لا تخلو شوارع العراق من الأيتام الذين يتنقلون بين السيارات محاولين بيع العلكة والمحارم، لعلهم يعودون وفي أيديهم ما يطعمون به عوائلهم التي فقدت معيلها. عن هؤلاء يتحدّث الناشط علي غزال الحيالي.
يعاني الأيتام في العراق من إهمال كبير وسط الأوضاع الأمنية المتردية في البلاد، ما دفع بكثيرين منهم إلى ترك مقاعد الدراسة والتوجه إلى العمل أو التسول في الشوارع لتأمين لقمة العيش بالرغم من صغر سنهم. وأخيراً، برزت على الساحة العراقية منظمات وجمعيات وناشطون متطوعون، أما الهدف فإنقاذ هذه الشريحة من الأطفال وسط إهمال من قبل السلطات الحكومية. علي غزال الحيالي من هؤلاء الناشطين وهو مدير جمعية "الخير لرعاية الأرامل والأيتام" في العراق.
وعلى الرغم من تواضع الإمكانات والوسائل المتاحة له، إلا أنه استطاع هو وزملاؤه أن يحرز تقدماً في هذا المجال. هو لا يستبشر خيراً من ظرف البلاد الحالي، إلا أن ذلك لم يمنعه من مواصلة عمله في هذا المجال.. "أنا لا أستطيع التفرّج فقط. يجب أن أكون في الساحة مساعداً أواجه هدم المجتمع". وينوي الحيالي إطلاق حملة كبرى لضمان مستقبل طيّب لهؤلاء الأيتام.
- هل يمكن الحديث بداية عن زيادة في عدد الأيتام في العراق؟
بالتأكيد ازدادت نسبة الأيتام اليوم، فالبلاد تمرّ بحروب طاحنة أخذت معها الآلاف وخلّفت وراءها أربعة ملايين يتيم وخمسة ملايين أرملة. وهذه النسبة ترتفع مع استمرار الحروب والصراعات والتفجيرات في البلاد، فيزداد عملنا تعقيداً يوماً بعد آخر.
- هل يحتاج العراق فعلاً إلى دور لإيواء الأيتام؟
يغلب على معظم محافظات العراق العرف العشائري والاجتماعي الذي يتمتع بالكرم وصلة الرحم، وهذا يحول دون بناء دور للأيتام. لكن هؤلاء بحاجة إلى معاهد لتأهيلهم. وإذا أخذنا العاصمة بغداد فقط، نجد أنها بحاجة إلى ما لا يقل عن 50 داراً.
- ما هي نسبة ضحايا الحروب من الأطفال والقاصرين؟
تضرّر أطفال العراق كثيراً بسبب الحروب المستمرة التي تعصف بالبلاد، لذلك نجد أكثر من 15 في المائة من الأطفال وقد وقعوا ضحايا لتلك الحروب.
- ما هي أبرز مساعي منظمتكم؟
أبرز مساعينا في ملف الأيتام هو التنسيق مع منظمات دولية ومحلية حول هذا الملف المهم، وتبادل الخبرات في إطار البحث عن سبل ناجعة لمعالجة مشاكل الأيتام في العراق، وتقديم كفالات نصف سنوية لعدد من المسجلين في جمعيتنا.
- هل لديكم خطط لسحب الأطفال من الشوارع ودمجهم في المجتمع؟
لدينا عدد من الدراسات والمشاريع في هذا الاتجاه، من قبيل فتح معاهد خاصة بالأيتام لكي يكتسبوا بعض المهارات العلمية والعملية ولتطوير قابلياتهم النفسية ودمجهم في المجتمع، بالإضافة إلى تدريبهم على عدد من المهن كتصليح الحواسيب والهواتف والخياطة والطباعة وغيرها. لكن للأسف، لم نجد تمويلاً لمعظم مشاريعنا الطموحة، فاكتفينا ببعض المشاريع التطويرية وكفالة الأيتام والإعانات الشهرية أو الفصلية لهم من ضمن إمكاناتنا المحدودة.
- ما هي مقترحاتكم لإنقاذ الأيتام من الضياع؟
لدينا العديد من المقترحات، منها إقرار قانون رعاية الأيتام الذي مضت عليه دورتان في مجلس النواب ولم يقرّ حتى الآن. هو من القوانين المهمة جداً إذا ما أقر، إذ يلزم الجهات المعنية بجملة من التعليمات في مجال رعاية الأيتام واحتوائهم. كذلك نطالب بدعم المنظمات التي تختص في مجال رعاية الأيتام بما يتناسب والمهام الثقيلة الملقاة عليها. ومن المعروف أنّ العمل على ملف الأيتام يحتاج إلى جهد كبير وتمويل يكفي لسد احتياجاتهم. ومن مقترحاتنا الأخرى توفير معاهد لتأهيل هؤلاء وتعليمهم ودعمهم مادياً ومعنوياً عبر مشاريع صغيرة.
- ما هي المشاكل الاجتماعية المستقبلية من جرّاء إهمال الأيتام؟
ثمّة العديد من المشاكل التي تهدد الأيتام في العراق والتي يمكن أن تلحق الضرر بالبلاد على مختلف المستويات الاقتصادية والثقافية والأمنية. مثلاً، عدم متابعة الأيتام دراستهم ولجوؤهم إلى العمل لتوفير لقمة العيش، يعنيان ارتفاع نسبة الأمية والجهل. بالتالي سيكون لدينا جيش من الأميين، وسنحتاج إلى أضعاف مضاعفة مما نحتاج إليه من موارد لاحتوائهم بالمقارنة مع ما نحتاج إليه اليوم لتلافي وصولهم إلى هذه المرحلة الخطيرة. ومن ثم تأتي مرحلة التراجع الاقتصادي ومن بعدها مرور البلاد في دوامة معقدة من تدهور أمني واقتصادي وثقافي أكبر من الذي نعيشه اليوم.
- ما هو عدد الأيتام المسجلين في جمعيتكم؟
العدد المسجّل في جمعيتنا لغاية الأول من يناير/كانون الثاني 2014 هو ثلاثة آلاف و657 يتيماً في نطاق عملنا سابقاً في مدينة الفلوجة في محافظة الأنبار. كنا قادرين على توثيق أعداد الأيتام بما تسمح به إمكاناتنا المحدودة. بعدها، كنا نضع البرامج الخاصة بهم وفقاً لإمكاناتنا البسيطة. الأعداد أكبر بكثير، لكن مذ ذاك التاريخ لم نعد نستطيع توثيق أعداد الأيتام بسبب ضراوة المعارك الدائرة في تلك المناطق وتحول نشاطاتنا إلى محافظات ومناطق أخرى من ضمن المساعي الإنسانية في دعم النازحين والأيتام في مختلف المدن.
- ما هو عدد المنظمات المعنية بشؤون الأيتام في العراق؟
يصل عدد المنظمات المعنية بمتابعة ملف الأيتام في العراق إلى 356 منظمة تقريباً، ما عدا منظمات إقليم كردستان. لكن هذا العدد الكبير لا يملك إلا إمكانيات بسيطة ومحدودة جداً نظراً لعدم توفّر الدعم الكافي.
- ما هي المحافظة التي تضم نسبة الأيتام الأكبر؟
تعدّ محافظة الأنبار صاحبة النسبة الأعلى بعدد الأيتام، تليها بغداد ومن ثم البصرة وديالى. لكننا لا نستطيع تحديد رقم بسبب الارتفاع المستمر في عدد هؤلاء وبشكل يومي، وصعوبة توثيقه في المناطق الساخنة التي تشهد عمليات عسكرية منذ عام ونصف العام.
- ما هي نسبة الأيتام المتسربين دراسياً؟
تصل نسبة المتسربين إلى 18 في المائة. وهم توجهوا إلى العمل بالرغم من صغر سنّهم لتوفير لقمة العيش لعائلاتهم. ونحن نعمل بالتعاون مع منظمات إنسانية عالمية على وضع مشروع خاص بهؤلاء المتسربين لانتشالهم من الضياع.
- ما هي نسبة الأطفال الأيتام العاملين في الشوارع أو في المهن الخطرة؟
للأسف نسبة الأطفال العاملين في المهن الخطرة كالحدادة والنجارة وأعمال الصيانة التي تشكل خطراً على حياتهم، تصل إلى 28 في المائة تقريباً. وهذا يعني أننا أمام مشكلة كبيرة تواجه هؤلاء.
ينشط لحقوق الإنسان
علي غزال الحيالي إعلامي وناشط في مجال حقوق الإنسان منذ عام 2004. عمل مع منظمات محلية ودولية في محافظة الأنبار وعدد من مدن العراق، وشارك في مؤتمرات داخل العراق وخارجه وفي حملات للدفاع عن حقوق الأيتام والأرامل، ونال شهادات تقديريّة لجهوده. ومن المؤسسات والمنظمات المدنية التي عمل بها، نذكر مؤسسة الإغاثة الإنسانية، ومنظمة تموز للتنمية الاجتماعية، وشبكة السلام للإبداع والتطوير، والرابطة الإسلامية الكردية، ومنظمة نور الرحمة لحقوق الإنسان.
اقرأ أيضاً: أكثرُ من نزوحٍ في العراق
يعاني الأيتام في العراق من إهمال كبير وسط الأوضاع الأمنية المتردية في البلاد، ما دفع بكثيرين منهم إلى ترك مقاعد الدراسة والتوجه إلى العمل أو التسول في الشوارع لتأمين لقمة العيش بالرغم من صغر سنهم. وأخيراً، برزت على الساحة العراقية منظمات وجمعيات وناشطون متطوعون، أما الهدف فإنقاذ هذه الشريحة من الأطفال وسط إهمال من قبل السلطات الحكومية. علي غزال الحيالي من هؤلاء الناشطين وهو مدير جمعية "الخير لرعاية الأرامل والأيتام" في العراق.
وعلى الرغم من تواضع الإمكانات والوسائل المتاحة له، إلا أنه استطاع هو وزملاؤه أن يحرز تقدماً في هذا المجال. هو لا يستبشر خيراً من ظرف البلاد الحالي، إلا أن ذلك لم يمنعه من مواصلة عمله في هذا المجال.. "أنا لا أستطيع التفرّج فقط. يجب أن أكون في الساحة مساعداً أواجه هدم المجتمع". وينوي الحيالي إطلاق حملة كبرى لضمان مستقبل طيّب لهؤلاء الأيتام.
- هل يمكن الحديث بداية عن زيادة في عدد الأيتام في العراق؟
بالتأكيد ازدادت نسبة الأيتام اليوم، فالبلاد تمرّ بحروب طاحنة أخذت معها الآلاف وخلّفت وراءها أربعة ملايين يتيم وخمسة ملايين أرملة. وهذه النسبة ترتفع مع استمرار الحروب والصراعات والتفجيرات في البلاد، فيزداد عملنا تعقيداً يوماً بعد آخر.
- هل يحتاج العراق فعلاً إلى دور لإيواء الأيتام؟
يغلب على معظم محافظات العراق العرف العشائري والاجتماعي الذي يتمتع بالكرم وصلة الرحم، وهذا يحول دون بناء دور للأيتام. لكن هؤلاء بحاجة إلى معاهد لتأهيلهم. وإذا أخذنا العاصمة بغداد فقط، نجد أنها بحاجة إلى ما لا يقل عن 50 داراً.
- ما هي نسبة ضحايا الحروب من الأطفال والقاصرين؟
تضرّر أطفال العراق كثيراً بسبب الحروب المستمرة التي تعصف بالبلاد، لذلك نجد أكثر من 15 في المائة من الأطفال وقد وقعوا ضحايا لتلك الحروب.
- ما هي أبرز مساعي منظمتكم؟
أبرز مساعينا في ملف الأيتام هو التنسيق مع منظمات دولية ومحلية حول هذا الملف المهم، وتبادل الخبرات في إطار البحث عن سبل ناجعة لمعالجة مشاكل الأيتام في العراق، وتقديم كفالات نصف سنوية لعدد من المسجلين في جمعيتنا.
- هل لديكم خطط لسحب الأطفال من الشوارع ودمجهم في المجتمع؟
لدينا عدد من الدراسات والمشاريع في هذا الاتجاه، من قبيل فتح معاهد خاصة بالأيتام لكي يكتسبوا بعض المهارات العلمية والعملية ولتطوير قابلياتهم النفسية ودمجهم في المجتمع، بالإضافة إلى تدريبهم على عدد من المهن كتصليح الحواسيب والهواتف والخياطة والطباعة وغيرها. لكن للأسف، لم نجد تمويلاً لمعظم مشاريعنا الطموحة، فاكتفينا ببعض المشاريع التطويرية وكفالة الأيتام والإعانات الشهرية أو الفصلية لهم من ضمن إمكاناتنا المحدودة.
- ما هي مقترحاتكم لإنقاذ الأيتام من الضياع؟
لدينا العديد من المقترحات، منها إقرار قانون رعاية الأيتام الذي مضت عليه دورتان في مجلس النواب ولم يقرّ حتى الآن. هو من القوانين المهمة جداً إذا ما أقر، إذ يلزم الجهات المعنية بجملة من التعليمات في مجال رعاية الأيتام واحتوائهم. كذلك نطالب بدعم المنظمات التي تختص في مجال رعاية الأيتام بما يتناسب والمهام الثقيلة الملقاة عليها. ومن المعروف أنّ العمل على ملف الأيتام يحتاج إلى جهد كبير وتمويل يكفي لسد احتياجاتهم. ومن مقترحاتنا الأخرى توفير معاهد لتأهيل هؤلاء وتعليمهم ودعمهم مادياً ومعنوياً عبر مشاريع صغيرة.
- ما هي المشاكل الاجتماعية المستقبلية من جرّاء إهمال الأيتام؟
ثمّة العديد من المشاكل التي تهدد الأيتام في العراق والتي يمكن أن تلحق الضرر بالبلاد على مختلف المستويات الاقتصادية والثقافية والأمنية. مثلاً، عدم متابعة الأيتام دراستهم ولجوؤهم إلى العمل لتوفير لقمة العيش، يعنيان ارتفاع نسبة الأمية والجهل. بالتالي سيكون لدينا جيش من الأميين، وسنحتاج إلى أضعاف مضاعفة مما نحتاج إليه من موارد لاحتوائهم بالمقارنة مع ما نحتاج إليه اليوم لتلافي وصولهم إلى هذه المرحلة الخطيرة. ومن ثم تأتي مرحلة التراجع الاقتصادي ومن بعدها مرور البلاد في دوامة معقدة من تدهور أمني واقتصادي وثقافي أكبر من الذي نعيشه اليوم.
- ما هو عدد الأيتام المسجلين في جمعيتكم؟
العدد المسجّل في جمعيتنا لغاية الأول من يناير/كانون الثاني 2014 هو ثلاثة آلاف و657 يتيماً في نطاق عملنا سابقاً في مدينة الفلوجة في محافظة الأنبار. كنا قادرين على توثيق أعداد الأيتام بما تسمح به إمكاناتنا المحدودة. بعدها، كنا نضع البرامج الخاصة بهم وفقاً لإمكاناتنا البسيطة. الأعداد أكبر بكثير، لكن مذ ذاك التاريخ لم نعد نستطيع توثيق أعداد الأيتام بسبب ضراوة المعارك الدائرة في تلك المناطق وتحول نشاطاتنا إلى محافظات ومناطق أخرى من ضمن المساعي الإنسانية في دعم النازحين والأيتام في مختلف المدن.
- ما هو عدد المنظمات المعنية بشؤون الأيتام في العراق؟
يصل عدد المنظمات المعنية بمتابعة ملف الأيتام في العراق إلى 356 منظمة تقريباً، ما عدا منظمات إقليم كردستان. لكن هذا العدد الكبير لا يملك إلا إمكانيات بسيطة ومحدودة جداً نظراً لعدم توفّر الدعم الكافي.
- ما هي المحافظة التي تضم نسبة الأيتام الأكبر؟
تعدّ محافظة الأنبار صاحبة النسبة الأعلى بعدد الأيتام، تليها بغداد ومن ثم البصرة وديالى. لكننا لا نستطيع تحديد رقم بسبب الارتفاع المستمر في عدد هؤلاء وبشكل يومي، وصعوبة توثيقه في المناطق الساخنة التي تشهد عمليات عسكرية منذ عام ونصف العام.
- ما هي نسبة الأيتام المتسربين دراسياً؟
تصل نسبة المتسربين إلى 18 في المائة. وهم توجهوا إلى العمل بالرغم من صغر سنّهم لتوفير لقمة العيش لعائلاتهم. ونحن نعمل بالتعاون مع منظمات إنسانية عالمية على وضع مشروع خاص بهؤلاء المتسربين لانتشالهم من الضياع.
- ما هي نسبة الأطفال الأيتام العاملين في الشوارع أو في المهن الخطرة؟
للأسف نسبة الأطفال العاملين في المهن الخطرة كالحدادة والنجارة وأعمال الصيانة التي تشكل خطراً على حياتهم، تصل إلى 28 في المائة تقريباً. وهذا يعني أننا أمام مشكلة كبيرة تواجه هؤلاء.
ينشط لحقوق الإنسان
علي غزال الحيالي إعلامي وناشط في مجال حقوق الإنسان منذ عام 2004. عمل مع منظمات محلية ودولية في محافظة الأنبار وعدد من مدن العراق، وشارك في مؤتمرات داخل العراق وخارجه وفي حملات للدفاع عن حقوق الأيتام والأرامل، ونال شهادات تقديريّة لجهوده. ومن المؤسسات والمنظمات المدنية التي عمل بها، نذكر مؤسسة الإغاثة الإنسانية، ومنظمة تموز للتنمية الاجتماعية، وشبكة السلام للإبداع والتطوير، والرابطة الإسلامية الكردية، ومنظمة نور الرحمة لحقوق الإنسان.
اقرأ أيضاً: أكثرُ من نزوحٍ في العراق