غونكور الأدب الناعم

16 نوفمبر 2016
سليماني، تصوير: جان لوك بارتيني
+ الخط -

الآن بعد أن انحسرت موجة التهليل لفوز الكاتبة المغربية الفرنكوفونية ليلى سليماني بجائزة "غونكور" عن روايتها "أغنية ناعمة"، ربما حان الوقت لوقفة تأملية في هذا التكريم الذي رأى فيه غالبية المتحمسين في فرنسا انتصاراً للمرأة، باعتبار سليماني خامس سيدة فقط تفوز بهذه الجائزة. في حين هللت الصحافة العربية، الجاهلة بنص الرواية الذي لم يُترجم بعد، فقط لأن الفائزة مغربيةٌ خطفت أعرق جائزة فرنسية.

الواقع أن هذه الحماسة من كلا الجانبين -إضافة إلى أنها لا تتوقف عند القيمة الأدبية للرواية الفائزة، وهذا عيب مدوٍ في حد ذاته؛ تخفي سؤالاً جوهرياً حول العلاقة الملتبسة للمؤسسة الثقافية الفرنسية، وجائزة "غونكور"، جزء منها، مع الكُتاب الذين يبنون منجزهم بصبر على مدى عقود طوال من دون المراهنة على الحسابات التجارية لدور النشر والدخول في الحلبة الإعلامية.

لقد اختارت غونكور أن تحتفي بكاتبة لا يتجاوز منجزها روايتين عاديتين ورصيدا لا يتكئ على أسلوب خاص أو موهبة خارقة تنذر بولادة روائية من الطراز الرفيع.

ليس هذا تسفيهاً لليلى سليماني أو تقليلاً من موهبتها، وإنما إشارة فقط إلى أن روايتها تدخل في خانة "الأدب المنزلي الناعم" الذي يتقن لعبة السرد والحبكة وصنع الشخصيات على شاكلة "أغنية رقيقة"، تتناهى إلى مسامعنا وتتوارى بسرعة في زحام الضوضاء.


دلالات