14 نوفمبر 2024
عشيرة امتلكت السلاح والحصانة
أولا، حينما يُهان أستاذ جامعي وعضو برلمان من رئيس جمهوريته على الهواء مباشرة، وفي جمْع، لأنه فقط حاول أن يتلفظ في رفع الأجور، في الوقت الذي ترفع فيه مرتبات الجيش (12 مرة) خلال ست سنوات، فاعرف أن البلد وقع في يد عشيرة (بالمعنى العسكري والفئوي)، عشيرة امتلكت السلاح والتشريع والتنفيذ وحلقوم القضاء وأبواق الإعلام ومِقود رأس المال.
ثانيا، حينما يخاطب رئيس جمهورية لواءً وسط حاشية: (بتاخد كام يا محمد؟)، على سبيل أن محمدا هذا مثالٌ لديه للتقشّف والزهد والأجر الزهيد جدا، فيرد محمد (14 ألف جنيه يا أفندم). هنا يلتفت الرئيس إلى الجماهير كي يتأملوا تلك الأعجوبة التي تمشي على قدمين، وتقطع 60 كيلومترا بالسيارة يوميا (سبحان الله)، وذلك في الشهر نفسه تقريبا الذي فيه يستنكر بشدة زيادة أجر المدرس الذي لا يتعدى الثلاثة آلاف جنيه، حتى وهو بعد الخمسين، وفي عمر اللواء، وهو الذي علّم اللواء ووكيل النيابة والقاضي وعضو البرلمان الذي وصل راتبه إلى سبعين ألفا شهريا، فهل بعد ذلك ننتظر تعليما؟
ثالثا، وحينما يحصل مذيع العسكر بامتياز، أحمد موسى، على راتب شهري قدره 14 مليون جنيه سنويا من رجل أعمال العسكر محمد أبو العينين، وفي الوقت نفسه، يشتم أحمد موسى، يوميا في برنامجه، المدرس الكسول والممرضة المتمارضة والطبيب الذي تأخر عن عمله والذي راتبه بعد التخرج ألفا جنيه، وبدل العدوى له ما زال 17 "لحلوحا"، وبدل العدوى للقاضي الذي لا يلمس المريض ولو حتى بشعرة واحدة من رمش عينه (والتعبير هنا من بنات أفكار السيد الرئيس، وهو يخاطب اللواء الزاهد جدا محمد)، فاعرف أن العدل قد عمّ برّ مصر من دمياط حتى أسوان، وفي انتظار تصديره إلى قبرص واليونان، كي يستفيدا من التجربة المصرية أسوة بتجربة التعليم التي سوف تعمم في كل أرجاء المعمورة.
رابعا، وحينما يتاجر الجيش في اللحوم والأسماك واللحمة المفرومة والبيض، ولا يتبقى للشباب الروش سوى البدلة والبرفان والجل، في مؤتمرات شرم الشيخ لبنات اللواءات والمسؤولين وأولادهم، وأنجال قيادات حزب مستقبل وطن، ومكرم أحمد محمد ومحمود مسلم، ولا يتبقى لعموم فقراء مصر سوى "التوك توك" والمقهى والشيشة، ويعلن الوزير "أنا أعلمك فقط ولست مسؤولا عن التعيين"، فابحث لك عن "عجلة"، وفقا لأحلام الرئيس وبرنامجه الاقتصادي، تركبها في طوفان نوح القادم، هذا إن "ظلت" العجلة أصلا، أو حتى حنّ علينا نوح بالطوفان، على الأقل أرحم من الشنق اليومي الذي بات متفشيا، أو تحت عجلات المترو.
خامسا، وحينما تخصص الأراضي بالأمر المباشر للجيش بآلاف الأفدنة كل شهر تقريبا، ولا تخصص للشباب إلا في ما ندر، وإن تم فبأسعار فوق طاقتهم، ما يضطرهم لبيعها ثانيةً لعصابات مدرّبة تبيعها في شكل شقق للقادرين، أو العائدين من الخليج، فاعرف أن المتاهة كما هي، وما الجيش سوى مجموعة من الدول داخل دولة واحدةٍ يحكمها الجيش بالقانون الذي يريده، وذلك وفقا لمقولة رئيس البرلمان "نحن في ظهر الدولة"، وأنت إن لم تجد مكانا فتعلق بحوافرها أو اركب "العجلة"، و"اللي مش عاجبه يشرب من البحر"، على رأي المفكر الراحل دكتور رفعت السعيد في وقت تسليم جزيرتي تيران وصنافير للعربية السعودية.
سادسا، وأخيرا قالوا جحا طلع النخلة بالعجلة، ردّت أم جحا وقالت: طبعا وطلع أمها، وجاب منها كمان بلح في الشتا، واللي مش عاجبه كلامنا يطلع على القسم. واللي مش عاجبه القسم يطلع على البرلمان. وعلى المتضرر اللجوء لشعبان الشامي.
ثالثا، وحينما يحصل مذيع العسكر بامتياز، أحمد موسى، على راتب شهري قدره 14 مليون جنيه سنويا من رجل أعمال العسكر محمد أبو العينين، وفي الوقت نفسه، يشتم أحمد موسى، يوميا في برنامجه، المدرس الكسول والممرضة المتمارضة والطبيب الذي تأخر عن عمله والذي راتبه بعد التخرج ألفا جنيه، وبدل العدوى له ما زال 17 "لحلوحا"، وبدل العدوى للقاضي الذي لا يلمس المريض ولو حتى بشعرة واحدة من رمش عينه (والتعبير هنا من بنات أفكار السيد الرئيس، وهو يخاطب اللواء الزاهد جدا محمد)، فاعرف أن العدل قد عمّ برّ مصر من دمياط حتى أسوان، وفي انتظار تصديره إلى قبرص واليونان، كي يستفيدا من التجربة المصرية أسوة بتجربة التعليم التي سوف تعمم في كل أرجاء المعمورة.
رابعا، وحينما يتاجر الجيش في اللحوم والأسماك واللحمة المفرومة والبيض، ولا يتبقى للشباب الروش سوى البدلة والبرفان والجل، في مؤتمرات شرم الشيخ لبنات اللواءات والمسؤولين وأولادهم، وأنجال قيادات حزب مستقبل وطن، ومكرم أحمد محمد ومحمود مسلم، ولا يتبقى لعموم فقراء مصر سوى "التوك توك" والمقهى والشيشة، ويعلن الوزير "أنا أعلمك فقط ولست مسؤولا عن التعيين"، فابحث لك عن "عجلة"، وفقا لأحلام الرئيس وبرنامجه الاقتصادي، تركبها في طوفان نوح القادم، هذا إن "ظلت" العجلة أصلا، أو حتى حنّ علينا نوح بالطوفان، على الأقل أرحم من الشنق اليومي الذي بات متفشيا، أو تحت عجلات المترو.
خامسا، وحينما تخصص الأراضي بالأمر المباشر للجيش بآلاف الأفدنة كل شهر تقريبا، ولا تخصص للشباب إلا في ما ندر، وإن تم فبأسعار فوق طاقتهم، ما يضطرهم لبيعها ثانيةً لعصابات مدرّبة تبيعها في شكل شقق للقادرين، أو العائدين من الخليج، فاعرف أن المتاهة كما هي، وما الجيش سوى مجموعة من الدول داخل دولة واحدةٍ يحكمها الجيش بالقانون الذي يريده، وذلك وفقا لمقولة رئيس البرلمان "نحن في ظهر الدولة"، وأنت إن لم تجد مكانا فتعلق بحوافرها أو اركب "العجلة"، و"اللي مش عاجبه يشرب من البحر"، على رأي المفكر الراحل دكتور رفعت السعيد في وقت تسليم جزيرتي تيران وصنافير للعربية السعودية.
سادسا، وأخيرا قالوا جحا طلع النخلة بالعجلة، ردّت أم جحا وقالت: طبعا وطلع أمها، وجاب منها كمان بلح في الشتا، واللي مش عاجبه كلامنا يطلع على القسم. واللي مش عاجبه القسم يطلع على البرلمان. وعلى المتضرر اللجوء لشعبان الشامي.