وذكرت صحيفة "نيويورك تايمز" اليوم الخميس، نقلاً عن مسؤولين أمنيين حاليين وسابقين في وزارة الأمن الداخلي، أن أجهزة الأمن ستقوم ابتداءً من يوم الأحد القادم بمداهمات واسعة النطاق على مستوى البلاد، لإلقاء القبض على عوائل المهاجرين السرييّن، وذلك ضمن إطار عملية لا تزال تفاصيلها قيد الدراسة والتغيير بشكل سريع.
ووفقاً للمصدر نفسه، فإن المداهمات التي ستنفذها وكالة إنفاذ قوانين الهجرة والجمارك، ستضم عمليات ترحيل جانبية يمكن إلقاء القبض ضمن إطارها على المهاجرين الذين لم يكونوا هدف العملية، لكنهم أصبحوا في موقعها.
ووفقاً للصحيفة، فإنّ هذه العملية ستشمل عشر أكبر مدن في أميركا، وتستهدف مهاجرين سبق أن صدرت في حقهم مذكرات تسليم، لكنهم يعيشون هناك بصورة غير قانونية، وتسعى "الهجرة والجمارك" إلى طردهم في أقرب فرصة.
وأجّلت إدارة ترامب موعد إطلاق العملية في الشهر الماضي، بسبب خلافات بشأنها في وزارة الأمن الداخلي المكلفة بتنفيذ عمليات الترحيل، إذ حذر بعض المسؤولين من أن البيت الأبيض يسعى إلى استغلال هذه العملية لإظهار العضلات، بهدف إجبار عوائل المهاجرين على الاقتراب إلى الحدود بين الولايات المتحدة والمكسيك.
من جهة ثانية، أعلنت السلطات الأميركية أمس الأربعاء، مباشرتها تحقيقات في اتهامات بحدوث تجاوزات تعرض لها مهاجرون أطفال من قبل عناصر في مركز بالقرب من الحدود مع المكسيك. ونقلت هذه الاتهامات شبكة "إن بي سي نيوز" عن تقارير رسمية عن الحوادث. وهي تتضمن شهادات أطفال في مركز للجمارك وحماية الحدود في الولايات المتحدة في يوما بولاية أريزونا.
وقالت الشبكة وفقاً لما نقلت عنها وكالة "فرانس برس"، إن فتاة في الخامسة عشرة من العمر قدمت من هندوراس اتهمت أحد موظفي المركز بممارسات غير لائقة وبملامستها أمام مهاجرين آخرين وموظفين، في تجاوز خلال فحص أمني روتيني. وأوضحت الفتاة في شهادتها أنها "شعرت بالحرج بينما كان الموظف يتحدث بالإنكليزية وموظفون آخرون يضحكون".
وأكدت إدارة الجمارك وحماية الحدود أنها "تأخذ كل الادعاءات على محمل الجدّ، وتحقق في كل الشكاوى الرسمية". وتابع ناطق باسم الوكالة في بيان، أن الإدارة "تعامل كل الذين تحت حراستنا بكرامة واحترام وتؤمن إمكانيات عديدة للإبلاغ عن أي ادعاءات بشأن السلوك السيئ". وأضاف أن "هذه الادعاءات لا تتطابق مع ما يجري في مؤسساتنا وسيخضع لتحقيق معمق". وأوضح المتحدث أن هذا الاتهام باعتداء جنسي مفترض، يخضع لتحقيق تجريه وزارة الأمن الداخلي.
وقال فتى من غواتيمالا في السادسة عشرة من العمر، أنه بعدما اشتكى مع مهاجرين آخرين من مذاق الأكل والمياه، أخذ عناصر الإدارة الفرش وأجبروهم على النوم على الأرض، حسب "ان بي سي نيوز". ويتهم فتى آخر هؤلاء العناصر بالتهجم على محتجزين كلما اقتربوا من النوافذ.
وأدان برلمانيون ديموقراطيون ظروف العيش "المخيفة" في مراكز احتجاز المهاجرين.
وأكدت مفوضة الأمم المتحدة السامية لحقوق الإنسان، ميشيل باشليه، أنها "صدمت" بظروف معيشة المهاجرين في الولايات المتحدة. ويؤكد عناصر الحدود الذين تلقوا دعم الرئيس دونالد ترامب، أن الوضع بات يفوق طاقتهم مع عبور عدد متزايد من المهاجرين الحدود الجنوبية للولايات المتحدة عبر المكسيك. وقد طلبوا إرسال تعزيزات.
(رويترز، فرانس برس)