وأكّد نادال في البيان الذي وزّعته الخارجية الفرنسية نهار أمس الأربعاء أنّ "فرنسا تدافع عن حرية التعبير وحرية الصحافة في كل دول العالم. وهذا ما أكّد عليه الرئيس فرانسوا هولاند خلال زيارته الأخيرة للقاهرة في 17 و18 نيسان/أبريل الماضي".
وفي السياق، ذكرت الصحف الفرنسية أنّ وزير الخارجية جان-مارك أيرولت اتّصل بنظيره المصري سامح شكري مستنكرا الحادثة محاولا تفهّم أسباب القرار المصري ومفاعيله.
صحيفة "لاكروا"، المعني الأوّل بالحدث، نشرت شهادة ريمي بيغاغلو منذ وصوله إلى المطار حتى ترحيله. وفيها ذكر الصحافي الفرنسي الذي يعمل مراسلاً في القاهرة منذ حوالي السنتين تفاصيل توقيفه: "عند نقطة التفتيش اتّصل أحد المراقبين بشرطي توجّه نحوي وطلب مني جواز السفر، عندها قمت فورًا باستباق الأمور وأرسلت رسالة إلى أصدقائي والسفارة على تطبيق واتساب.. بقيت في غرفة لمدة ساعتين بعد أن صادروا الهاتف المحمول الذي كان بحوزتي، وكنت قد كرّرت طلبي مرات عديد للاتصال بالسفارة لكنهم رفضوا في مركز الشرطة حيث كنت".
وأضاف بيغاغليو "قضيت ليلتي في غرفة كبيرة مع مصريين وروس وكولومبي، كنا إثني عشر شخصا وكانت الساعة تشير إلى الحادية عشرة ليلا، أعادوا لي هاتفي فاتصلت بالقنصل أوليفيه بلانسون وإيناس بن كريّم في السفارة، وأكدوا لي أنَ كل المحاولات فشلت لتجنّب ترحيلي، ويبدو أنّ القرار هو قرار المخابرات المصرية".
وفي نسخها اليوم، صوّبت الصحف الفرنسية والأميركية على القرار "المشين" حسب وصف "الأوبسرفتور" التي كتبت مقالا تحت عنوان "ثلاثة أسئلة حول طرد ريمي بيغاغليو"، وربطتها بنظام عبد الفتاح السيسي الذي يشهد تراجعًا ملحوظًا في حرية الصحافة. عرّفت الصحيفة بيغاغليو وروت تفاصيل التوقيف في المطار ثمّ تساءلت عن سياق التوقيف وأسبابه. ورأى أحد الصحافيين العاملين في منظمة "مراسلون بلا حدود" أنّ القرار المصري "هو رسالة إلى كل المراسلين الأجانب على الأراضي المصرية. مخابرات السيسي تريد أن تقول لنا عبر توقيف زميلنا ريمي أننا كلنا عرضة للتوقيف والطرد في حال تجاوزنا الخطوط الحمراء في تغطيتنا الإعلامية".
"لاكروا" بدورها نشرت تقريرًا عن تراجع الحريات في مصر، ووصفت ما يقوم به نظام الرئيس عبد الفتاح السيسي بـ"حرب ضد الصحافة" لم تتوقّف منذ وصوله إلى رأس السلطة وكان آخر إنجازاتها في 19 أيار/مايو احتجاز "مينا ثابت"، المدافع عن حقوق الأقباط والذي يوثّق الانتهاكات التي يتعرّضون لها. وعن صورة مصر اليوم، قالت أنجيس روتيفيل على لسان النائب الوسطي فيليب فوليو (عضو مجموعة الصداقة الفرنسية -المصرية): "ما حصل كارثي، هذه المرة الأولى التي ترحّل فيها القاهرة صحافيا فرنسيا، يوما بعد يوم يزداد خوفنا من تمكّن المخابرات والأجهزة الأمنية من التحكّم بكل شاردة وواردة".
في الإعلام الأميركي، انصبّ الاهتمام على مستقبل العلاقات الفرنسية-المصرية. وأشارت "نيويورك تايمز" إلى أنّ تلك الحادثة قد تتسبب في تجميد العلاقات بين البلدين في وقت يتعاون فيه كلا الطرفين لكشف ملابسات وتحديد حطام الطائرة المصرية التي سقطت في المتوسّط الأسبوع الماضي.
أما "وول ستريت جورنال" فقد كشفت عن امتعاض فرنسا من القرار المصري خاصة أنّ "هولاند والحكومة الفرنسية ترى في السيسي حليفا اقتصاديا وحصنا منيعا ضد التطرف الإسلامي"، كما قالت.