وقال المتحدث باسم المكتب الإعلامي لـ "الجيش الأول" فراس الحوراني، إن "الأهداف المحددة في عملية كسر المخالب، هي أهداف عسكرية بحتة، وهي قوات النظام وحزب الله اللبناني ومليشيات أفغانية". وأضاف أن "لدى الجيش الأول قدرات عسكرية كبيرة، أهمها الضباط المنشقون عن قوات النظام الذين يتمتعون بالخبرة، وهم قادرون على تحديد أهدافهم بدقة، من دون المسّ بالمدنيين". واعتبر أن "هذه العملية سوف تسهم في وقف مصادر القصف المدفعي اليومي لقوات النظام، وتهز مراكز انطلاق مليشياته، وجعلها في حالة غير مستقرة، للتأثير في أصحاب القرار الميداني الوافدين، كحزب الله اللبناني والمليشيات الأفغانية".
وكان "الجيش الأول" التابع لتشكيلات "الجبهة الجنوبية"، قد أعلن السبت عن بدء معركة "كسر المخالب" ضد قوات النظام في محافظة درعا. وأوضح "الجيش الأول" في بيانه أنه "يعتبر كافة النقاط الأمنية والمواقع العسكرية في كل من مدينة الصنمين وبلدات جباب وكفر شمس وجدية وقيطة والقنية، هدفاً لنيران مدافعه ورشاشاته". وحذّر المدنيين من الاقتراب من تلك المواقع، مؤكداً رفع الجاهزية لدى تشكيلات المدفعية الثقيلة، وراجمات الصواريخ والهاون، وألوية المشاة التابعة له.
وذكر البيان أن "العملية تأتي رداً على المجازر التي يرتكبها النظام بحق المدنيين"، مشيراً إلى أنها "سوف تبدأ الإثنين (اليوم)". يذكر أن "الجيش الأول" بقيادة العقيد صابر سفر، تأسس في الثاني من يناير/كانون الثاني الماضي، بعد إعلان فصائل الثوار في درعا عن اتحادها في تشكيل يعتبر الأكبر من نوعه، ويُقدّر تعداده بعشرة آلاف مقاتل. وتأتي هذه العملية بالتزامن مع إعلان معركة أخرى للسيطرة على الطريق الدولي دمشق عمان، وقريتي قرفة ونامر، الواقعتين على هذا الطريق.
وفي السياق أيضاً، أصدرت "جبهة الشام الموحدة" التابعة لـ "الجيش الحر"، بياناً أعلنت فيه بدء ما وصفتها بـ "عمليات عسكرية على المراكز الأمنية والقطعات العسكرية، جنوب دمشق". وذكر البيان الذي نُشر على الموقع الرسمي للجبهة، أمس الأحد، أن "ألوية شهداء دمشق التابعة لجبهة الشام الموحدة، تعلن بدء عملية عسكرية تعتبر فيها مناطق: الزاهرة القديمة والجديدة والقزاز والبوابة ومحيط فرع الدوريات وفرع فلسطين وشارع نسرين، أهدافاً لنيرانها".
وأضافت الجبهة في بيانها أن "العملية تأتي رداً على مجازر قوات النظام في الغوطة الشرقية"، وحذّرت المدنيين والمقيمين قرب هذه النقاط، "الابتعاد عنها خلال 48 ساعة، اعتباراً من اليوم". ويتزامن هذا الإعلان مع تفاقم الأوضاع الإنسانية في جنوبي دمشق، حيث تواصل قوات النظام فرض حصار محكم على المنطقة منذ أكثر من عامين، تمنع خلاله دخول المواد الغذائية والطبية ودخول وخروج السكان، كما تقطع الكهرباء والوقود عن المنطقة، وقطعت قبل ستة أشهر المياه أيضاً. وقد أدى هذا الوضع إلى وفاة العشرات من السكان نتيجة سوء التغذية وغياب الرعاية الصحية.
ولفت مدير المكتب الخارجي للمجلس المحلي في حي الحجر الأسود جنوبي دمشق، يونس الجولاني، يوم السبت، إلى أن "نداء الاستغاثة الذي أطلقه وحذّر فيه من كارثة إنسانية في الحي جراء استمرار الحصار، لم يلق استجابة من أية جهة".
وأوضح أن "المكتب تلقّى وعوداً من مجلس محافظة القنيطرة، التابع للحكومة السورية المؤقتة، بإرسال مبلغ مالي طارئ، لكن لم يصل شيء حتى الآن". وأضاف أن "المجلس المحلي يحاول تأمين الغذاء، تحديداً حليب الأطفال بالدرجة الأولى، لكنه يعاني من نقص حاد في التمويل، ومن عدم اكتراث المنظمات والهيئات العاملة في المنطقة".
وحول إمكانية دخول المساعدات إلى المدينة إذا تم تأمينها، قال الجولاني، إن "قوات النظام لن تسمح بدخولها، من دون اتفاق هدنة معها"، لافتاً إلى أن المجلس المحلي "لا يستطيع الدخول في هدنة من دون موافقة الفصائل المسلحة التي تسيطر على المنطقة".
يذكر أن نحو 90 مدنياً، معظمهم أطفال ونساء قضوا جوعاً، أو قنصتهم قوات النظام خلال بحثهم عن الحشائش في البساتين المحيطة بالحي، كما سقط بعضهم ضحية القصف، وفقاً لإحصاءات المجلس المحلي للحي الذي يقطنه عشرين ألف نسمة.