لا تزال زيارة رئيس الحكومة العراقي حيدر العبادي إلى طهران غير مؤكدة، مع عدم تأكيد البلدين رسمياً حصولها، فيما انتشرت تسريبات أمس الأحد حول رفض طهران استقبال المسؤول العراقي، لتبدو كل المعلومات التي انتشرت حول الزيارة مجرد محاولة من الحكومة العراقية لجسّ النبض بشأن التوجّه إلى طهران. ورفض المتحدث باسم رئيس الحكومة، سعد الحديثي، تأكيد حصول الزيارة ومحاورها، قائلاً لـ"العربي الجديد"، إن "الزيارة لم يتم الإعلان عنها رسمياً، وحين الإعلان سنعطي التفاصيل كاملة، وأسبابها ومحاورها وكذلك الشخصيات التي سترافق العبادي".
وبعدما أشارت تسريبات إلى أن العبادي سيتوجّه من بغداد إلى أنقرة يوم غد الثلاثاء، ثم منها إلى طهران بعدها بيوم واحد، نقلت وكالة "فرانس برس" أمس عن مسؤول حكومي عراقي لم تسمه، أن العبادي سيقوم بزيارة أنقرة فقط من دون طهران، بسبب ازدحام جدول أعماله وعدم تكامل الإعداد لذلك. لكن مسؤولاً عراقياً مقرباً من العبادي، أبلغ "العربي الجديد" بأن "الجانب الإيراني كان قد أرسل دعوة رسمية إلى العبادي لزيارة طهران في إبريل/ نيسان الماضي، لكن بسبب الانتخابات وملفات داخلية أخرى جرى تأجيل الزيارة، ولكن على ما يبدو فإن طهران لم تعد راغبة في هذه الزيارة الآن". وكشف أن "إشارات واضحة وصلت إلى مكتب العبادي عن أنه غير مرحب به، وعليه تصحيح موقفه من الالتزام بالعقوبات الأميركية تجاه إيران قبل ذلك"، لافتاً إلى أن "الخارجية الإيرانية والرئيس حسن روحاني يرحبان بالزيارة، لكن تيار المحافظين والحرس الثوري ومقربين من خامنئي يعارضون ذلك". وأضاف "حتى الآن هناك تواصل مع جهات إيرانية من خلال وزارة الخارجية، وقد تتم الزيارة في آخر ساعات، حتى إنها قد لا تحدث".
حرص العبادي على عدم الإعلان رسمياً عن زيارته المقررة إلى إيران، في إجراء غير معهود مسبقاً، يبدو أن هناك ما يبرره، وفقاً للباحث في الشأن العراقي أحمد الربيعي، الذي أشار في حديث مع "العربي الجديد" إلى أن "رئيس الوزراء لم يكن واثقاً بشكل كامل من ترحيب طهران بالزيارة، بعد إعلانه التماشي مع العقوبات الأميركية على إيران ووقف كل أشكال التبادل التجاري معها بالدولار". ولفت إلى أن العبادي نجح في تجنّب الإحراج الذي كانت ستتسبب به إيران لو أعلن عن الزيارة رسمياً ثم رفضت طهران استقباله، مضيفاً أن "رفض إيران هذه الزيارة يعني أنها تعارض توليه ولاية ثانية، وهذه مشكلة كبيرة، وقد تنسحب على مشاورات الكتل السياسية الحالية لتشكيل الحكومة".
وبعدما أشارت تسريبات إلى أن العبادي سيتوجّه من بغداد إلى أنقرة يوم غد الثلاثاء، ثم منها إلى طهران بعدها بيوم واحد، نقلت وكالة "فرانس برس" أمس عن مسؤول حكومي عراقي لم تسمه، أن العبادي سيقوم بزيارة أنقرة فقط من دون طهران، بسبب ازدحام جدول أعماله وعدم تكامل الإعداد لذلك. لكن مسؤولاً عراقياً مقرباً من العبادي، أبلغ "العربي الجديد" بأن "الجانب الإيراني كان قد أرسل دعوة رسمية إلى العبادي لزيارة طهران في إبريل/ نيسان الماضي، لكن بسبب الانتخابات وملفات داخلية أخرى جرى تأجيل الزيارة، ولكن على ما يبدو فإن طهران لم تعد راغبة في هذه الزيارة الآن". وكشف أن "إشارات واضحة وصلت إلى مكتب العبادي عن أنه غير مرحب به، وعليه تصحيح موقفه من الالتزام بالعقوبات الأميركية تجاه إيران قبل ذلك"، لافتاً إلى أن "الخارجية الإيرانية والرئيس حسن روحاني يرحبان بالزيارة، لكن تيار المحافظين والحرس الثوري ومقربين من خامنئي يعارضون ذلك". وأضاف "حتى الآن هناك تواصل مع جهات إيرانية من خلال وزارة الخارجية، وقد تتم الزيارة في آخر ساعات، حتى إنها قد لا تحدث".
في المقابل، كشف وزير مقرب من العبادي، لـ"العربي الجديد"، أن وزيري الخارجية إبراهيم الجعفري والموارد المائية حسن الجنابي، يستعدان لمرافقة رئيس الحكومة، "وسيتم خلال الزيارة فتح حوار حول ملفات تتعلق بمستقبل العراق المائي، لكن الأبرز هو شرح وجهة نظر العراق بشأن العقوبات الأميركية على إيران التي ضاع فهمها الصحيح". وأوضح الوزير أن "العبادي كان ينوي زيارة إيران وتركيا منذ أشهر، إلا أن الانتخابات البرلمانية في العراق وما شهدتها البلاد بعدها من فترة حراك سياسي، لم تسمح للعبادي بتنفيذ برنامج الزيارة".
وفي حال حصلت زيارة العبادي لطهران، قال الوزير إن "موضوع العقوبات على طهران من أهم الملفات التي ستتم مناقشتها فيها، والعبادي سيوضح وجهة نظر العراق، وسيقول مجدداً لإيران إن بلاده ضد الحصار عليها أو على أي دولة أخرى، لكنه في الوقت ذاته لا يمتلك وسائل التدخّل في هذا الأمر خوفاً من العقوبات، ونأمل أن تتفهم طهران الموقف العراقي"، موضحاً أن "زيارة العبادي إلى تركيا ستكون هي الأخرى من أجل بحث قضية العقوبات، ولكن الدخول في هذا الأمر سيكون بسيطاً، لأن الأمر المهم هو مناقشة ملف المياه، وسيقدّم العبادي التهنئة للرئيس التركي رجب طيب أردوغان بالانتخابات الرئاسية الماضية، فضلاً عن فتح ملفات اقتصادية مثل التجارة الخارجية، وقضايا سياسية تتعلق بالملفات الاستراتيجية في المنطقة". ورأى الوزير أن "العراق لديه القدرة اليوم على أن يكون قيادياً ويتدخّل كوسيط بين أميركا وإيران من أجل حلّ المشكلة، ولدى بغداد مجموعة ملفات مع طهران، أبرزها المياه، غير أن العقوبات ستكون الملف الأبرز حالياً، لكن الأمر حتى الآن لم ينضج بعد".
وكان العبادي قد أعلن الثلاثاء الماضي أن "العراق مضطر للالتزام بالعقوبات الأميركية على إيران، على الرغم من عدم تعاطفه معها"، وقال أيضاً: "لا نتعاطف مع العقوبات ولا نتفاعل معها لأنها خطأ استراتيجي لكننا نلتزم بها". وعلى الرغم من ذلك، نفى مسؤولون إيرانيون علمهم بالزيارة، وقالوا إنها "ليست على جدول الأعمال". ونقلت وكالة "إيسنا" الإيرانية للأنباء، عن المتحدث باسم الخارجية الإيرانية بهرام قاسمي، تأكيده أن "لا علم له بزيارة للعبادي خلال الأيام المقبلة".
من جهته، أكد القيادي في "التحالف الوطني" الحاكم، النائب في البرلمان المنتهية ولايته، محمد الصيهود، أن "فتح باب النقاش مع الجارتين تركيا وإيران بشأن ملف المياه كان من المفترض أن يحصل منذ سنوات وليس الآن، أي قبل البدء بملء سد اليسو التركي"، متسائلاً في حديث مع "العربي الجديد": "لماذا لم يبادر العبادي في تلك الفترة بالبدء بالحوار مع الدول التي قطعت المياه عن العراق، لا سيما في الفترة التي كان يتمتع فيها بصلاحياته الواسعة، وليس الآن بعد أن أصبح منتهي الصلاحية؟".
ولفت الصهيود إلى أن "العبادي سيناقش ملفات الخدمات والاقتصاد والطاقة مع إيران وتركيا، إذا حصلت الزيارة"، لكنه اعتبر أن "العبادي سيمثّل نفسه وليس العراق، لأنه رئيس حكومة تصريف أعمال الآن"، مضيفاً أنه "حين وافق العبادي على العقوبات الأميركية على إيران أصبحت العلاقة متوترة أكثر، وبالتالي سيسعى إلى شرح موقفه، وإيجاد سبل الخروج من هذه الأزمة". ورأى أن "العبادي يدرك تماماً أن العراق سيتضرر كثيراً من العقوبات على إيران، من خلال التجارة بين البلدين، وحجم التبادل التجاري، لذا فهو يعمل على إجراء وساطة بين واشنطن وطهران"، مرجّحاً "وجود إشارات من قبل الأميركيين بأن يتوسط العبادي في هذا الموضوع، مقابل فتح باب الولاية الثانية لحكم العراق، لا سيما أن خطاب العبادي عند فرض العقوبات على إيران كان مغازلة صريحة للأميركيين".
أما المحلل السياسي العراقي محمد شفيق، فاعتبر أن "العراق لديه حالياً موقع يؤهله للدخول بوساطة بين أميركا وإيران، أو تقريب وجهات نظر بين الطرفين نظراً لما يتمتع به من علاقات قوية مع واشنطن وطهران"، مضيفاً "أما مدى نجاح هذه الخطوات فهذا الأمر متربط بمدى المرونة التي سيبديها الطرفان الإيراني والتركي من جهة، والأميركي من جهة أخرى".
ولفت شفيق في حديثٍ مع "العربي الجديد" إلى أن "موقف العبادي ما يزال متزناً على الرغم من عاصفة ردود الأفعال التي أثارها موقفه من العقوبات على إيران، والعراق ليس في موقع يؤهله لمعاداة أميركا، لذا أعتقد أن ما خرج به العبادي هو واحد من القرارات المتزنة"، موضحاً أن "المسؤولين الإيرانيين أكدوا في أكثر من مناسبة أنهم مستعدون للحوار مع الأميركيين، وبالتالي فإن جلوسهم على طاولة مفاوضات وإجراء حوارات ليس بالأمر المستبعد على الإطلاق".