قُتل الشيخ عماد عفت برصاص قوات الأمن المصرية خلال فض اعتصام مجلس الوزراء في 16 ديسمبر /كانون الأول 2011. سقطت عمامته البيضاء، وبقي عِلمُه بعدما أسّس صديقان له "دار العماد"، التي خرّجت العشرات من حاملي الشهادات في العلوم الشرعية والأخلاقية والفلسفية منذ تأسيسها في عام 2012 وحتى اليوم.
خلال الثورة المصرية، عُرف عماد عفت بابتسامته الهادئة وسعة معلوماته الدينية، حتى أنه كان مرجعاً لعلماء الأزهر والثوار في الميدان. رفض الأضواء. لم يرغب في أن يكون متحدثاً على المنصات أو مفتياً للثورة أو حتى خطيبها. أراد فقط أن يكون بين الجماهير إلى جانب أولاده.
كان أحد علماء "الأزهر" القلائل الذين انضموا للثورة بعد اندلاعها، رغم كونه مستشاراً لمفتي الجمهورية. وفي ذلك الوقت، رفضت مؤسسة "الإفتاء" التظاهرات المطالبة بخلع الرئيس حسني مبارك. لكنه لم يتخلّف عن المشاركة في التظاهرات والمليونيات، وأفتى بعدم جواز التصويت للفلول.
وفي نهاية العام 2011، شارك في اعتصام أمام مجلس الوزراء رفضاً لتعيين المجلس العسكري، كمال الجنزوري رئيساً للحكومة، وخصوصاً أنه يعد أحد رجال مبارك. وأثناء فض الاعتصام، قتل برصاصة أصابت قلبه، إضافة إلى الطالب في كلية الطب علاء عبد الهادي.
ألفه شباب ميدان التحرير. لا بل أحبوه. قرر بعضهم تكريمه بعد موته، فأنشأ محمد عبد البر ورضوان الصمدي دار "العماد" للعلوم الشرعية وأصول الفقه عام 2012. ويقول عبد البر الذي يتولى إدارة الدار إن "الفكرة بدأت قبل الثورة، وكانت ستحمل اسم دار الغزالي نسبة إلى الشيخ محمد الغزالي. لكن بعد موت الشيخ عماد عفت، فرض الاسم نفسه". وأوضح أن "الدار هي امتداد للأزهر الشريف، وتدرس فيها علوم اللغة والمنطق وأصول الفقه والأخلاق"، لافتاً إلى أنه "تم تخريج أكثر من ألفي طالب خلال العامين الماضيين".
ويسعي طلاب دار العماد إلى إنشاء سلسلة مدارس لنشر الدين الإسلامي الوسطي على يد مجموعة من علماء الأزهر.