28 يناير 2019
غشاوة أيديولوجية
حسين قاسم (سورية)
يردد أحد المنظّرين والمدافعين عن ضرورة وجود إيديولوجيا وعقائد تسلب المقاتلين عقولهم وتفكيرهم، فيقول: "المقاتلون يحاربون في سبيل قضايا جمعية زوّادتهم أيديولوجيا وعقائد، تتساوى القناعات الدينية والدنيوية في المخرجات، وفي النتائج وفي مضامين التعبئة، لا خلود بعد الموت ولا قناعات ومعتقدات مطلقة في السياسة، هزيمة داعش على الأرض بحاجة إلى مقاتلين يعتنقون إيديولوجية تسيطر على عقولهم وقلوبهم".
يوم الثاني عشر من كانون الثاني سمع أصوات الرصاص وشوهدت الاحتفالات في مناطق سيطرة وحدات الحماية الشعبية، حتى في أحد أحياء العاصمة دمشق، حيث توجد كثافة كردية ومنظمات لحزب الاتحاد الديمقراطي، الحزب الرئيس في الإدارة الذاتية، احتفاءً بالإطمئنان على صحة الزعيم الكردي، عبدالله أوجلان، إثر إعلان شقيقه محمد عن زيارته، بعد مساعي ونشاطات قامت بها مؤسسات وأحزاب تتبع إيديولوجياً لفكر أوجلان، كالإضراب عن الطعام التي قامت بها البرلمانية الكردية عن حزب الشعوب الديمقراطية، ليلى كوفن، حيث قضت 65 يوماً مطالبةً بإنهاء العزلة عن أوجلان، كما أفاد محمد أوجلان أنه سيدلي بتفاصيل أخرى عن رسائل شقيقه الأكبر في الأيام المقبلة.
كما وصف مستشار حزب الاتحاد الديمقراطي، سيهانوك ديبو، أن "اللقاء العائلي مع الفيلسوف والقائد ليس اعتيادياً وإنه يأتي في سياق المرحلة، وأن أحد مخارج الحلول لقضايا الشرق الأوسط تمر من إيمرالي (سجن أوجلان)، وأن الإدارة الذاتية الديمقراطية المحققة لدولة المواطنة من بنات أفكار أوجلان" كما توقع ديبو أن يكون للقاء تداعيات مهمة وإيجابية.
في الجانب الآخر من الصورة، هناك تهديدات تركية باجتياح شرق الفرات بحجة أنّ حزب الاتحاد الديمقراطي وجناحه العسكري هما الفرع السوري لحزب العمال الكردستاني. وهناك تغريدات لرئيس الولايات المتحدة الأميركية المتناقضة والمربكة تخلط الأوراق، فتارةً يشرعن الاجتياح التركي لشرق الفرات وشمال سورية، معلناً تسليم ملف محاربة بقايا داعش لتركيا، متفهماً أمنها القومي، وتارةً أخرى، تهدّد تركيا بدمار اقتصادي إذا ما مسّت حلفاء أميركا، الكرد السوريين الذين حاربواتنظيم الدولة الإسلامية (داعش).
أما المشاهدات العيانية لأبناء المنطقة، فهي تناقض الإنسحاب، شاحنات خارجة من شمال سورية تحمل معدات وآليات وشاحنات محملة تدخل إلى مناطق شرق الفرات، هذا دون أن يغيب عنّا أن الولايات المتحدة خصصت مبالغ كبيرة كمكافأة مقابل معلومات عن قادة في حزب العمال الكردستاني (مراد قره يلان، جميل بايق، دوران كالكان).
المساعي الأميركية التي هدفت إلى إيجاد حزب سوري في مناطق سيطرة قوات سوريا الديمقراطية، لم تبلغ حد النجاح، هذا إذا لم نصفها بالفشل، فحزب سوريا المستقبل الذي تم تغيير مسودة برنامجه لأكثر من مرة، ومحاولة صياغة بياناته وتصريحاته الشبيهة بدعوات المواطنة وتزعّم رئاسة الحزب شخصية عربية (إبراهيم القفطان)، وعلى الرغم من هذا كله، لم يستقطب الحزب الجديد الكثير من الجماهير.
لم تنجح كل المساعي لإيجاد بدائل عن حزب الإتحاد الديمقراطي، ولم تنجح مساعي فصله عن منظومة العمال الكردستاني. وفي كل مناسبة، يقدم الحزب براهيناً على ربطه العضوي بالمنظومة الأم.
ومن غير المفهوم أن يتصرف الحزب بهذا الشكل، بمعزل عن وصف تصرفه هذا بالغباء أو الغشاوة الإيديولوجية التي تحتاج إلى تمزيق لمواجهة الوقائع والحقائق، فالضياع بين الإيديولوجيا المحضة لإدارة المقاتلين والاستحقاقات السياسية والعملياتية لتجنب التدخل التركي هي التوصيف الأدق لما يجري.
يوم الثاني عشر من كانون الثاني سمع أصوات الرصاص وشوهدت الاحتفالات في مناطق سيطرة وحدات الحماية الشعبية، حتى في أحد أحياء العاصمة دمشق، حيث توجد كثافة كردية ومنظمات لحزب الاتحاد الديمقراطي، الحزب الرئيس في الإدارة الذاتية، احتفاءً بالإطمئنان على صحة الزعيم الكردي، عبدالله أوجلان، إثر إعلان شقيقه محمد عن زيارته، بعد مساعي ونشاطات قامت بها مؤسسات وأحزاب تتبع إيديولوجياً لفكر أوجلان، كالإضراب عن الطعام التي قامت بها البرلمانية الكردية عن حزب الشعوب الديمقراطية، ليلى كوفن، حيث قضت 65 يوماً مطالبةً بإنهاء العزلة عن أوجلان، كما أفاد محمد أوجلان أنه سيدلي بتفاصيل أخرى عن رسائل شقيقه الأكبر في الأيام المقبلة.
كما وصف مستشار حزب الاتحاد الديمقراطي، سيهانوك ديبو، أن "اللقاء العائلي مع الفيلسوف والقائد ليس اعتيادياً وإنه يأتي في سياق المرحلة، وأن أحد مخارج الحلول لقضايا الشرق الأوسط تمر من إيمرالي (سجن أوجلان)، وأن الإدارة الذاتية الديمقراطية المحققة لدولة المواطنة من بنات أفكار أوجلان" كما توقع ديبو أن يكون للقاء تداعيات مهمة وإيجابية.
في الجانب الآخر من الصورة، هناك تهديدات تركية باجتياح شرق الفرات بحجة أنّ حزب الاتحاد الديمقراطي وجناحه العسكري هما الفرع السوري لحزب العمال الكردستاني. وهناك تغريدات لرئيس الولايات المتحدة الأميركية المتناقضة والمربكة تخلط الأوراق، فتارةً يشرعن الاجتياح التركي لشرق الفرات وشمال سورية، معلناً تسليم ملف محاربة بقايا داعش لتركيا، متفهماً أمنها القومي، وتارةً أخرى، تهدّد تركيا بدمار اقتصادي إذا ما مسّت حلفاء أميركا، الكرد السوريين الذين حاربواتنظيم الدولة الإسلامية (داعش).
أما المشاهدات العيانية لأبناء المنطقة، فهي تناقض الإنسحاب، شاحنات خارجة من شمال سورية تحمل معدات وآليات وشاحنات محملة تدخل إلى مناطق شرق الفرات، هذا دون أن يغيب عنّا أن الولايات المتحدة خصصت مبالغ كبيرة كمكافأة مقابل معلومات عن قادة في حزب العمال الكردستاني (مراد قره يلان، جميل بايق، دوران كالكان).
المساعي الأميركية التي هدفت إلى إيجاد حزب سوري في مناطق سيطرة قوات سوريا الديمقراطية، لم تبلغ حد النجاح، هذا إذا لم نصفها بالفشل، فحزب سوريا المستقبل الذي تم تغيير مسودة برنامجه لأكثر من مرة، ومحاولة صياغة بياناته وتصريحاته الشبيهة بدعوات المواطنة وتزعّم رئاسة الحزب شخصية عربية (إبراهيم القفطان)، وعلى الرغم من هذا كله، لم يستقطب الحزب الجديد الكثير من الجماهير.
لم تنجح كل المساعي لإيجاد بدائل عن حزب الإتحاد الديمقراطي، ولم تنجح مساعي فصله عن منظومة العمال الكردستاني. وفي كل مناسبة، يقدم الحزب براهيناً على ربطه العضوي بالمنظومة الأم.
ومن غير المفهوم أن يتصرف الحزب بهذا الشكل، بمعزل عن وصف تصرفه هذا بالغباء أو الغشاوة الإيديولوجية التي تحتاج إلى تمزيق لمواجهة الوقائع والحقائق، فالضياع بين الإيديولوجيا المحضة لإدارة المقاتلين والاستحقاقات السياسية والعملياتية لتجنب التدخل التركي هي التوصيف الأدق لما يجري.