كثيرة هي وجهات الجزائريين للاحتفال برأس السنة الميلادية، احتفالات يراها البعض عادة والبعض الآخر يراها فرصة لتغيير الأجواء واكتشاف مناطق لم يقوموا بزيارتها من قبل، في بلد تتجاوز مساحته المليوني كيلومتر مربع، ومن بين هذه المناطق مدينة غرداية الجاذبة للجزائريين والأجانب مع نهاية سنة وبداية أخرى، لخصوصيتها واختلافها عن معظم المدن الجزائرية.
وتستقطب غرداية، جنوب العاصمة الجزائرية، العشرات من السياح الأجانب للاحتفال بنهاية السنة، في أجواء ساحرة في منطقة بني ميزاب، المكان الذي يضم عديد القصور والأحياء القديمة منذ آلاف السنين، فضلا عن الهندسة والنمط العمراني الفريد من نوعه.
هي أحياء تسمى بالقصور، تتوزع على مناطق وادي ميزاب وقصور المنيعة وزلفانة ومتليلي، أخذت مواقعها الصخرية التي تتميز بالأشكال الهندسية التي صممت بها.
وتشهد هذه المواقع في نهاية كل سنة إقبالاً كبيراً من السياح، سواء الجزائريين أو الأجانب الذين يجدون متعتهم في مراقبة غروب الشمس في مثل هذه الأماكن التي تتربع على مساحة هائلة وتعزل المدينة الحديثة بالقصور القديمة. ويأتي السياح من إيطاليا وفرنسا وألمانيا بغية اكتشاف الواحات والقصور القديمة في مثل هذه الفترة من السنة.
"كثيرون يستمتعون بهدوء المنطقة وسكونها، وبغناها الطبيعي من وديان ونخيل وصحراء" يقول سيد علي، القادم من العاصمة الجزائرية، لـ"العربي الجديد". لافتاً إلى أن الجزائر كدولة جنة على الأرض، فكلما تقدمنا من الشمال نحو الجنوب اكتشفنا مناطق غابت عن الأعين ولم نتمكن من التسويق لها محلياً وخارجياً، خصوصا منطقة بني يزقن، وقصورها العتيقة التي باتت تشد الزائرين وتثير فضولهم في اكتشاف المنطقة ككل.
وتزخر المنطقة بقصر بني يزقن وقصر تافلاليت، المتميزين بهندستهما المعمارية المختلفة عن القصور الموجودة في عديد المناطق جنوب الجزائر، وأصبحا معلمين سياحيين يستقطبان السياح الأجانب. كما يهتم السياح بالمنازل القديمة التي تجذبهم وتستدعي فضولهم، ويجدون في واحات النخيل مكاناً للراحة والاستجمام، في أجواء مختلفة عن مناطق أخرى.
وشيدت القصور على هضبة صخرية، لونها يتخلله البني الذي يميل إلى البرتقالي مع القليل من الأبيض الذي يبرز الأشكال الهندسية المرتبطة بالمنطقة، وهو ما يجعلها مختلفة عن عديد المناطق السياحية في الجزائر، وجذبت إليها المهندسين والمعماريين لدراستها ورؤية اختلاف بناياتها التي توحي بعبقرية البناء المنسجم مع طبيعة المكان.
ورغم ما تزخر به المنطقة من إمكانيات، إلا أن سياحا أكدوا، في تصريحات متفرقة لـ"العربي الجديد"، أنها رغم ذلك مازالت تفتقد أماكن الراحة بمقاييس دولية، وصعوبة استقبال الآلاف من السياح بالنظر إلى عدم تهيئتها سياحياً. في المقابل، كثيرون يرونها مكاناً جميلاً لقضاء احتفالات نهاية السنة والمشاركة في الفعاليات التي تحتضنها في هذه المناسبة.