غداة الإعلان عن إحباط عمليةٍ إرهابية كانت تستهدف الكنائس في فرنسا، أكّد رئيس الوزراء الفرنسي مانويل فالس، اليوم الخميس، أنّ بلاده أحبطت خمس عمليات إرهابية، منذ الاعتداءات التي هزّت العاصمة الفرنسية، في يناير الماضي، وأنّ "التهديدات الإرهابية جدية، وبلغت مستوى غير مسبوق في تاريخ فرنسا الحديث".
وعن قضية الطالب الجزائري، سيد أحمد غلام، المشتبه في تخطيطه للهجوم على عدة كنائس، أوضح فالس أنّ "هذا النوع من الأفراد لا يتحرك بشكلٍ منفرد تماماً، مثل الإرهابيين الذين نفذوا اعتداءات باريس الأخيرة، وهناك شبكات إرهابية تمدهم بدعم لوجستي"، مذكّراً بأنّ "هناك 1573 شخصا، من بينهم فرنسيون ومقيمون أجانب في فرنسا، لهم ارتباط بالشبكات الإرهابية". كما أشار إلى أنّ " 442 فرنسياً موجودون حالياً في سورية، قُتل منهم سبعة في عمليات انتحارية".
اقرأ أيضاً: فرنسا: تكثيف الإجراءات الأمنية بعد كشف مخطط لاستهداف الكنائس
من جهةٍ أخرى، جدّد فالس دفاعه عن مشروع قانون الاستخبارات، الذي عرضته حكومته مؤخرا للنقاش في البرلمان، مشدداً على أنّه أصبح ضرورة قصوى، لتسهيل عمل الأجهزة الأمنية في الحرب ضد الإرهاب، والشبكات الجهادية.
وتعيش فرنسا حالة استنفار قصوى، بعد اعتقال الطالب الجزائري، الذي كان على وشك تنفيذ مخطط إرهابي يستهدف كنائس في فرنسا، وعثر بحوزته على كميات كبيرة من الأسلحة، وكان على علاقة منتظمة بشخص مجهول في سورية، أعطاه الأوامر باستهداف الكنائس، وكان يمده بإرشادات عملية لتنفيذ الاعتداءات.
وعثرت الشرطة في شقة المشتبه فيه، على وثائق ومخطوطات بعضها يعود لتنظيمي "الدولة الإسلامية" (داعش) و"القاعدة"، تشير إلى أنه كان على وشك تنفيذ اعتداء ضد "كنيسة أو كنيستين" في ضاحية "فيل جويف" الباريسية.
وتواصل الأجهزة الفرنسية التحقيقات مع سيد أحمد غلام الذي يمتنع حتى الآن عن الكلام ويرفض الرد على أسئلة المحققين.
إلى ذلك، أعلن وزير الداخلية الفرنسي، برنار كازنوف، صباح اليوم، أن "المشتبه فيه كان مراقبا من طرف أجهزة الاستخبارات التي كانت على علم بمحاولاته الذهاب إلى سورية، وأنه زار تركيا لفترة وجيزة العام الماضي، في محاولةٍ للالتحاق بصفوف الجهاديين في سورية، العام الماضي".
وتأكدت الأجهزة الفرنسية من ضلوع سيد أحمد غلام في قتل شابة فرنسية، تدعى أوريلي شاتلان، في ضاحية "فيل جويف" الباريسية السبت الماضي، بعد أن عثرت على بصماته في السيارة التي وُجدت فيها الضحية مقتولة بطلق ناري، تبين أن مصدره مسدس عُثر عليه في شقة المشتبه فيه.
ورجّحت الشرطة أن يكون هدف القاتل، سرقة سيارة الضحية لاستعمالها في تنفيذ خطته في الاعتداء على الكنائس.
اقرأ أيضاً: فرنسا: جدل حول قانون يسمح بانتهاك الحريات لـ"محاربة الإرهاب"