وأكد البيان الصادر عن ديوان نتنياهو أن رجل أمن السفارة الإسرائيلية، الذي أطلق النار على المواطنين الأردنيين، كان بين العائدين إلى تل أبيب.
وكان موقع "معاريف" قد أشار إلى أن مبعوث الرئيس الأميركي لعملية السلام في الشرق الأوسط، جيسون غرينبلات، توجه اليوم بعد لقائه بنتنياهو إلى عمان للبحث في تفاصيل الصفقة التي ستشمل رفع البوابات الإلكترونية وإعادة الطاقم الإسرائيلي من السفارة الإسرائيلية في عمان.
كما أن رئيس الشاباك الإسرائيلي، ندتاف أرجدمان، وصل إلى عمان ظهر اليوم، وأجرى المفاوضات مع الجانب الأردني.
وقالت القناة العاشرة إنه تسنى إنهاء الأزمة بعد اتصال هاتفي بين نتنياهو والعاهل الأردني، الملك عبد الله، حول مبادئ حل الأزمة.
من جهة أخرى عرضت الشرطة، خلال اجتماع الكابينيت الإسرائيلي، اقتراحات بديلة للبوابات الإلكترونية التي نصبها الاحتلال على مداخل الأقصى قبل عشرة أيام.
ونقلت مواقع إخبارية إسرائيلية أنه سمح بنشر أن رئيس جهاز الأمن العام الإسرائيلي (الشاباك) توجه، ظهر اليوم، إلى عمان، وأجرى مفاوضات مع الطرف الأردني، ثم عاد وأطلع رئيس الحكومة، بنيامين نتنياهو، على فحوى هذه المفاوضات.
وأعلن ديوان نتنياهو، قبل ساعات، أن الطرف الأردني لم يطلب خلال هذه المفاوضات ربط حادثة السفارة في عمان بإزالة الأبواب الإلكترونية، التي وضعها الاحتلال على بوابات المسجد الأقصى.
ونقل موقع "معاريف" عن مصادر سياسية إسرائيلية قولها إن "هناك رغبة لدى الطرفين في حل الأزمة، وإن قرارات بهذا الخصوص ستتخذ قريبا".
في المقابل، قال مصدر سياسي إسرائيلي لـ"تطبيق 360" الإعلامي اليميني في إسرائيل إن "التوتر في العلاقات الأردنية الإسرائيلية خطير، وينطوي على خطر على حياة الدبلوماسيين الإسرائيليين المتحصّنين في مقر السفارة الإسرائيلية في عمان، على ضوء إصرار السلطات الأردنية على التحقيق مع حارس الأمن الإسرائيلي"، بينما تدعي الحكومة الإسرائيلية أنه يتمتع بحصانة، وبالتالي لا يجوز التحقيق معه وفق ميثاق فيينا.
وكان رئيس الحكومة الإسرائيلية قد ذكر، في وقت سابق اليوم، أنه "ستتم إعادة حارس الأمن المذكور إلى إسرائيل"، وأنه يعمل على هذا بـ"حزم وإصرار".
وأشارت المواقع الإسرائيلية المختلفة إلى "المخاوف الإسرائيلية من اندلاع حالة غضب في الشارع الأردني، ومن ضغوط على العاهل الأردني بعدم تسليم حارس الأمن"، فيما قال محللون إسرائيليون إن "بمقدور العاهل الأردني إنهاء الأزمة بقرار منه، وإن كان يتعرض لضغوط بسبب حساسية الأوضاع في الأردن".
وأبلغ مصدر سياسي موقع "معاريف" أن الأزمة تدار عبر اتصالات على أرفع مستوى، وأن "هذا الملف يمكن حله فقط عبر قرار واتفاق بين العاهل الأردني وبين بنيامين نتنياهو".
وأضاف المصدر أن "جزءا من المشكلة يكمن في الحساسية الكبيرة للغاية في الطرف الأردني، بفعل خوفهم من جمهورهم، ومن اشتعال الأوضاع وتدهورها إلى اضطرابات يمكن أن تطيح بكرسي الملك".
اتصال بين العاهل الأردني ونتنياهو
إلى ذلك، بحث العاهل الأردني، في اتصال هاتفي، اليوم الإثنين، مع رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، الأزمة في المسجد الأقصى والحرم القدسي الشريف، حسب ما أعلن الديوان الملكي، فيما كان لافتا عدم الإشارة إلى التطرق لحادثة السفارة الإسرائيلية في عمان التي أقدم فيها ضابط إسرائيلي على قتل أردنيين.
وقال الديوان الملكي، في بيان وصل إلى "العربي الجديد"، إن الملك شدد على "ضرورة إيجاد حل فوري وإزالة أسباب الأزمة المستمرة في الحرم القدسي الشريف، بما يضمن إعادة الأوضاع إلى ما كانت عليه قبل اندلاعها، وفتح المسجد الأقصى بشكل كامل".
وحسب البيان، أكد العاهل الأردني، أيضا، على "ضرورة إزالة ما تم اتخاذه من إجراءات من قبل الطرف الإسرائيلي منذ اندلاع الأزمة الأخيرة، وأهمية الاتفاق على الإجراءات لمنع تكرار مثل هذا التصعيد مستقبلا، وبما يضمن احترام الوضع التاريخي والقانوني القائم في الحرم القدسي الشريف".
ويأتي الاتصال بعد يوم من إقدام ضابط إسرائيلي على قتل أردنيين داخل شقة مستأجرة لصالح السفارة، في حادثة أثارت الرأي العام الأردني، ولا يزال الغموض يلف تفاصيلها.