غولف الكرة..ركل الكرة بحاجة إلى مهارة ودقة لإصابة الحُفرة

يكشف "العربي الجديد" مرة جديدة عن رياضة غريبة معروفة في العالم، وما زالت مجهولة في العالم العربي، وهي من بين أغرب الرياضات في الميدان الرياضي، وموضوع اليوم يجمع بين مهارات كرة القدم والغولف.

عندما تجتمع اثنتان من أفضل الرياضات في العالم في رياضة واحدة، يصبح من الصعب عدم متابعة هذه الرياضة أو تجاهل الحديث عنها للكشف عن تفاصيلها من الألف إلى الياء، والرياضة اليوم تجمع بين الغولف وكرة القدم. ورغم غرابة هذه الرياضة فإنها مثيرة، إذ تُلعب بالأقدام لتسديد الكرة نحو الحفرة المعروفة في عالم "الغولف". أهلاً وسهلاً برياضة "غولف كرة القدم".

نشأة الرياضة
تضاربت المعلومات التاريخية حول نشأة هذه الرياضة، والبلد الأول الذي كان مكتشف رياضة "غولف كرة القدم"، حيثُ يقول بعضهم إن هذه الرياضة بدأت في هولندا عام 2008، في حين يعتقد آخرون أنها بدأت في عام 2006 وانتشرت في عدد من البلدان الأوروبية، وخصوصاً بريطانيا.

لكن الأهم أن "غولف الكرة" أصبحت رسمية في عام 2009 عندما تأسس الاتحاد الدولي لغولف الكرة، حتى أصبح هذا الاتحاد المسؤول الأول عن كل ما يحصل داخل هذه الرياضة، التي تجمع رياضتين من الأبرز في العالم. وتابع هذا الاتحاد نهوضه في عالم الرياضة وصولاً إلى انطلاق أول بطولة كأس عالم في عام 2012 على الأراضي المجرية، حيثُ نجح الأوروغواياني، بيلا لينجييل، في الفوز بأول بطولة مونديالية.

أما اليوم، فرياضة "غولف الكرة" تنتشر في عدد كبير من بلدان العالم، خصوصاً في الولايات المتحدة الأميركية وبريطانيا، إذ إن هناك حوالي 643 ملعباً خاصاً بغولف الكرة في العالم، من بينها 26 ملعباً في أميركا، و22 في بريطانيا، في وقت تم فيه تأهيل 34 ملعباً جديداً في عام 2014 على الأراضي الأميركية.

الرياضة وقوانينها
تعتبر هذه الرياضة فئة منبثقة من الغولف لأنها تُلعب على الأرض العشبية الخضراء، مثل الغولف تماماً، مع وجود حفر لإنزال الكرات، لكن حجم الحُفرة يختلف في "غولف كرة القدم" إذ إن الحُفرة أكبر بكثير لأن الكرة المستعملة أصغر من كرة القدم بقليل. ومن أساسيات الرياضة أن يركل اللاعب الكرة لكي يصيب الحفرة، ومثل الغولف في حال لم يصب اللاعب الحفرة، سيكرر المحاولة تلو الأخرى إلى حين إسقاط الكرة في الحُفرة.

وخلال المباراة لا يحق للاعب أن يغير موقعه أو موقع الكرة، لأن ذلك يؤثر على اتجاه الكرة نحو الحفرة لجهة تسهيل عملية إسقاطها فيها. وينتقل اللاعب من مرحلة إلى أخرى من ركل الكرة وصولاً إلى المرحلة الحاسمة، وهي تسجيل الكرة، ليفوز اللاعب الذي يصل بشكل أسرع إلى الحفرة، من دون المرور بمراحل كثيرة، وضرب الكرة بأقل مرات ممكنة.

بالنسبة لعملية تحديد الفائز في المباراة وفقاً للنتيجة، فعادة يتم احتساب نقاط المرحلة الأخيرة، وفي حال تعادَلَ المنافسون بعدد النقاط يتمُّ الاحتكام إلى احتساب نقاط آخر تسع حُفر، ثم آخر ست حُفر، ثم آخر ثلاث حُفر، لحسم النتيجة لمصلحة لاعب واحد في اللقاء. ويمكن للاعب انتعال أي حذاء يريده، شرط ألا يكون حذاءً يؤذي عشب أرض الملعب، في حين أن عملية تسجيل النقاط تتم عبر لجنة تحكيم تُسجل على بطاقة النقاط ويتسلمها اللاعب والمنافس بغية الاطلاع عليها والتوقيع على صحتها، قبل انطلاق الجولة التالية من المنافسة.

في المقابل، على صعيد خرق القوانين والعقوبات، فإنه عندما يكون اللاعب يبحث عن الكرة على أرض الملعب، يمكنه طوي العشب الطويل والسير على الحشائش والأعشاب وكل هذا من أجل إيجاد الكرة، لكن كسر أو تلف أي شيء موجود داخل أرض الغولف يؤدي إلى إنزال عقوبة بحق اللاعب الذي ارتكب الخطأ، ويتم احتساب ركلتي جزاء للخصم وهما عبارة عن تسديدتين.

من ناحية تسديد الكرة، يجب على اللاعب تسديدها بشكل مستقيم على أن تدور الكرة في الهواء في نفس الاتجاه، في وقت تُمنع فيه مساعدة اللاعب في التسديد. وبالنسبة للعلم الذي يتم وضعه على كل حفرة، فإن لكلّ لاعب الحق في ترك العلم أو إزالته من أجل الراحة في إصابة الحفرة من دون مشاكل، في حين أن إزالة العلم من أي لاعب خلال سير اللعبة تتسبب في إنزال عقوبة وهي ركلة جزاء بحق المُخالف. 

في المقابل فإن ركل الكرة في الهواء قد يؤدي إلى اصطدامها بالأشياء الموجودة داخل أرض الملعب، مثل غصن شجرة أو صخرة أو مياه، وغيرها من العناصر الطبيعية، فمثلا في حال علقت الكرة بين أغصان شجرة، سيذهب اللاعب لتحريرها وهذا يعني أن سقوط الكرة قد يُغير من مكانها الأساسي، لذا تُطبَّق هنا المادة 18 من قانون "غولف كرة القدم"، التي تنصُّ على أن أي تحريك للكرة لغير مكانها الأساسي يمنح المنافس ركلة جزاء.

لكن القانون يستثني حالات عديدة منها إزالة شيء يعترض طريق الكرة، مثل احتجاز كرة في الغصن، وفي حال رفع الكرة من بحيرة أو ما شابه، أو في حالة البحث عن كرة ضائعة، وأخيراً في حال وقعت الكرة في مكان لا يمكن للاعب أن ينفذ التسديدة منه نظراً لصعوبة الموقف، فإن القانون يمنح حقاً للاعب بتقرير مصير التسديدة، وفي حال قرر أنه من الصعب تنفيذ الكرة من هذا المكان، يحقُّ له تقديم الكرة ثلاثة أمتار من مكانها شرط ألا تكون قريبة من الحُفرة أو إعادتها إلى المكان السابق، الذي سدد منه الكرة.

"غولف الكرة" رياضة بدأت تنتشر في العالم وستكون من بين أبرز الرياضات فيه، لأنها حماسية وأصبح لديها الكثير من المشجعين حول العالم وخصوصاً في بريطانيا.

اقرأ أيضاً: هوكي تحت الماء...سباحة وآلة تنفس من أجل قرص الرصاص