كان القائد الفلسطيني، صلاح خلف، "أبو إياد"، من أوائل المسؤولين الذين تحدثوا عن عملية فردان في قلب العاصمة اللبنانية بيروت، التي اغتيل فيها قادة منظمة التحرير الثلاثة: كمال عدوان، ويوسف النجار وكمال ناصر. إلا أن روايته كما أوردها في كتابه "فلسطيني بلا هوية"، تضع عملية الاغتيال في سياق "حرب الأشباح" بين الموساد الإسرائيلي ومنظمة التحرير الفلسطينية، على الأراضي الأوروبية. وسقط في هذه الحرب عدد من القادة الفلسطينيين، حتى ممّن لم يكونوا منخرطين في العمل العسكري أو الفدائي، مثل ممثلي منظمة التحرير في العاصمتين الإيطالية روما والفرنسية باريس على التوالي، وائل زعيتر ومحمود الهمشري، ومحاولة اغتيال كل من فاروق القدومي وهايل عبد الحميد وبسام أبو شريف، فضلاً عن اغتيال ممثل منظمة التحرير في العاصمة القبرصية نيقوسيا حسين أبو الخير، في 25 يناير/ كانون الثاني 1973.
وقد وضع "أبو إياد" عملية فردان في سياق "الردّ الإسرائيلي الصاعق والمباشر على اغتيال عميل الموساد سيمحا غيرلتز في نيقوسيا، ومحاولة تفجير منزل السفير الإسرائيلي هناك". ويذكر في الصفحة 182 من كتابه "فلسطيني بلا هوية"، أن "ما وُصف بردّ إسرائيل، كان صاعقاً، فغداة الهجوم المزدوج الذي صودف مع الذكرى الخامسة والعشرين لمجزرة دير ياسين، نزلت وحدة مغاوير إسرائيلية في بيروت، واغتالت ثلاثة من قادة المقاومة الرئيسيين: يوسف النجار، وكمال عدوان وكمال ناصر".
ويستعرض "أبو إياد" حالة التوتر التي كانت سائدة في حينه بين أنصار "الجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين" بقيادة نايف حواتمة، وأنصار "الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين" بقيادة جورج حبش، باعتبارها ساهمت، عملياً، في تراجع منسوب الحذر في تأمين مقارّ الفصيلين، ومقارّ قادة المنظمات في الحي الذي أقام فيه القادة الثلاثة.
اقرأ أيضاً: من حركات التحرر إلى حملات المقاطعة
ويشير "أبو إياد" في الصفحة 183 من كتابه، إلى أن "القادة الثلاثة أبلغوا رئيس منظمة التحرير ياسر عرفات، رداً على طلبه منهم توخّي الحذر وتعزيز الحراسة حول بيوتهم، بأنهم لا يريدون إزعاج الجيران بإقامة حماية لافتة للنظر في المبنى".
وعن عملية فردان في 9 أبريل/ نيسان 1973، يقول "أبو إياد"، "لاحظت وجود هرج في الشارع حول المبنى التابع لأنصار الجبهة الديمقراطية برئاسة حواتمة، والذي يقع على بعد نحو عشرة أمتار من المبنى الذي ينزل فيه الفدائيون الثلاثة. وحين سألت بعض هؤلاء عن الهرج، قالوا لي إن مغاويرهم مستنفرون بسبب الهجوم الوشيك الذي ستشنّه الجبهة الشعبية برئاسة حبش على مكاتبهم. استشطت غضباً وعبّرت لهم عن رأيي في هذا الخلاف الأخرق بين منظمتين من منظمات المقاومة، ممّن تقضي طبيعة الأمور عليهما بأن يكرّسا جهودهما لمحاربة العدو. وبطبيعة الحال لم أكن أعلم في تلك اللحظة كم أن الأحداث ستصوّب قولي".
ويمضي "أبو إياد" قائلاً: "بعد ثلاث ساعات وبينما كنت أستمع لشهادات ثلاثة من عناصر المقاومة شاركوا في عملية ميونيخ (خُطِفَ رياضيون إسرائيليون في دورة الألعاب الأولمبية الصيفية في مدينة ميونيخ الألمانية في عام 1972)، سمعت فجأة صوت عيارات نارية، فنظرت إلى ساعتي ووجدتها تشير إلى 12.30 بعد منتصف الليل. غضبت وقلت للعناصر إن المعركة الجارية هي على الأرجح معركة بين أنصار حبش وحواتمة".
ويضيف "ازدادت وتيرة إطلاق النار، وتلتها أصوات انفجارات قوية، وبدأت القذائف تنهمر على مبنى الجبهة الديمقراطية. وقلت في نفسي إنه من غير المحتمل بل من المستبعد أن يلجأ المهاجمون إلى مدافع الهاون، وفي ظلّ التساؤلات، قرع ناطور المبنى الذي كنّا فيه باب شقتنا وهو يصيح بصوت مخنوق: اليهود اليهود هنا! وكان يرتجف من رأسه إلى أخمص قدميه، ولم يستطع أن يضيف على هذه الكلمات شيئاً".
ولا ينسى "أبو إياد" الإشارة إلى أن "عملاء الموساد وقوات الكوماندوس الإسرائيلية، اهتموا بعد قتل كمال ناصر، بتركه ممدداً بوضعية المصلوب، فقاتِلوه لم يهملوا الرموز في عجالة مهمتهم المشؤومة. ولم ينسوا أن كمال مسيحي وناطق باسم منظمة التحرير الفلسطينية".
اقرأ أيضاً: زمن محمّد بوديّة
وقد وضع "أبو إياد" عملية فردان في سياق "الردّ الإسرائيلي الصاعق والمباشر على اغتيال عميل الموساد سيمحا غيرلتز في نيقوسيا، ومحاولة تفجير منزل السفير الإسرائيلي هناك". ويذكر في الصفحة 182 من كتابه "فلسطيني بلا هوية"، أن "ما وُصف بردّ إسرائيل، كان صاعقاً، فغداة الهجوم المزدوج الذي صودف مع الذكرى الخامسة والعشرين لمجزرة دير ياسين، نزلت وحدة مغاوير إسرائيلية في بيروت، واغتالت ثلاثة من قادة المقاومة الرئيسيين: يوسف النجار، وكمال عدوان وكمال ناصر".
اقرأ أيضاً: من حركات التحرر إلى حملات المقاطعة
ويشير "أبو إياد" في الصفحة 183 من كتابه، إلى أن "القادة الثلاثة أبلغوا رئيس منظمة التحرير ياسر عرفات، رداً على طلبه منهم توخّي الحذر وتعزيز الحراسة حول بيوتهم، بأنهم لا يريدون إزعاج الجيران بإقامة حماية لافتة للنظر في المبنى".
وعن عملية فردان في 9 أبريل/ نيسان 1973، يقول "أبو إياد"، "لاحظت وجود هرج في الشارع حول المبنى التابع لأنصار الجبهة الديمقراطية برئاسة حواتمة، والذي يقع على بعد نحو عشرة أمتار من المبنى الذي ينزل فيه الفدائيون الثلاثة. وحين سألت بعض هؤلاء عن الهرج، قالوا لي إن مغاويرهم مستنفرون بسبب الهجوم الوشيك الذي ستشنّه الجبهة الشعبية برئاسة حبش على مكاتبهم. استشطت غضباً وعبّرت لهم عن رأيي في هذا الخلاف الأخرق بين منظمتين من منظمات المقاومة، ممّن تقضي طبيعة الأمور عليهما بأن يكرّسا جهودهما لمحاربة العدو. وبطبيعة الحال لم أكن أعلم في تلك اللحظة كم أن الأحداث ستصوّب قولي".
ويمضي "أبو إياد" قائلاً: "بعد ثلاث ساعات وبينما كنت أستمع لشهادات ثلاثة من عناصر المقاومة شاركوا في عملية ميونيخ (خُطِفَ رياضيون إسرائيليون في دورة الألعاب الأولمبية الصيفية في مدينة ميونيخ الألمانية في عام 1972)، سمعت فجأة صوت عيارات نارية، فنظرت إلى ساعتي ووجدتها تشير إلى 12.30 بعد منتصف الليل. غضبت وقلت للعناصر إن المعركة الجارية هي على الأرجح معركة بين أنصار حبش وحواتمة".
ويضيف "ازدادت وتيرة إطلاق النار، وتلتها أصوات انفجارات قوية، وبدأت القذائف تنهمر على مبنى الجبهة الديمقراطية. وقلت في نفسي إنه من غير المحتمل بل من المستبعد أن يلجأ المهاجمون إلى مدافع الهاون، وفي ظلّ التساؤلات، قرع ناطور المبنى الذي كنّا فيه باب شقتنا وهو يصيح بصوت مخنوق: اليهود اليهود هنا! وكان يرتجف من رأسه إلى أخمص قدميه، ولم يستطع أن يضيف على هذه الكلمات شيئاً".
ولا ينسى "أبو إياد" الإشارة إلى أن "عملاء الموساد وقوات الكوماندوس الإسرائيلية، اهتموا بعد قتل كمال ناصر، بتركه ممدداً بوضعية المصلوب، فقاتِلوه لم يهملوا الرموز في عجالة مهمتهم المشؤومة. ولم ينسوا أن كمال مسيحي وناطق باسم منظمة التحرير الفلسطينية".
اقرأ أيضاً: زمن محمّد بوديّة