بدّدت عملية تفجير الحافلة الإسرائيلية في القدس المحتلة، التي نفذها الشهيد عبد الحميد أبو سرور (19 عاماً)، حالة الهدوء التي شهدتها الهبّة الفلسطينية طيلة شهر أبريل/نيسان الحالي، وأعادت للأذهان العمليات التي ينفذها المقاومون بتفجير الحافلات الإسرائيلية. وتخيّم أجواء من الاحتقان والترقب في الأراضي الفلسطينية المحتلة، التي تعيش حصاراً محكماً عشية احتفالات الاحتلال بعيد الفصح اليهودي، إذ تم إغلاق كافة الحواجز الإسرائيلية المؤدية للأراضي الفلسطينية المحتلة عام 1948 بوجه العمال والزائرين، فضلاً عن منع المصلّين من الوصول إلى مدينة القدس المحتلة.
ويرى خبراء في الشأن الإسرائيلي أن عملية أبو سرور شكّلت صفعة للتنسيق الأمني الفلسطيني الإسرائيلي على كل المستويات، لا سيما أن الاعتراف بجهود هذا التنسيق جاء من أعلى الهرم في السلطة الفلسطينية وهو الرئيس محمود عباس، فيما جاءت الإشادة من أعلى المستويات الأمنية الإسرائيلية بأن الأمن الفلسطيني يقوم بواجبه على أكمل وجه لإحباط العمليات ضد الأهداف الإسرائيلية، حسب ما نشر الإعلام العبري. ويعتبر هؤلاء الخبراء أن عملية تفجير الباص التي نفذها ابن مخيم عايدة للاجئين قرب مدينة بيت لحم، تفتح صفحة لتحوّل نوعي في الهبّة الفلسطينية التي انطلقت منذ مطلع أكتوبر/تشرين الأول 2015، وما زالت مستمرة حتى الآن، وإن خفتت وتيرتها في الأسابيع الماضية.
ويرى الخبير في الشأن الإسرائيلي عادل شديد، في تصريحات لـ"العربي الجديد"، أن "عملية تفجير الحافلة في القدس المحتلة، تُعتبر تحوّلاً نوعياً في الهبّة الفلسطينية، إذ لم نشهد منذ سنوات تفجير حافلة إسرائيلية".
وعلى عكس ما هو معتاد من الإعلام الإسرائيلي، فقد أظهر تغطية حذرة في رصد العملية وتبعاتها، الأمر الذي يربطه المراقبون بعدم رغبة الإعلام وذلك عن قرار واضح، بإثارة مخاوف الشارع الإسرائيلي عشية عيد الفصح، لا سيما أن عملية التفجير التي نفذها أبو سرور يوم 20 الحالي، تأتي قبل أيام قليلة من احتفالات الاحتلال بالأعياد. ويقول شديد في هذا السياق، إن "الإعلام العبري لا يريد أن يسجّل أن عملية تفجير الباص في القدس انتصار، حتى لا يتم تقليد العملية من قبل فتية فلسطينيين آخرين". ويضيف: "لو أن هذه العملية كانت عملية طعن أو دهس، كما هي الأمور منذ سبعة شهور، لكانت عملية عادية، لكنها عملية نوعية وتشكّل نقلة في مسار عمليات المقاومة في الهبّة الحالية". ويرى شديد أن "عملية تفجير الحافلة عملية منظّمة، لأنها احتوت على متفجرات، لكن السؤال الذي سيبقى مفتوحاً هو إن كانت هذه العملية أخذت الطابع التنظيمي الرسمي بتوجيهات من قيادة حماس الرسمية؟".
اقــرأ أيضاً
وكانت قوات الاحتلال اعتقلت ستة مواطنين، اثنان منهم من أصدقاء أبو سرور، في مخيم عايدة، فضلاً عن حملة اعتقالات واسعة أخرى. ولفت الإعلام الإسرائيلي إلى أنه تم اعتقال مجموعة من الفلسطينيين الذين يقفون وراء التفجير، الأمر الذي يتعذر التأكد منه من مصادر فلسطينية، لسببين، الأول أن قوات الاحتلال تقوم بعمليات اعتقال يومية في مختلف أنحاء الضفة الغربية المحتلة تطاول ما بين 15 إلى 20 فلسطينياً كل يوم، وثانياً أن كل المصادر التي تحدثت عن اعتقال فلسطينيين ضالعين في التخطيط لعملية الحافلة هي معلومات إسرائيلية غير موثوق بها.
وشهدت الأسابيع الأربعة الماضية هدوءاً في وتيرة عمليات المقاومة، عزاه الاحتلال إلى التنسيق الأمني الجيد الذي تقوم به قوات الأمن الفلسطيني لإحباط العمليات، وتفتيش طلبة المدارس بحثاً عن سكاكين وأدوات حادة، فضلاً عن حملات اعتقال مدروسة نفذها الأمن الفلسطيني ضد شبان بذرائع مختلفة أهمها حيازة الأسلحة.
وانتقد خطيب المسجد الأقصى الشيخ عكرمة صبري في خطبته أمس، التنسيق الأمني الفلسطيني الإسرائيلي، وحذر "من تسريب عقارات سلوان، واستمرار الاقتحامات للأقصى وإبعاد المرابطين والمرابطات".
لكن شديد يرى أن الهدوء الكبير الذي ساد في الأسابيع الماضية لا يعتبر أمراً غريباً، قائلاً: "الهدوء أمر طبيعي جداً، لأن كل العمليات من سبعة شهور عمليات فردية، أي لا يوجد ناظم ومنظّم لها أو جهة تضع البرامج وتحدد الأهداف اليومية لها، أي أن من قام بها هم مجموعة من الأشخاص، يحركهم الظرف الملائم".
وشهد شهر مارس/آذار الماضي، استشهاد 18 فلسطينياً برصاص الاحتلال الإسرائيلي، على خلفية تنفيذ عمليات طعن ودهس وإطلاق نار، من بينهم سيدة و5 شهداء دون سن الثامنة عشرة. أما الشهر الحالي، فقد شهد هدوءاً لم يقطعه سوى استشهاد الشيخ إبراهيم برادعية (45 عاماً) قرب مخيم العروب جنوب الضفة الغربية، في الرابع عشر من الشهر الحالي، حين زُعم أنه حاول القيام بطعن جندي إسرائيلي، ما أدى إلى إصابته بجروح وتُرك ينزف إلى أن فارق الحياة.
اقــرأ أيضاً
ويرى خبراء في الشأن الإسرائيلي أن عملية أبو سرور شكّلت صفعة للتنسيق الأمني الفلسطيني الإسرائيلي على كل المستويات، لا سيما أن الاعتراف بجهود هذا التنسيق جاء من أعلى الهرم في السلطة الفلسطينية وهو الرئيس محمود عباس، فيما جاءت الإشادة من أعلى المستويات الأمنية الإسرائيلية بأن الأمن الفلسطيني يقوم بواجبه على أكمل وجه لإحباط العمليات ضد الأهداف الإسرائيلية، حسب ما نشر الإعلام العبري. ويعتبر هؤلاء الخبراء أن عملية تفجير الباص التي نفذها ابن مخيم عايدة للاجئين قرب مدينة بيت لحم، تفتح صفحة لتحوّل نوعي في الهبّة الفلسطينية التي انطلقت منذ مطلع أكتوبر/تشرين الأول 2015، وما زالت مستمرة حتى الآن، وإن خفتت وتيرتها في الأسابيع الماضية.
وعلى عكس ما هو معتاد من الإعلام الإسرائيلي، فقد أظهر تغطية حذرة في رصد العملية وتبعاتها، الأمر الذي يربطه المراقبون بعدم رغبة الإعلام وذلك عن قرار واضح، بإثارة مخاوف الشارع الإسرائيلي عشية عيد الفصح، لا سيما أن عملية التفجير التي نفذها أبو سرور يوم 20 الحالي، تأتي قبل أيام قليلة من احتفالات الاحتلال بالأعياد. ويقول شديد في هذا السياق، إن "الإعلام العبري لا يريد أن يسجّل أن عملية تفجير الباص في القدس انتصار، حتى لا يتم تقليد العملية من قبل فتية فلسطينيين آخرين". ويضيف: "لو أن هذه العملية كانت عملية طعن أو دهس، كما هي الأمور منذ سبعة شهور، لكانت عملية عادية، لكنها عملية نوعية وتشكّل نقلة في مسار عمليات المقاومة في الهبّة الحالية". ويرى شديد أن "عملية تفجير الحافلة عملية منظّمة، لأنها احتوت على متفجرات، لكن السؤال الذي سيبقى مفتوحاً هو إن كانت هذه العملية أخذت الطابع التنظيمي الرسمي بتوجيهات من قيادة حماس الرسمية؟".
وكانت قوات الاحتلال اعتقلت ستة مواطنين، اثنان منهم من أصدقاء أبو سرور، في مخيم عايدة، فضلاً عن حملة اعتقالات واسعة أخرى. ولفت الإعلام الإسرائيلي إلى أنه تم اعتقال مجموعة من الفلسطينيين الذين يقفون وراء التفجير، الأمر الذي يتعذر التأكد منه من مصادر فلسطينية، لسببين، الأول أن قوات الاحتلال تقوم بعمليات اعتقال يومية في مختلف أنحاء الضفة الغربية المحتلة تطاول ما بين 15 إلى 20 فلسطينياً كل يوم، وثانياً أن كل المصادر التي تحدثت عن اعتقال فلسطينيين ضالعين في التخطيط لعملية الحافلة هي معلومات إسرائيلية غير موثوق بها.
وشهدت الأسابيع الأربعة الماضية هدوءاً في وتيرة عمليات المقاومة، عزاه الاحتلال إلى التنسيق الأمني الجيد الذي تقوم به قوات الأمن الفلسطيني لإحباط العمليات، وتفتيش طلبة المدارس بحثاً عن سكاكين وأدوات حادة، فضلاً عن حملات اعتقال مدروسة نفذها الأمن الفلسطيني ضد شبان بذرائع مختلفة أهمها حيازة الأسلحة.
وانتقد خطيب المسجد الأقصى الشيخ عكرمة صبري في خطبته أمس، التنسيق الأمني الفلسطيني الإسرائيلي، وحذر "من تسريب عقارات سلوان، واستمرار الاقتحامات للأقصى وإبعاد المرابطين والمرابطات".
وشهد شهر مارس/آذار الماضي، استشهاد 18 فلسطينياً برصاص الاحتلال الإسرائيلي، على خلفية تنفيذ عمليات طعن ودهس وإطلاق نار، من بينهم سيدة و5 شهداء دون سن الثامنة عشرة. أما الشهر الحالي، فقد شهد هدوءاً لم يقطعه سوى استشهاد الشيخ إبراهيم برادعية (45 عاماً) قرب مخيم العروب جنوب الضفة الغربية، في الرابع عشر من الشهر الحالي، حين زُعم أنه حاول القيام بطعن جندي إسرائيلي، ما أدى إلى إصابته بجروح وتُرك ينزف إلى أن فارق الحياة.