رحَل اليوم الإثنين الباحث والمترجم الأردني فايز الصياغ (1942 – 2020) في عمّان، والذي نقل إلى العربية عناوين بارزة ومهمة في العلوم الاجتماعية والتنمية ضمن مشروع رؤيوي يستند إلى تقديم أبرز الخلاصات الفكرية الغربية خلال القرن العشرين للقارئ العربي.
أصدر الصياغ أكثر من 25 عملاً مترجماً من أبرزها مجموعة من أعمال المؤرخ البريطاني إريك هوبزباوم عصر التطرفات: تاريخ القرن العشرين الوجيز"، "عصر الإمبراطورية"، "عصر رأس المال"، "عصر الثورة". كما ترجم كتاب "علم الاجتماع" لأنطوني غدنز، و"بيكاسو: نجاحه وإخفاقه" لجون بيرجر.
درس الراحل، المولود في مدينة الكرك (140 كلم جنوبي العاصمة الأردنية) في "الجامعة الأميركية" في بيروت، وحاز على درجة بكالوريوس في علم الاجتماع، ثم نال الماجستير في علم الاجتماع الصناعي، والدكتوراه في علم الاجتماع الاقتصادي من "جامعة تورنتو" الكندية، التي درّس فيها قبل أن يعود إلى الأردن.
بدأ الصياغ شاعراً، وكانت أول مجموعة له بعنوان "كلمات على الرمل" ونشرها عام 1975، ومجموعة أخرى بعنوان "الحب مثلاً وقصائد أخرى" (1988)، كما نشر قصائده في مجلات "الآداب" و"شعر" في بيروت و"المعرفة" في دمشق، و"الأفق الجديد" في القدس و"أفكار" في عمّان التي شارك في تأسيسها وتحريرها.
أصدر الصياغ أكثر من 25 عملاً مترجماً من أبرزها مجموعة من أعمال المؤرخ البريطاني إريك هوبزباوم
لكن الصياغ لم ينشر مجموعات أخرى، وانصرف إلى نشر دراسات اقتصادية مثل "التكامل الاقتصادي والاجتماعي في بلدان المشرق العربي"، و"الشارع العربي في زيارة جديدة: العلاقات بين العرب والغرب "، و"معان: أزمة مفتوحة"، و"التنظيم الاجتماعي الاقتصادي للعرب في كندا".
أسّس الراحل مطبوعة "السجل" في عمّان مع آخرين، ثم ساهم في تأسيس مجلة "الدوحة" الثقافية" وتولّى تحريرها، ونشر دراسة سوسيو-أدبية بعنوان "أصوات في القصة القصيرة الخليجية".
في مرحلة لاحقة، أصبح الصياغ مستشاراً في قضايا التنمية ومكافحة الفقر في "البنك الدولي" والأمم المتحدة، وعمل مستشاراً ومحرراً ومترجماً لتقارير "التنمية الإنسانية العربية" السنوية في برنامج الأمم المتحدة الإنمائي، وتقارير "المعرفة العربية" السنوية الصادرة عن الأمم المتحدة.