هو عند البابليين والآشوريين "يوم الزينة"، وعند الرومان "عيد القمر"، وعند الفرس "النيروز"، وعند الجرمانيين "عيد إستر"، وعند المصريين "شم النسيم".
يُشاع أنّ العبارة تعود إلى لفظة "شمو" الفرعونية، ومعناها عيد الخلق أو بعث الحياة، ثمّ تعرّض اللفظ للتحريف حين انتقل للغة العربية وفُهِمَ أنه بمعنى الاستنشاق، فأضيف إليه لفظ "النسيم" لارتباط ذلك اليوم بالربيع، وما يصاحبه من اعتدال الجو، واعتياد الناس على الخروج إلى المتنزهات.
اللاهوتيون يعتبرون "شمّ النسيم" كلمة قبطية، تعني: "بستان الزروع". "شوم" تعني "بستان"، و"نيسيم" تعني "الزروع"، وأنه مع مرور الزمن، وبمساعدة النحت الشعبي للألفاظ، ظنّ الكثيرون أنها كلمة عربية الأصل.
نشأ الاختلاف حول أصل الكلمة بسبب الربط الزمني بين "شم النسيم" و"عيد القيامة". إذ يحتفل المصريون به سنوياً في شهر برمودة، في الاثنين التالي ليوم الأحد، الموافق عيد القيامة المجيد، طبقاً لتقويم الكنيسة القبطية الأرثوذوكسية.
أسطورة هاتور
ارتبط عيد الربيع في أوّل الأمر بالتقويم الفرعوني. وهناك تأصيل لحكاية يوم "شمّ النسيم" يربطه بأسطورة الإلهة "هاتور"، التي خدعها الإله "رع" بحيلة أنقذت المصريين من شرورها. والإلهة هاتور(حتحور) في هذه الأسطورة تختلف عن شخصيتها في التاريخ المدوّن، حيث يعدّها القدماء إلهة السماء والحبّ والجمال والأمومة والسعادة والموسيقى والخصوبة.
تحكي الأسطورة أن المصريين تمرّدوا على "رع"، إله الشمس، فسلّط عليهم "هاتور"، لتنتقم منهم جزاءً لكفرهم، فأثخنت فيهم وأعملت فيهم الهلاك، ولما رأى "رع" ما حلّ بالناس عفا عنهم وبادر إلى حيلة لإنقاذ البقية الباقية منهم، قبل أن تفتك "هاتور" بهم.
أمرَ "رع" النساء أن يطحنّ الشعير ويصنعنه جعة، وأنفذ الرسل إلى جزيرة "فيلة" بأسوان، فحملوا إلى هناك ثماراً أرجوانية وقرمزية يُتّخذ منها عصيرٌ أحمر مسكر هو النبيذ. ثم مزجت الجعة بعصير تلك الثمار، فكان مزيجها شراباً أحمر بلون الدم. ثم أريق الشراب في المكان الذي وقعت فيه المذبحة.
قدمت "هاتور" في الصباح، فظنّت أن الشراب المراق هو دماء القتلى، فشربت منه وسكرت وثقل رأسها؛ فنامت، ونجا الناس من بطشها وفتكها، فسعد الناس بالخلاص، وشرّع لهم "رع" الاحتفال بذلك اليوم عيداً سنوياً.
وفي الثقافة الإسرائيلية، تزامن خروج اليهود من مصر مع الاحتفالات بأعياد الربيع الفرعونية. وإذ كره اليهودُ المصريين كرهاً شديداً، فإنهم غيّروا تعاملاتهم بالتقويم المصري إلى التقويم البابلي، لكنهم حدّدوا يوم خروجهم ضمن التقويم البابلي وأسموه "عيد الفصح"، لأنه كان يومَ الخلاص من فرعون وجنوده، واتخذوه عيداً، واعتبروه بداية للسنة.
ويرد في "سفر الخروج" أن اليهود خرجوا من مصر حاملين معهم ما سلبوه من ذهب المصريين وثرواتهم، لانشغالهم بالاحتفال بالعيد، وفي "العهد القديم" أنّهم: "طلبوا من المصريين أمتعة فضة وأمتعة ذهب وثياباً، وأعطى الرَّب نعمة للشعب في عيون المصريين حتى أعاروهم، فسلبوا المصريين".
المسيحيون الشرقيون
أجبرت الظروف السياسية الشرقيين على تغيير تقويمهم إلى التقويم الروماني. وأرسل المسيح الذي ظلّ يحتفل بعيد الفصح مع بني إسرائيل في يوم الاعتدال الربيعي. ويعتقد المسيحيون أن اليهود تآمروا على صلبه يوم 7 أبريل/نيسان سنة 30م، وهو اليوم الذي يعقب عيد الفصح مباشرة، كما اعتقدوا أنه صلب في ذلك اليوم، وأنه قام من بين الأموات في يوم الأحد التالي من الصلب مباشرة.
ثم لاحظ "جريجوري 13"، بابا روما، سنة 1582 أنّ الاعتدال الربيعي يقلّ عشرة أيام في التقويم التقليدي (البولياني)، فقام بإصلاح الخطأ، فأصبح عيد الفطر تبعاً للجريجوريين مختلفاً عن غيرهم، فتبعه جميع المسيحيين باستثناء الأقباط الذين لا يزالون متمسكين بالتقويم القديم. حيث لا يزالون يعتبرون الاعتدال الربيعي في 25 برمهات (يوافق 3 أبريل).
بما يعني اختلاف عيد الفصح عند الغربيين عنه عند الأقباط، لأن الاختلاف كان منصبّاً على الدورة القمرية. ولما كان شمّ النسيم عيداً مصرياً في أساسه، فقد كان حظّه أن يكون يوم الاثنين التالي لأحد القيامة، الذي يرتبط بحسابات الأقباط وتقاليد كنيستهم.
يُشاع أنّ العبارة تعود إلى لفظة "شمو" الفرعونية، ومعناها عيد الخلق أو بعث الحياة، ثمّ تعرّض اللفظ للتحريف حين انتقل للغة العربية وفُهِمَ أنه بمعنى الاستنشاق، فأضيف إليه لفظ "النسيم" لارتباط ذلك اليوم بالربيع، وما يصاحبه من اعتدال الجو، واعتياد الناس على الخروج إلى المتنزهات.
اللاهوتيون يعتبرون "شمّ النسيم" كلمة قبطية، تعني: "بستان الزروع". "شوم" تعني "بستان"، و"نيسيم" تعني "الزروع"، وأنه مع مرور الزمن، وبمساعدة النحت الشعبي للألفاظ، ظنّ الكثيرون أنها كلمة عربية الأصل.
نشأ الاختلاف حول أصل الكلمة بسبب الربط الزمني بين "شم النسيم" و"عيد القيامة". إذ يحتفل المصريون به سنوياً في شهر برمودة، في الاثنين التالي ليوم الأحد، الموافق عيد القيامة المجيد، طبقاً لتقويم الكنيسة القبطية الأرثوذوكسية.
أسطورة هاتور
ارتبط عيد الربيع في أوّل الأمر بالتقويم الفرعوني. وهناك تأصيل لحكاية يوم "شمّ النسيم" يربطه بأسطورة الإلهة "هاتور"، التي خدعها الإله "رع" بحيلة أنقذت المصريين من شرورها. والإلهة هاتور(حتحور) في هذه الأسطورة تختلف عن شخصيتها في التاريخ المدوّن، حيث يعدّها القدماء إلهة السماء والحبّ والجمال والأمومة والسعادة والموسيقى والخصوبة.
تحكي الأسطورة أن المصريين تمرّدوا على "رع"، إله الشمس، فسلّط عليهم "هاتور"، لتنتقم منهم جزاءً لكفرهم، فأثخنت فيهم وأعملت فيهم الهلاك، ولما رأى "رع" ما حلّ بالناس عفا عنهم وبادر إلى حيلة لإنقاذ البقية الباقية منهم، قبل أن تفتك "هاتور" بهم.
أمرَ "رع" النساء أن يطحنّ الشعير ويصنعنه جعة، وأنفذ الرسل إلى جزيرة "فيلة" بأسوان، فحملوا إلى هناك ثماراً أرجوانية وقرمزية يُتّخذ منها عصيرٌ أحمر مسكر هو النبيذ. ثم مزجت الجعة بعصير تلك الثمار، فكان مزيجها شراباً أحمر بلون الدم. ثم أريق الشراب في المكان الذي وقعت فيه المذبحة.
قدمت "هاتور" في الصباح، فظنّت أن الشراب المراق هو دماء القتلى، فشربت منه وسكرت وثقل رأسها؛ فنامت، ونجا الناس من بطشها وفتكها، فسعد الناس بالخلاص، وشرّع لهم "رع" الاحتفال بذلك اليوم عيداً سنوياً.
وفي الثقافة الإسرائيلية، تزامن خروج اليهود من مصر مع الاحتفالات بأعياد الربيع الفرعونية. وإذ كره اليهودُ المصريين كرهاً شديداً، فإنهم غيّروا تعاملاتهم بالتقويم المصري إلى التقويم البابلي، لكنهم حدّدوا يوم خروجهم ضمن التقويم البابلي وأسموه "عيد الفصح"، لأنه كان يومَ الخلاص من فرعون وجنوده، واتخذوه عيداً، واعتبروه بداية للسنة.
ويرد في "سفر الخروج" أن اليهود خرجوا من مصر حاملين معهم ما سلبوه من ذهب المصريين وثرواتهم، لانشغالهم بالاحتفال بالعيد، وفي "العهد القديم" أنّهم: "طلبوا من المصريين أمتعة فضة وأمتعة ذهب وثياباً، وأعطى الرَّب نعمة للشعب في عيون المصريين حتى أعاروهم، فسلبوا المصريين".
المسيحيون الشرقيون
أجبرت الظروف السياسية الشرقيين على تغيير تقويمهم إلى التقويم الروماني. وأرسل المسيح الذي ظلّ يحتفل بعيد الفصح مع بني إسرائيل في يوم الاعتدال الربيعي. ويعتقد المسيحيون أن اليهود تآمروا على صلبه يوم 7 أبريل/نيسان سنة 30م، وهو اليوم الذي يعقب عيد الفصح مباشرة، كما اعتقدوا أنه صلب في ذلك اليوم، وأنه قام من بين الأموات في يوم الأحد التالي من الصلب مباشرة.
ثم لاحظ "جريجوري 13"، بابا روما، سنة 1582 أنّ الاعتدال الربيعي يقلّ عشرة أيام في التقويم التقليدي (البولياني)، فقام بإصلاح الخطأ، فأصبح عيد الفطر تبعاً للجريجوريين مختلفاً عن غيرهم، فتبعه جميع المسيحيين باستثناء الأقباط الذين لا يزالون متمسكين بالتقويم القديم. حيث لا يزالون يعتبرون الاعتدال الربيعي في 25 برمهات (يوافق 3 أبريل).
بما يعني اختلاف عيد الفصح عند الغربيين عنه عند الأقباط، لأن الاختلاف كان منصبّاً على الدورة القمرية. ولما كان شمّ النسيم عيداً مصرياً في أساسه، فقد كان حظّه أن يكون يوم الاثنين التالي لأحد القيامة، الذي يرتبط بحسابات الأقباط وتقاليد كنيستهم.