تعهدت وزارة التربية العراقية بمعالجة حالات العنف في المدارس ضد الطلاب، وهددت بفصل المتورطين، في حين سجلت منظمات حقوقية عراقية تصاعداً، وصفته بالمقلق، في معدلات العنف من المدرسين خلال العام الدراسي الحالي.
وأثارت حادثة قطع جزئي لأذن طالب في المرحلة الابتدائية، بمدرسة العقيدة في محافظة ميسان (جنوب العراق)، من طرف معلمة قامت بسحبه من أذنه بقوّة لجره خارج غرفة الصف، ردود فعل كبيرة حول ظاهرة العنف، التي طالما حرصت المؤسسات التعليمية في العراق على تصنيفها ضمن الحوادث الفردية.
وتداول نشطاء على مواقع التواصل الاجتماعي مقطع فيديو يظهر تعرض تلميذ في مدرسة العقيدة الابتدائية في محافظة ميسان، وهو يرقد في مستشفى حكومي وقد تعرضت أذنه إلى قطع جزئي، بسبب قيام معلمته بسحبه بقوة منها، مما تسبب في إصابته بجروح بليغة.
وأعلنت وزارة التربية أنها شكلت لجنة تحقيق بشأن هذا الاعتداء، مبينة أنها فرضت عقوبات شديدة على كل من ثبت أنه يعتدي على الطلاب بالضرب.
وقالت المتحدثة باسم الوزارة، هديل العامري، اليوم الأحد، إن "وزارة التربية شكلت لجنة تحقيق للوقوف على ملابسات اعتداء معلمة على أحد تلاميذ الصف الأول ابتدائي في محافظة ميسان".
وأضافت أن الوزارة تشدد على كوادرها التدريسية بعدم ضرب الطلاب، مهما فعلوا، كما تدعو الطلبة إلى احترام المدرسين، مشيرة إلى "وجود عقوبات شديدة تنتظر كل مدرس أو مدرسة ثبت أنه اعتدى على أي طالب مهما كانت الدوافع، ومن ضمن تلك العقوبات العزل الوظيفي أو تحويل القضية إلى جنائية".
وفي سياق متصل، حذرت رئيسة لجنة التربية النيابية، سعاد جبار الوائلي، من تفشي ظاهرة العنف المدرسي، في أعقاب تعنيف تلميذ محافظة ميسان، مؤكدة لـ "العربي الجديد" أنه " رغم التعليمات المشددة التي أصدرتها وزارة التربية، والتي تمنع المعلمين من استخدام العقوبات الجسدية بحق الطلبة، إلا أن هذه الظاهرة وللأسف لا تزال متفشية بكثرة في مدارس العراق، وبعض المعلمين يعتقدون أن بمقدورهم فرض النظام في المدرسة من خلال العنف، ولا يدركون مدى خطورة هذا النوع من العقاب وانعكاساته السلبية على التلاميذ سواء جسدياً أو نفسيا".
على صعيد متصل، سجلت المنظمات المعنية بشؤون التربية ومتابعة العنف ضد التلاميذ ارتفاع معدل العنف في المدارس العراقية بنحو 40 في المائة داخل المدارس الابتدائية، و25 بالمائة بالنسبة للأقسام المتوسطة والإعدادية.
وقال رئيس منظمة حمورابي المعنية بشؤون التربية والعنف، الدكتور سالم علي، إن "العنف في زيادة مطردة في مدارسنا، خاصة في التعليم الابتدائي، وقد أثبتت دراسة ميدانية تنامي ظاهرة العنف في المدارس".
وأضاف أن "المرحلتين المتوسطة والإعدادية تشهدان تنامي ظاهرة العنف، إذ يتوهم الطالب أن الديمقراطية تتلخص في الاعتداء على المدرس والتدخين واستهلاك المخدرات، وكلها أمور تشجع على تفشي العنف، ويجب أن تعمل الوزارة على التحذير منها".
وكشف مركز رصد للتنمية، في تقرير له، أن العنف المدرسي الموجه ضد الكوادر التدريسية بالعراق ارتفع بشكل مخيف، لافتاً إلى أن " 49 بالمائة من المدارس الثانوية تستخدم العنف المفرط ضد الطلاب، كالضرب بالعصي والأيدي واستخدام وسائل مهينة ومذلة للطلاب في المرحلة الابتدائية، بينما تبلغ 25 بالمائة نسبة العنف في المدارس الثانوية"، مشيراً إلى أن الأمر لا يقتصر على الطلاب فقط.