في وسط ثقافي عربي يعاني من ندرة في الإصدارات التي تهتم بالمسرح والكتابة المسرحية، تعود مجلة "لبساط" المغربية للصدور بهيئة تحرير جديدة، بعد توقف طويل. المجلة التي تصدرها "النقابة المغربية لمهنيي الفنون الدرامية" ("النقابة المغربية لمحترفي المسرح" سابقاً)، جاءت في 150 صفحة متضمنة أبواباً ومواد فنية متنوعة. يستجيب إصدار العدد الجديد، لطبيعة المرحلة التي يعيشها المشهد الفني المغربي، سواء على مستوى "التشريع" أو على مستوى إعادة هيكلة القطاع ككل.
فبعد المصادقة على صيغة قانون الفنان، وعلى ضوء المراجعات التي تقوم بها وزارة الثقافة لسياسة الدعم المسرحي والفني، أضحى لصوت مجلة متخصصة لمهنيي الفنون الدرامية ما يبرّره على مستوى الإصدار والوجود.
تضمن العدد الجديد (صيف 2017)، مواد فنية ومهنية موزّعة على أبواب عدة كباب الأخبار والإصدارات، وقد تم تبويبها من خلال فضاءات، كفضاء الكاميرا الذي يتضمن مقالات في السينما والدراما التلفزيونية، وفضاء التكوين والبحث، وفضاء الركح الذي يحتوي على مقالات نقدية مسرحية، إلى جانب متابعات نقدية حول عروض مسرحية مغربية، ومقالات في المسرح الأمازيغي والحسّاني ومسرح الشارع.
حوار العدد، أجرته "لبساط" مع الفنان مسعود بوحسين، رئيس النقابة المغربية لمهنيي الفنون الدرامية، وفيه توقف عند التطورات الحديثة التي يعرفها المجال الفني اليوم في المغرب، وتناول الأسباب الاقتصادية لإخفاق الدراما التلفزيونية. فيما ينبّهنا محمد باكريم إلى أن التلفزيون ولد في "أحضان الدولة أما السينما فعلى هامشها". ويكتب محمد الشريف الطريبق عن "السينما الوطنية" بين الإبداع والصناعة السينمائية، ويعود عمر بلخمار الى أحد روائع السينما المغربية "السراب" للبوعناني.
عالج ملف العدد "وضعية الممثل المغربي بين التقنين والإكراهات المهنية"، وشمل استطلاعاً صحافياً ومقالاً لليلى التازورطي، يتناول مهنة التمثيل في علاقتها بالقوانين والأوضاع الاجتماعية للمهنيين. فيما توقف القانوني أمحمد الأزهر عند "حقوق فناني الأداء"، وتناول عز الدين بونيت "وضعية التشريع في المجال الفني"، ويتوقف الحسين الشعبي عند علاقة المسرح بـ"العيش الكريم".
في "فضاء الركح"، يستقصي طارق الربح طبيعة فُرجة مسرح الشارع، فيما يذهب عبد اللطيف الصافي إلى موضوع "تأصيل الفعل المسرحي داخل الثقافة الحسانية". وفي باب "قراءات"، نجد دراسة حول مسرحية "خريف" لـ محسن زروال، فيما تناول الحسين فسكا تناغم السرد والدراما في مسرحية "كل شيء عن أبي"، وكتب محمد السغروشني عن "دراماتورجية الغضب"، ومحمد لعزيز عن "المنعطف المسرحي الأمازيغي الحديث"، وقارب أسامة السروت الإضاءة في العرض المسرحي المغربي.