يقول مكسيم غوركي، الأديب الروسي المشهور، "عندما يكون العمل مبعث سرور تكون الحياة سعيدة، وعندما تشعر أنه واجب تكون الحياة مجرد استعباد". بالرغم من صدق هذه المقولة، إلا أن الوصول لمثل هذه المشاعر السعيدة أمر يصعب تخيله في عالمنا العربي، حيث يتم العمل في أجواء في كثير منها لا إنساني وفي جو شديد التعقيد حيث تعلوه البيروقراطية والمصالح الشخصية وكثير من الفساد، وحيث يتم التحقير من الأعمال الحرفية في مقابل الإشادة المستمرة بالأعمال الإدارية أو المرتبطة بالوظائف العليا.
هذه ليست دعوة لليأس والإحباط، فما زالت هناك إمكانية لمساعدة الأبناء في تنمية مشاعر "السرور والسعادة أثناء العمل وإعادة قيمة العمل لمكانتها الصحيحة".
وللتأكيد على قيمة العمل وضرورة أن يتعلق الأبناء بهذه القيمة، يمكن أن نوجه وجهتنا قليلا نحو الشرق حيث الصين التي صعد نجمها خلال الخمسين عاماً الماضية، ويرجع سبب هذا الصعود، وفقا للبروفسور نيال فيرغسون، في تحليله لمسار الحضارات، بالأساس إلى استعادة قيمة العمل لمكانتها، فقد فهم الصينيون ومعهم اليابانيون أن العمل هو السبيل الأساسي الذي يفضي إلى تحقيق الذات الفردية على المستوى الشخصي وإلى تحقيق الثروة المادية والمكانة الاجتماعية والنفوذ السياسي في آن معاً.
والآن يمكن لنا كأفراد ومربين التركيز على ما يمكن أن نقوم به، من خلال اتباع بعض الأمور البسيطة التي إن رافقتنا أثناء عملية التربية يمكن للطفل اكتساب قيمة حب العمل بسهولة من خلال الممارسة اليومية.
اقــرأ أيضاً
• اطلب من الأبناء القيام بالأمور الخاصة بهم (مثل ترتيب حجرة النوم، ترتيب الألعاب، إعداد مائدة الطعام..)، ولا تنسى الثناء الوصفي مع كل عمل، فهذه الأمور مهما كانت بسيطة تعمل على إعلاء قيمة العمل، ونؤكد هنا على قيمة العمل المجرد من المصالح المادية، لأن الكثير من الأبناء يختلط لديه مفهوم العمل والوظيفة، فأما العمل فهي الأمور المطلوب من الفرد القيام بها (بغض النظر عن الناتج المادي)، أما الوظيفة فهي الأعمال المرتبطة بعائد مادي، وبالتالي بغض النظر عن السن والمرحلة العمرية للأبناء فهم مطالبون ببعض الأعمال وكل حسب سنه.
• قم بالثناء على الأعمال وبصفة خاصة ما تم إتقانه، وتعمد التعليق الإيجابي على الأعمال الحرفية (طاولة تم صنعها بإتقان مثلا)، وأكد على أن العمل وإتقانه قيم تستحق الإشادة وليست مرتبطة بالمستوى الاجتماعي أو التعليمي للقائم عليها.
• لا تقل لابنك أو لابنتك "هل تريد أن ترسب في المدرسة فيكون مصيرك في النهاية ميكانيكياً في ورشة سيارات أو زبالاً يجمع القمامة؟"، فمثل هذه العبارات تعمل على التقليل من شأن الأعمال الحرفية والأعمال الأخرى، بل بالعكس أكد على أننا لا نستغني عنها ولا يمكننا تخيل حياتنا بدون القائمين عليها.
• لا تطلب من الخادمة - في حال وجودها - القيام بالأمور البسيطة التي يمكن أن تقوم بها أنت، خصوصاً أمام الأبناء، لأن هذا يولد تصورا لديهم مفاده أن الأمور البسيطة (إعداد طاولة الطعام مثلاً) هي أعمال لا تخص أهل البيت وبالتالي هي من تخصص الآخرين لأنها أعمال محتقرة. من الضروري أن يعتاد الأبناء القيام بأعمال المنزل التي تخصهم وتوافق قدراتهم الجسدية، علينا الـتأكيد وبحزم مستمر على أن هذه الأعمال هي مسؤوليتهم وليست مهمة الآخرين. حيث إن اعتياد الأبناء على أن يقوم الخدم بكافة الأعمال المنزلية وعدم إفساح الطريق للأبناء للقيام بالمهام البسيطة الخاصة بهم، أمر يولد الاعتمادية الشديدة ويقلل من قيمة العمل لديهم.
اقــرأ أيضاً
وللتأكيد على قيمة العمل وضرورة أن يتعلق الأبناء بهذه القيمة، يمكن أن نوجه وجهتنا قليلا نحو الشرق حيث الصين التي صعد نجمها خلال الخمسين عاماً الماضية، ويرجع سبب هذا الصعود، وفقا للبروفسور نيال فيرغسون، في تحليله لمسار الحضارات، بالأساس إلى استعادة قيمة العمل لمكانتها، فقد فهم الصينيون ومعهم اليابانيون أن العمل هو السبيل الأساسي الذي يفضي إلى تحقيق الذات الفردية على المستوى الشخصي وإلى تحقيق الثروة المادية والمكانة الاجتماعية والنفوذ السياسي في آن معاً.
والآن يمكن لنا كأفراد ومربين التركيز على ما يمكن أن نقوم به، من خلال اتباع بعض الأمور البسيطة التي إن رافقتنا أثناء عملية التربية يمكن للطفل اكتساب قيمة حب العمل بسهولة من خلال الممارسة اليومية.
• اطلب من الأبناء القيام بالأمور الخاصة بهم (مثل ترتيب حجرة النوم، ترتيب الألعاب، إعداد مائدة الطعام..)، ولا تنسى الثناء الوصفي مع كل عمل، فهذه الأمور مهما كانت بسيطة تعمل على إعلاء قيمة العمل، ونؤكد هنا على قيمة العمل المجرد من المصالح المادية، لأن الكثير من الأبناء يختلط لديه مفهوم العمل والوظيفة، فأما العمل فهي الأمور المطلوب من الفرد القيام بها (بغض النظر عن الناتج المادي)، أما الوظيفة فهي الأعمال المرتبطة بعائد مادي، وبالتالي بغض النظر عن السن والمرحلة العمرية للأبناء فهم مطالبون ببعض الأعمال وكل حسب سنه.
• قم بالثناء على الأعمال وبصفة خاصة ما تم إتقانه، وتعمد التعليق الإيجابي على الأعمال الحرفية (طاولة تم صنعها بإتقان مثلا)، وأكد على أن العمل وإتقانه قيم تستحق الإشادة وليست مرتبطة بالمستوى الاجتماعي أو التعليمي للقائم عليها.
• لا تقل لابنك أو لابنتك "هل تريد أن ترسب في المدرسة فيكون مصيرك في النهاية ميكانيكياً في ورشة سيارات أو زبالاً يجمع القمامة؟"، فمثل هذه العبارات تعمل على التقليل من شأن الأعمال الحرفية والأعمال الأخرى، بل بالعكس أكد على أننا لا نستغني عنها ولا يمكننا تخيل حياتنا بدون القائمين عليها.
• لا تطلب من الخادمة - في حال وجودها - القيام بالأمور البسيطة التي يمكن أن تقوم بها أنت، خصوصاً أمام الأبناء، لأن هذا يولد تصورا لديهم مفاده أن الأمور البسيطة (إعداد طاولة الطعام مثلاً) هي أعمال لا تخص أهل البيت وبالتالي هي من تخصص الآخرين لأنها أعمال محتقرة. من الضروري أن يعتاد الأبناء القيام بأعمال المنزل التي تخصهم وتوافق قدراتهم الجسدية، علينا الـتأكيد وبحزم مستمر على أن هذه الأعمال هي مسؤوليتهم وليست مهمة الآخرين. حيث إن اعتياد الأبناء على أن يقوم الخدم بكافة الأعمال المنزلية وعدم إفساح الطريق للأبناء للقيام بالمهام البسيطة الخاصة بهم، أمر يولد الاعتمادية الشديدة ويقلل من قيمة العمل لديهم.