عبر السفير الروسي بالمغرب، فاليري فوروبييف، عن انشغال موسكو بشأن تصريحات إعلامية منسوبة إلى مسؤول حكومي مغربي كبير، في إشارة إلى رئيس الحكومة عبدالإله بنكيران، يتهم فيها روسيا أنها مسؤولة عن تدمير سورية.
وكان بنكيران قد صرح لوكالة "قدس برس" أن "ما يجري من تصعيد عسكري من النظام السوري وحلفائه في حلب، يدمي القلب، وغير قابل للفهم"، وأردف "ما يفعله النظام السوري بشعبه، مسنوداً من روسيا وغيرها، يتجاوز كل الحدود الإنسانية"، متسائلاً "لماذا تدمر روسيا سورية بهذا الشكل؟".
هذه التصريحات التي أدلى بها بنكيران، دفعت السفير الروسي بالرباط إلى طلب توضيح من وزارة الخارجية المغربية، وهو ما حصل بالفعل، اليوم الإثنين، بعد استقبال وزير الخارجية، صلاح الدين مزوار، لسفير روسيا، حيث أكد له "التزام المملكة بالحفاظ على العلاقات القوية مع فيدرالية روسيا".
وطمأن وزير الخارجية المغربي السفير الروسي، بخصوص موقف الرباط من الأزمة السورية، وقال وفق بلاغ صدر اليوم، إنه يرتكز على أربعة عناصر تتمثل في الالتزام من أجل حل سياسي يضمن استقرار سورية، ويحافظ على وحدتها الوطنية والترابية، والانشغال بالمآسي الإنسانية الخطيرة التي خلفتها الأزمة السورية".
وعبر المغرب، وفق ذات البلاغ الرسمي، عن احترامه لدور وعمل روسيا بخصوص هذا الملف، كما هو الشأن بالنسبة لقضايا دولية أخرى"، موضحاً أن "المملكة تحدد مواقفها الدبلوماسية الرسمية على ضوء القيم والمبادئ والمصالح التي تحكم سياستها الخارجية".
وتابعت وزارة الخارجية، وفق انتقادات ضمنية لرئيس الحكومة المكلف، أن "اتخاذ هذه المواقف الرسمية يأتي عقب تقييم عميق ومسلسل من التفاعل، والتثبت بانخراط عدد من الفاعلين والمؤسسات، ولا يمكن لهذه المواقف، بالنظر لتعقدها وخطورتها، أن تكون محط ارتجال، أو أن تعبر عن وجهات نظر شخصية".
وخلصت وزارة الخارجية المغربية، في بلاغها الذي أعقب لقاء مزوار بالسفير الروسي، إلى أن "الملك محمد السادس يبقى الضامن لثبات واستمرارية المواقف الدبلوماسية للمملكة المغربية ولاحترام التزاماتها الدولية".