المناصرين داخل الأسرة الواحدة.
ويحكي الجمهور الجزائري المولع بكرة القدم، وخاصة في منافسة الكأس، حكاية بين حي شعبي في العاصمة وهو "بلكور" سابقا، والذي يحمل اليوم اسم الشهيد محمد بلوزداد، وفريق آخر من عاصمة الهضاب العليا "سيتيفيس" أو مدينة " عامر الأحرار" أو "عين الفوارة" التي تتناقل الألسن أن "من يشرب من هذه العين أو الحنفية يعود إليها مرة ثانية".
بلوزداد الشهداء أو بلكور الساحة الجميلة، والحيّ الذي دقّ طبول الفرحة منذ أيام وعلقت في شرفات عماراته الرايات باللونين الأحمر والأبيض، وزينت شوارعه أيضا باللونين، على أمل التحضير اليوم مساء لإطلاق زغاريد الفرحة بنيل الكأس، على حد تعبير الدراجي، وهو أحد سكان الحي العريق قائلا لـ "العربي الجديد"، آمل أن نفوز ونتفوق ونحمل الكأس في كل الحي العريق وتفرح العاصمة الجزائرية كاملة في يوم عيد استقلال البلاد.
كثيرون هنا يتابعون مجريات الحدث الكروي، والمفارقة أنه في العائلة الواحدة انقسم المناصرون بين شباب بلوزداد ومناصر لوفاق سطيف بحكم مسقط الرأس، وبحكم حبهم للفريق المنافس على أنه الفريق الذي مثل الجزائر دوليا وقاريا أحسن تمثيل على حد تعبير سعيد العمري (34 سنة) وهو من مدينة العلمى التابعة إداريا لولاية سطيف، لكنه ولد وترعرع في حي بلكور، واليوم يناصر الوفاق مدينة الأجداد ويتضامن مع جيرانه وأصدقائه البلوزداديين، في حين أن شقيقه الأصغر ذهب إلى ملعب الخامس يوليو بأعالي بوزرعية لمشاهدة المباراة وهو يرتدي قميص بلوزداد ، كلاهما يعش الكرة لكن "القلب ولمن نبض" يضيف السعيد.
ولاية سطيف لم تنم بالأمس واستيقظ سكانها اليوم باكرا ليتنقلوا للعاصمة الجزائرية من أنصار ومن محبي وعشاق نادي النسر الأسود، وأصواتهم تقول إنهم فازوا بالبطولة الوطنية وسيفوزون بالكأس. يقول نورالدين القادم من مدينة رأس الوادي التابعة لولاية سطيف، وجاء ليناصر فريق القلب والعقل، متمنيا فوز فريقه قائلاً: "ذلك ليس بغريب على فريق الفوز والنجاحات المتتالية ".
في العاصمة الجزائرية كثيرون ينتظرون المباراة وعدد أكبر سيتابعونها، والأجمل في الحكاية أنها تجمع بين فريقين عريقين وكلاهما يحفظ الذاكرة التاريخية الجزائرية فحي " بلكور " حمل اسم أكثر من مليون ونصف المليون شهيد وسطيف خلدت مجازر الاستعمار الفرنسي، والتوق للفوز في يوم احتفالات النصر.