بهذه القصيدة على مسامع الحاضرين في حفل "ابتهالات رمضانية" الذي أحيَاه على مسرح كتارا في العاصمة القطرية الدوحة، وجّه الفنان لطفي بوشناق تحيّة إلى أهالي غزّة. وقد تضمّن برنامج الحفل 30 أغنية دينية. لكنّ الفنان التونسي، المشغول بقضايا الوطن العربي، وأوّلها القضية الفلسطينية، أبى أن يمرّ الحفل دون أن يوجّه ابتهاله إلى الله لنصرة غزّة، التي تتعرّض لعدوان إسرائيلي منذ أسبوعين.
العربي الجديد التقى الفنان لطفي بوشناق في كواليس المسرح، فاعتبر أنّ "ما يحصل اليوم في غزّة هو عارٌ على جبين الإنسانية وبداية مخزية لهذا القرن. أقول لمن يتشدّقون بحقوق الإنسان والحرية والديمقراطية: اتّقوا الله في هذا الشعب. فكلّ ما بُنِيَ على الخطأ والعنجهية مآله الزوال. وأنا فخور بصمود شباب غزّة رغم الخسائر البشرية التي أبكتنا وجعلت الحجر يبكي".
وتابع المغنّي التونسي: "أتمنّى على الإعلام العربيّ من المحيط إلى الخليج ألا يتهيّج عند حدوث كارثة في غزّة فحسب، ينبغي أن تكون قضية فلسطين متداولة يومياً في إعلامنا، وأن نعمل على دعم إخوتنا الفلسطينيين، ليس عندما يُقتَلون وتُدمَّر منازلهم فحسب، فهذا الشعب محاصَر منذ سنين طويلة وينبغي أن يتواصل دعمه، وينبغي أن تكون القضية الفلسطينية قضيتنا المستمرّة. ولديّ ثقة كبيرة في هذا الشعب وأدعو الله أن يوفّق ولاة أمورنا لدعم قضيتنا.. وسيتذكّر التاريخ مواقفهم المشرّفة".
وفي نهاية اللقاء وجّه لطفي بوشناق رسالة إلى العالم أجمع وختم رسالته بقصيدة أغنيته: "يحيَا السلام"، وتمنّى أن تُترجم إلى اللغات كلّها حتّى يفهم العالم ما الذي يحصل على أرضنا، مؤكّداً أنّنا "بشر نحبّ العدل والتسامح والسلام، لكن هذه أرضنا، فلِمَ يُصِرُّ العالم على إغماض عينيه عن عدالة قضيتنا".
ودعا إلى "صحوة إنسانية جمعاء. وهذا نداء حبّ وصدق من رجل ليس سياسيّاً، فأنا إنسان يدعو إلى الحبّ والسلام وليس من طبعي الشماتة في أحد، وأرى الحياة تليق بي وبكلّ من لا يستبدّ، لكنّهم سرقوا سمائي والتراب مع البلد، ولم يتركوا لي من سلاح في يدي سوى الجسد، فيحيا السلام، يحيا السلام، لكنّني لا أفهم، هل نحن أشياء وهل بشر هم؟ هل دمنا ماء وهل دمهم دم؟ آن الأوان لصحوة يا عالم".