غضب في العراق لاستغلال طالبات المدارس في الدعاية الانتخابية

12 ديسمبر 2017
دعاية انتخابية حزبية في إحدى مدارس الفلوجة (فيسبوك)
+ الخط -

أثار قيام حزب عراقي باستغلال مدارس في الدعاية الانتخابية، غضباً ومشاكل اجتماعية وعشائرية، بعد أن بث ناشطون صوراً لطالبات مدرسة أقنعهن الحزب بأنه يقيم احتفالاً بالمولد النبوي، قبل أن يتبين أن الأمر نوع من الدعاية الانتخابية، ما أثار غضب ذويهن.

وقال مسؤولون في وزارة التعليم العراقية، الثلاثاء، لـ"العربي الجديد"، إنه تم فتح تحقيق في استغلال بعض الأحزاب للمدارس الحكومية. وحسب مسؤول في الوزارة، فإن عدة حالات وقعت في الموصل وتكريت والرمادي والفلوجة، فضلاً عن العاصمة بغداد، بتنسيق مع إدارات المدارس، لتوزع الهدايا وتبدأ بترويج دعاية لنفسها والتقاط الصور. وأكد أن الوزارة أبلغت مفوضية الانتخابات بفتح تحقيق في الموضوع، بهدف معاقبة تلك الأحزاب، وفقا للقانون.

وقال الناشط المدني بارق العاني، إن "الأحزاب السياسية بدأت استغلال المدارس وخداع الطلاب والطالبات للحضور، وفي حال تجمعهم توزع عليهم صورا وملصقات تحمل اسم الحزب كدعاية انتخابية، وتلتقط الصور، ثم تنشرها".

وبيّن العاني لـ"العربي الجديد"، أنه "حصلت مشكلة كبيرة في مدينة الفلوجة، بعد أن قام أحد الأحزاب بنشر صور لطالبات إحدى المدارس يحملن بوسترات كتب عليها اسم الحزب، بعد أن أوهمهن بأنه احتفال بالمولد النبوي، وتطور الأمر إلى تقديم شكاوى إلى المحاكم من قبل ذوي الطالبات ضد أحزاب وكتل سياسية استغلتهن لأغراض انتخابية".


بدوره، قال المواطن مصطفى حمزة (41 سنة) لـ"العربي الجديد"، "أصبح الأمر لا يطاق، خاصة في المدن المحررة، إذ بدأت الأحزاب السياسية باستغلال الطلبة للترويج لأنفسهم ولمرشحيهم بطرق غير أخلاقية".

إلى ذلك، ألقى ناشطون باللوم على وزارة التربية والتعليم، واتهموا وزير التربية بالتواطؤ مع بعض الأحزاب، لأنه لم يقم بالتحرك واتخاذ أي خطوة قانونية ضد ما تقوم به بعض الأحزاب السياسية في المدارس، باستغلال الطلاب والطالبات للأغراض الانتخابية.

وبيّن الناشط عادل العبيدي أن "الأحزاب السياسية استخدمت، في السنوات الماضية، كل أساليب شراء الذمم للترويج لمرشحيها، ولكن هذه المرة بدأت باستخدام أساليب لا أخلاقية، عبر الخداع والإيهام واستغلال المدارس للأغراض الدعائية الحزبية بطرق ملتوية".

وأضاف العبيدي لـ"العربي الجديد"، أن "المشكلة تكمن في صمت وزارة التربية عن هذه المهزلة التي تجري في مدارس البلاد، فلا تحرك ساكناً، ولا تحاسب المسؤولين عن هذه التصرفات التي أساءت للطلاب والطالبات، وهذا يعني أن وزير التربية إما متواطئ أو غير قادر على إدارة الوزارة".

وتطور الأمر إلى تهديد الناشطين المدنيين لنشرهم انتقادات لاذعة لتلك الأحزاب، ما دعاهم إلى حذف منشوراتهم واللجوء إلى الصمت خشية الملاحقة أو التصفية. وقال العبيدي "بدأ ذوو الطالبات برفع دعاوى قضائية ضد الأحزاب وإدارات المدارس وعدد من المسؤولين في مدينة الفلوجة، بعد نشر صور بناتهم على مواقع التواصل من قبل أحد الشباب التابعين لأحد الأحزاب".