رغم مرور عشرة أيام على انطلاق معركة تحرير مدينة الفلوجة، بمحافظة الأنبار، من سيطرة تنظيم "الدولة الاسلامية" (داعش)، لم تتمكن القوات العراقية ومليشيا "الحشد الشعبي" من اختراق مناطق جنوب الفلوجة، فيما قتل وأصيب العشرات بتواصل القصف العشوائي على أحياء متفرقة من المدينة.
وقال مصدر قبلي محلي إن القوات العراقية المشتركة حاولت، الليلة الماضية، وفجر اليوم الخميس، دخول حي الشهداء جنوبي الفلوجة، قادمة من محور النعيمية، الذي تتمركز فيه القطعات العسكرية، مؤكداً، خلال حديثه مع "العربي الجديد"، أن القوات العراقية اقتربت من مدخل الحي، قبل أن تضطر للانسحاب بسبب العبوات الناسفة والطرق الملغمة التي عرقلت تقدمها.
وأضاف المصدر: "ردت مدفعية الجيش العراقي وراجمات الصواريخ بقصف عنيف على أحياء الشهداء ونزال والأندلس والجمهورية والمعتصم والجولان"، مبيناً أن القصف أسفر عن سقوط قتلى وجرحى بين المدنيين.
وأشار المتحدث إلى تمكن بعض الأسر من الهروب من وسط الفلوجة باتجاه قرى منطقة النساف الواقعة في الغرب، قبل أن يغلق تنظيم "داعش" جسري المدينة، ويمنع المدنيين من المغادرة، لافتاً إلى تجمع عشرات الأسر على كورنيش الفلوجة بانتظار فتح منفذ آمن لخروجهم.
إلى ذلك، قال عضو مجلس العشائر المتصدية لـ"داعش"، حامد العيساوي، إن عملية تحرير الفلوجة تأخرت لسببين، أولهما القصف العشوائي الذي تتعرض له المدينة، والثاني اشتراك مليشيا "الحشد الشعبي" في العملية، وخشية العشائر والسكان المحليين من الجرائم التي قد ترتكبها المليشيات إذا داخلت المدينة، مبيناً، خلال حديثه مع "العربي الجديد"، أن تحرير المدينة يجب أن يتم بعمليات نوعية تستهدف مقرات وتجمعات "داعش"، بعيداً عن تجمعات المدنيين.
وأعلنت الحكومة العراقية، في 23 مايو / أيار الماضي، انطلاق عملية تحرير الفلوجة من سيطرة تنظيم "داعش"، وتعهد رئيس الوزراء العراقي، حيدر العبادي، أمس الأربعاء، برفع العلم العراقي في المدينة خلال أيام.