دفع ارتفاع معدلات المعوقين في قطاع غزة بالخريجات أمل العرايشي وسماح القيشاوي وفلسطين بسيوني ودينا الحلبي ولما خطاب، إلى ابتكار كرسي متحرك يعمل بالأوامر الصوتية كمشروع لتخرجهن من كلية غزة للتدريب التابعة لوكالة غوث وتشغيل اللاجئين (أونروا).
وتهدف فكرة المشروع إلى تعزيز التحرك الذاتي وتمكين ذوي الإعاقة من التحكم بالكراسي المتحركة من خلال نظام التعرف الصوتي، ويتم تحويل الأوامر الصوتية -المرسلة من خلال تطبيق على الهاتف المحمول إلى الروبوت-لأفعال مثل "إلى الأمام، إلى الخلف، يمين، يسار".
وتقول العرايشي لـ"العربي الجديد"، إنّ المشروع يسعى إلى منح المعوّق حركياً فرصة التحرك بمفرده عبر كرسيه الخاص دون الحاجة إلى مرافق، واستخدام الصوت كوسيلة تمنحه القدرة على التحرك إلى مختلف الأماكن بسهولة.
وتبيّن أنها وزميلاتها عملن على إنجاز مشروع مجسم صغيرة يحاكي فكرة الكرسي وربطه بتطبيق للأوامر الصوتية في المرحلة الأولى لقياس مدى نجاح وفاعلية الفكرة، التي ثبت نجاحها بعد سلسلة من التجارب والعمل عليها.
وتشير الخريجة الفلسطينية، إلى أن تطبيق الأوامر الصوتية الخاص بالكرسي سيرسلها إلى كرسي المعوق عبر قطعة بلوتوث (نقل لا سلكي)، على إثرها يتحرك الكرسي وفقاً للأمر المرسل من قبل مستخدمه عبر التطبيق.
أما زميلتها سمر القيشاوي فتلفت في حديثها لـ"العربي الجديد"، إلى أن عملية استقبال الأوامر الصوتية وسط الضوضاء كانت من أبرز الصعوبات التي اعترضتها وزميلاتها خلال مرحلة العمل على إنجاز المشروع، لكن جرى التغلب عليها ومعالجتها برمجياً من خلال التطبيق الخاص بالأوامر الصوتية.
وتضيف أنها ستعمل وزميلاتها على تطوير المشروع للوصول إلى إنتاج كراس تعمل ببصمة صوت المريض، ستكون سلكية لجعل نسبة الفقد أقل بكثير من كونه لا سلكياً، كما هو الحال في المجسم الصغير الذي جرى العمل به خلال فترة العمل.
وعن المدة التي استغرقها العمل على إنجاز المشروع، توضح فلسطين بسيوني لـ"العربي الجديد" أن مدة إنجازه استغرقت أكثر من شهرين، اعترضت المشروع صعوبات عديدة كان أبرزها نقص القطع الإلكترونية اللازمة لإنجازه والذي يعيق الاحتلال الإسرائيلي إدخالها إلى القطاع تحت ذرائع أمنية.
وتوضح بسيوني أن التكلفة المادية لتصنيع الكرسي المتحرك الذي سيعمل بالأوامر الصوتية لن تقل عن ثلاثة آلاف دولار أميركي، وسيجري استهداف المؤسسات التي تعنى بالمعوقين حركياً نظراً لارتفاع التكلفة الإجمالية لصناعته.
وتطمح الخريجات الغزيات أن تتوفر لهن الإمكانيات اللازمة لصناعة القطع والكرسي بشكل متكامل في القطاع المحاصر إسرائيلياً منذ عشر سنوات، دون الحاجة لشرائها من الخارج والانتظار لفترات طويلة للحصول على موافقة الاحتلال على دخولها والوصول نحو توفير كرسي لكل معوق يعمل بالأوامر الصوتية.