في 21 حزيران/ يونيو من كلّ عام، تحتفل كثير من المدن الفرنكفونية وقليل من غير الفرنكفونية بعيد الموسيقى، ويشهد هذا العام السنة الثامنة والثلاثين لهذا المهرجان الذي انطلق من فرنسا محتفياً بموسيقى الشوارع والكرنفالات قبل أن يتحوّل شيئاً فشيئاً إلى مهرجان عالمي، وتحتفي به كلّ مدينة على طريقتها، مع الحفاظ على فكرة الاحتفالية في الفضاء العام.
الاحتفال ضخم حقاً وله شعبية كبيرة، وتقدّر فعالياته في فرنسا وحدها بآلاف الحفلات، وفي 2017 خرج قرابة عشرة ملايين شخص من كافّة الأعمار في الشوارع في هذا المهرجان، وعادة ما تبدأ الاحتفالات في العصر وتستمر حتى منتصف الليل.
مئات الفرق من محترفة وهواة، من الجوقات التقليدية، والموسيقى الكلاسيكية، والروك، والبوب، والموسيقى البديلة، ومجموعات الدي جي، في حالة ترضي كل ذائقة واختيار.
من جهة أخرى، فإن فرنسا التي اعتادت صخب المهرجان وجنونه، باتت تحتفل بهذا العيد في السنتين الأخيرتين وسط أجواء أمنية مشدّدة، خوفاً من وقوع هجمات إرهابية أو اعتداءات من أي نوع، ففي عام 2010 والعام الماضي نشرت الشرطة الفرنسية قرابة أربعة آلاف عنصر في شوارع باريس فقط.
المفارقة أن مبتكر هذا اليوم، هو الأميركي جويل كوين، الذي عمل منتجاً للإذاعة الوطنية الفرنسية في نهاية السبعينيات، ثم قرّر أن يجعل من يوم 21 يوم انقلاب موسيقي في الإذاعة، لأنه أطول يوم صيفي في السنة، وفي عام 1982، ثبتت الحكومة الفرنسية هذه الفكرة وجعلتها حدثاً رسمياً وشعبية منذ ذلك الحين.
لم يستغرق بقية العالم وقتاً طويلاً ليصلهم نبض المهرجان، بفضل المعاهد الثقافية الفرنسية المنتشرة، وسرعان ما أصبح نجاحاً دولياً أيضاً، بمشاركة 120 بلداً، وقد أقيم في 700 مدينة من العالم حتى الآن من البرازيل إلى أستراليا وحتى مدن المغرب ومصر.
لكن الإسكندرية تحتفل بعيد الموسيقى مبكراً هذا العام، الذي يعتبر العام الثقافي المصري الفرنسي المشترك، فيقام مهرجان الموسيقى في 19 من الشهر الجاري، بدلاً من 21. ويتضمّن لقاء الفرق المشاركة الاجتماع على تقديم أغنيات الراحل رشيد طه (1958-2018) بنكهة جديدة.
يشارك في الحفل الذي يقام في المعهد الثقافي الفرنسي في الإسكندرية، كلّ من فرقة الدور الأول التي تقدّم الجاز الشرقي، وفنان الراي المستقبلي سفيان سعيدي ومازلدا، والديو عازف الكمان عزمي مجدي وعازف الإيقاع محمد نبيل، ويشارك بتجهيز فيديو حركي الفنان عماد مبروك.