تستعد إسبانيا كما العالم أجمع لكلاسيكو كرة القدم، والذي لا يعتبر مجرد مباراة تجري في ملعب "سانتياغو برنابيو" في العاصمة مدريد أو في مدينة برشلونة بالـ"كامب نو". لقاء ريال مدريد ونظيره برشلونة أصبح صراعاً جماهيرياً بامتياز، إضافة لعوامل، أخرى منها التفوق الرياضي وحتى الاقتصادي وصولاً للشق السياسي ومحاولة انفصال إقليم كتالونيا.
"كلاسيكو العالم"، كما يحلو لعشاقه تسميته، شهد الكثير من الأحداث التاريخية، وسنحاول أن نعود سنوات إلى الوراء من أجل الإضاءة على لحظات متعلقة بالمباريات التي ربما غابت عن ذاكرة الجماهير، نستعرض في كل يومٍ لقاءً أو ربما أكثر حتى موعد القمة يوم 3 ديسمبر/ كانون الأول الشهر المقبل.
نعود اليوم إلى 27 نوفمبر/تشرين الثاني 1982 لنتطرق إلى اللقاء الذي جمع الطرفين على ملعب "سانتياغو برنابيو"، تلك المباراة كانت الوحيدة التي جرت في هذا التاريخ طوال مواجهات الفريقين منذ عام 1929 حتى 2016 في الدوري الإسباني لكرة القدم تحديداً.
حمل ذلك الكلاسيكو بين الغريمين الرقم 103 عام 1982، ويومها لم تنتظر الجماهير الكتالونية القليلة التي تواجدت في مدرجات معقل النادي الملكي الكثير من الوقت حتى تحتفل، حين استطاع اللاعب استيبان فيغو بينيتيز افتتاح باب التسجيل في الدقيقة 14 (من مواليد 17 يناير عام 1955 يبلغ من العمر حالياً 61 عاماً، كان يشغل مركز وسط الميدان، ولعب لصالح النادي الكتالوني من سنة 1977 حتى 1987، وسجل خلال تلك الفترة 18 هدفاً في 166 مباراة).
انتهى الشوط الأول من ذلك اللقاء بنتيجة 0-1، وتمنت الجماهير المدريدية أن يأتي هدف التعادل ثم الفوز بعد ذلك لكن الأمور لم تسر في صالحه حين ظهر اللاعب كويني في الدقيقة 86 مطلقاً رصاصة الرحمة ليهدي فريقه الانتصار (اسمه الكامل هو إنريكي كاسترو غونزاليس، ولد عام 1949 ويبلغ من العمر حالياً 67 عاماً، لعب من 1980 حتى 1984 مع نادي برشلونة وسجل 54 هدفاً في 100 مباراة).
هذه النقاط التي خطفها برشلونة من معقل الملكي دفع الأخير ثمنها غالياً في نهاية الموسم، حين حصد نادي أثلتيك بلباو اللقب بتحقيق 50 نقطة، وجاء ريال مدريد خلفه لكن بفارق نقطة واحدة (49)، أما برشلونة فقد جاء يومها رابعاً بـ44 نقطة خلف فريق أتلتيكو مدريد الثالث (46 نقطة).