انخفض، في الأسابيع الأخيرة، معدل الاعتداءات الإرهابية التي كان ينفذها مسلحو تنظيم "داعش"، في مناطق عدّة شمالي وغربي العراق بنسبة تصل إلى 60 في المائة، عمّا كانت عليه خلال شهري إبريل/نيسان ومايو/أيار الماضيين، اللذين شهدا تصعيداً خطيراً في عدد الهجمات خاصة بمحافظتَي صلاح الدين وكركوك، وذلك بحسب مسؤولين عراقيين بارزين في بغداد.
وتواصل القوات العراقية ممثلة بقوات الجيش وجهاز مكافحة الإرهاب تنفيذ عمليات نوعية ضد معاقل وجيوب إرهابية تتبع التنظيم، منذ أيام، في مناطق جبال حمرين وقرع جوغ وزمار ومخمور والحضر وصحراء الأنبار والثرثار وبيجي ومناطق عدّة من البلاد تشترك في كونها مناطق ذات تضاريس جبلية وصحراوية يسهل الاختباء والتحصن فيها لمسلحي "داعش" الذين يقدر مسؤولون ومراقبون أمنيون عددهم ببضع مئات يوصفون عادة بأنهم "بقايا التنظيم".
وبحسب مسؤول رفيع بوزارة الدفاع في بغداد، تحدث لـ"العربي الجديد، شرط عدم ذكر اسمه، فإنّ هجمات التنظيم في العراق تراجعت بنسبة تصل إلى 60 في المائة عمّا كانت عليه شهري إبريل ومايو الماضيين، بفضل عمليات جوية وبرية نفذت بمساعدة ومشاركة أميركيتين ضمن جهود التحالف الدولي أسفرت عن تفكيك خلايا إرهابية عدّة نشطة وتدمير مواقع لتنظيم، بينما تشير المعلومات إلى أنّ العمليات أحبطت مخطط التنظيم في التقاط أنفاسه وتنظيم صفوفه.
كشف مسؤول عن قرب تنفيذ عملية جديدة تشمل الشريط الحدودي العراقي السوري وعلى امتداد يصل إلى 600 كيلومتر
وأكّد أنّ تراجع معدل الاعتداءات الإرهابية شكل دافعاً لمواصلة العمليات التي تستهدف جيوب ومعاقل "داعش" في مناطق خارج المدن.
كذلك، تحدثّ مسؤول آخر عمّا وصفه بـ"نموذج ناجح" للشركة مع التحالف الدولي من خلال تنفيذ أكثر من 90 ضربة جوية في غضون أسابيع لمواقع وأنفاق وكهوف تحوي أنشطة لتنظيم "داعش"، لافتاً إلى أن العمليات المستمرة تتزامن مع أنشطة استخبارية جيدة للقوات الأمنية لملاحقة عناصر التنظيم الذين يُعرَفون بالخلايا المتأهبة.
وكشف المتحدث، لـ"العربي الجديد"، عن قرب تنفيذ عملية جديدة تشمل الشريط الحدودي العراقي السوري وعلى امتداد يصل إلى 600 كيلومتر من محور القائم ـ البو كمال ـ التنف غرباً مروراً بالبعاج ـ ريف دير الزور وانتهاء بربيعة ـ الحسكة شمالاً.
وأوضح أنّ "العملية الجديدة لا تستهدف فقط ثغرات نفاذ المسلحين والأسلحة بل حتى عصابات وشبكات التهريب والاتجار بالممنوعات".
من جهته، رأى الخبير العسكري العراقي حسين المالكي، في حديث لـ"العربي الجديد"، أنّ تراجع معدل هجمات تنظيم "داعش" ملموس، لكن الأهم من ذلك هو وقف الهجمات بشكل كامل في المدن التي تشهد خروقات أمنية.
وأشار إلى أنّ "الحكومة بحاجة لعملية تغيير في القيادات الأمنية التي ربما أصابها الكسل أو العجز عن تحديث خططها وأسلوب تعاملها مع بقايا التنظيم، لذا يكون الزج بقيادات أمنية وعسكرية جديدة في المناطق التي تشهد هجمات، ولو على نحو محدود، وتعزيز التعاون مع الأهالي وإعادة نظام المكافآت المالية لمن يدلي بمعلومات عن مسلحي التنظيم أو الأنشطة الإرهابية، كل ذلك سيكون مفيداً جداً، خاصة أن التنظيم لم يعد قادراً على تجنيد أحد لصفوفه لذا هو في مرحلة تآكل فعلية".