عن الحرية
هناك مستويان للحرية، حرية على مستوى الفعل، وحرية على مستوى الفكر.. لا شك في أن الحرية على المستوى الأول محدودة، فأنت مقيد بقدرتك بحدود الإمكانات التي توفرها لك هذه القدرة، هذا من الجانب الطبيعي، لكنها أيضا مقيدة من جانب آخر هو الجانب الإخلاقي، سواء كنت تستمد أخلاقك من الدين أو من الأسس الإنسانية، فهذه أيضا لها حدودها وإن كانت تبدو أكثر انفتاحا من الدين.
وفي الواقع، فإن المجتمع هو المصدر الأول لأخلاقك، فهو فضاء عام تسبح فيه أحكام وقواعد صارمة يسندها الحس الجمعي، وفي هذا الحس يمارس الجميع دور الحاكم والمحكوم، فكل فرد يشعر بضغط المجتمع، لكنه هو نفسه يمارس الضغط على الآخرين، والخوف الكامن للمجتمع يتحول إلى سلاح أخلاقي يوجه ضد المارقين على ذاك المجتمع.
المستوى الآخر من الحرية، (حرية الفكر)، هو المهم، لأنه يتعلق بخاصية جوهرية للإنسان وهي خاصية الفكر، هذا من جهة، ومن جهة أخرى فإن القيود هنا تتميز بالتعقيد، فالكلام الذي ذكرناه عن المجتمع يدخل هنا أيضا، فالخطورة الحقيقية لضغط المجتمع هي أنه يدخل في صلب الوعي، بل إنه في الحقيقة يشكله بنسبة كبيرة، بعبارة أخرى، المجتمع يضع لك الخطوط العامة التي يسمح لك بالتفكير فيها.
كان هذا الأمر يمارس بشكل علني، حيث تضع السلطة الدينية والسياسية خطوطا حمراء لا يجوز للفكر الاقتراب منها، والآن يحدث هذا أيضا ولكن بنسبة أقل، لكن الذي تغير بشكل خطير هو أن تلك السلطة العلنية تحولت إلى سلطة خفية، الإعلام، الرأي العام، استطلاعات الرأي، نموذج النجاح (ممثلون ورياضيون ورجال أعمال ..إلخ)، آراء خبراء، وغيرها من الظواهر التي لا يبدو في الظاهر أنها تؤثر في تفكيرنا، لكن في الواقع فمعظم الناس لا تخرج أفكارهم عن نطاق ما يقال حولهم، وما يختلف هو فقط السلطة اللاوعية التي تحرك تفكيرهم.
وفي الواقع، فإن المجتمع هو المصدر الأول لأخلاقك، فهو فضاء عام تسبح فيه أحكام وقواعد صارمة يسندها الحس الجمعي، وفي هذا الحس يمارس الجميع دور الحاكم والمحكوم، فكل فرد يشعر بضغط المجتمع، لكنه هو نفسه يمارس الضغط على الآخرين، والخوف الكامن للمجتمع يتحول إلى سلاح أخلاقي يوجه ضد المارقين على ذاك المجتمع.
المستوى الآخر من الحرية، (حرية الفكر)، هو المهم، لأنه يتعلق بخاصية جوهرية للإنسان وهي خاصية الفكر، هذا من جهة، ومن جهة أخرى فإن القيود هنا تتميز بالتعقيد، فالكلام الذي ذكرناه عن المجتمع يدخل هنا أيضا، فالخطورة الحقيقية لضغط المجتمع هي أنه يدخل في صلب الوعي، بل إنه في الحقيقة يشكله بنسبة كبيرة، بعبارة أخرى، المجتمع يضع لك الخطوط العامة التي يسمح لك بالتفكير فيها.
كان هذا الأمر يمارس بشكل علني، حيث تضع السلطة الدينية والسياسية خطوطا حمراء لا يجوز للفكر الاقتراب منها، والآن يحدث هذا أيضا ولكن بنسبة أقل، لكن الذي تغير بشكل خطير هو أن تلك السلطة العلنية تحولت إلى سلطة خفية، الإعلام، الرأي العام، استطلاعات الرأي، نموذج النجاح (ممثلون ورياضيون ورجال أعمال ..إلخ)، آراء خبراء، وغيرها من الظواهر التي لا يبدو في الظاهر أنها تؤثر في تفكيرنا، لكن في الواقع فمعظم الناس لا تخرج أفكارهم عن نطاق ما يقال حولهم، وما يختلف هو فقط السلطة اللاوعية التي تحرك تفكيرهم.