لم يخلُ الدخول الثقافي الفرنسي خريف 2017، من إصدارات تتناول الثورة السورية وتحوّلاتها، كما هو شأن سوق الكتاب الغربي عموماً في السنوات الست السابقة.
من بين الكتب اللافتة الأخيرة كتاب "عن الحماسة.. قصة المحامية السورية رزان زيتونة"، للفرنسية جوستين أوجييه (1978)، عن "آكت سود".
يسرد الكتاب في قرابة 300 صفحة، قصة المعارِضة السورية، ويستقي شهادات عن نشاطها الإنساني والتوثيقي الذي قامت به منذ انطلاق الثورة السورية، وحتى تاريخ اختطافها من قبل جماعة "إسلامية" مسلحة في دوما بريف دمشق في كانون الأول/ ديسمبر 2013.
ربما يحمل عنوان الكتاب بعضاً مما قد توصف به كثير من الإصدارات الغربية حول ما يقع في سورية والمنطقة العربية برمّتها منذ 2011، إذ يتّسم الكثير منها بنوع من السطحية أو التسرّع أو النزوع نحو الأسطرة، والدافع في ذلك غالباً ما يكون "التحمّس" لفكرة العربي/الشرقي الذي ثار أخيراً، ويريد أن يصبح ديمقراطياً مثلنا/ على طريقتنا، أو "التحمّس" للدخول في سوق نشر مربحة (إعلامياً على الأقل)، ومتلهّفة لرواية قصة بطولية قادمة من الـ"هناك".
والحقيقة أن قصة رزان ومعها سميرة خليل وكثير من النشطاء السوريين، لا تخلو من بطولة واضحة، والتزام ثوري لا شكّ فيه، غير أن التركيز على ثنائية الإسلامي/ العلماني، وتضخيم أي أيقونة "علمانية" وممارسة نوع من "الإلحاقية" عليها، سرعان ما يعيدنا إلى مربعات الاستغلال الكولونيالية.