بموازاة ذلك، وقّعت بن علي كتابها الذي يحمل عنوان "روميو وليلى" الصادر عن مكتبة وفضاء "الكتبجية" في العاصمة المصرية، الذي تتناول فيه تجوالها بين أماكن عدّة في بلجيكا والهند وبلدها تونس، في سردٍ لتجاربها وتفاعلها مع المكان، وعلاقتها بناسه ومعايشاتها بينهم.
في حديثها لـ"العربي الجديد"، تقول مؤسّسة "الكتبجبة" دينا الغمري إن "الكتاب من نوع القصص الخيالية المرسومة من خلال فن الكولاج، وهو إن كان قصّة خيالية فهو مبني علي تجارب حقيقية مرّت بها الفنانة وجعلتها أساساً للكتابة، لتقدّم من خلاله اختبارها لكلّ ما هو مختلف عنها ثقافياً واجتماعياً وكيفية تقبّلها له، وقد تمّ تأليف الكتاب باللغة الفرنسية، وصدر مترجماً في نسختين بالعربية والإنكليزية".
لا ترى بن علي نفسها كاتبة، حيث تشير إلى أنها "حكّاءة تروي الأحداث وتحاول أن توصل مخيلتها إلى الآخرين"، وهي تجد الكتابة جزءاً لا يتجزأ من حياتها اليومية".
تستعد الآن لإطلاق أغنيتها الجديدة التي كتبتها، وتقول فيها "في دين الحب، المحبة غارقة والحبيب طريق والجمال سنة/ في دين الحب، المحبة طريقة والحبيب طريق والجمال سنة والصدق شريعة والشوق إيمان، وإن تعدّدت الطرق والطرائق والطرقات، فإني واحد دائماً".
بعد تخصّصها في دراسة "الفن الغرافيكي" من "جامعة سانت لوكاس" البلجيكية علم 1988، توزّعت اهتماماتها بين النحت والمسرح والفنون الأدائية، قبل أن تطلق أغنيتها الأولى "هريسة البرية"(2000)، وتتفرّغ بعدها للموسيقى، ثمّ قدّمت مشروعها "كيفاش انت" (2001) الذي يركّز على الموسيقى العربية الراقصة منذ عشرينات القرن الماضي.
تتالت أعمالها التي تعاونت في تنفيذها مع موسيقيين مصريين وتونسيين وبلجيكيين وفنلنديين، وصولاً إلى ألبومها "كن رسولاً" (2015)، والذي استند إلى إنتاج نصوص صوفية وعرفانية عربية بإيقاعات غربية على آلات الغيتار والكمان والساكس.
يتضمّن ألبومها الأخير "موصول" (2016) قصائد لـ السهروردي، ولميعة عبّاس، وعبد الله غنيم، وابن الملوح، وهاني نديم، ومصطفى إبراهيم، وأخرى كتبتها بن علي نفسها، حيث تقول في إحداها: "انقطع الوصل والحب موصول، تستطيل المسافات، وتنقطع السبل، والشوق باق، والمحبة في القلوب تجول".