أثارت الفتوى الشرعية بزيارة المسجد الأقصى، التي أصدرها المفتي العام للقدس والديار الفلسطينية الشيخ محمد حسين، ونشرت أمس الثلاثاء ردود فعل سلبية بين الفلسطينيين، تراوحت بين الرفض والتحفظ لما تنطوي عليه من تطبيع مع الاحتلال الإسرائيلي.
وفي فتواه المنشورة عبر بيان وصلت إلى "العربي الجديد" نسخة منه، أكد الشيخ محمد حسين، وجوب حكم زيارة المسلمين للأراضي الفلسطينية بعامة والمسجد الأقصى المبارك بخاصة في ظل الظروف الحالية، بموجب الفتاوى السابقة الصادرة عنه.
وأوضح أن من دواعي إعادة التذكير بهذه الفتاوى ما يتعرض له المسجد الأقصى المبارك في هذه الأيام من محاولات اقتحامات إسرائيلية يومية، ومحاولات تهويد متوحشة.
وتعليقا على ما ورد في نص الفتوى قال مسؤول ملف القدس حاتم عبد القادر لـ "العربي الجديد" نحن نقدر غيرة وحرص المفتي على القدس والأقصى، لكن مثل هذه الدعوة يجب أن توجه للمسلمين من غير العرب ممن تقيم دولهم علاقات دبلوماسية مع إسرائيل مثل تركيا وماليزيا، أما فيما يتعلق بالدول العربية غير المعترفة بإسرائيل فأنا أتحفظ على ما ورد في الفتوى، لئلا يكون هناك تعويد على زيارة الاقصى تحت الاحتلال، وليس تحريره كما تتطلب المسؤولية الوطنية والدينية".
أما القيادي في الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين راسم عبيدات، فقال "إذا كان الهدف من هذه الفتوى حث المسلمين والعرب على تحرير القدس وحماية الأقصى من تدنيسه اليومي المستمر من قبل سلطات الاحتلال، فأنا معها وأؤيدها، أما إذا كانت تطبيعا وشرعنة للاحتلال فنحن ضدها، وبالتالي تصبح جزءاً من مشروع تطبيعي هدفه تجميل صورة الاحتلال".
لكن زياد الحموري، مدير مركز القدس للحقوق الاجتماعية والاقتصادية، والقيادي في حزب الشعب الفلسطيني، علق على الفتوى "نحن مع انفتاح العرب والمسلمين على زيارة القدس والأقصى في هذه المرحلة، شرط أن يكون ذلك برعاية وغطاء دولي، لا أن يكون قرارا إسرائيليا خالصا تتحكم من خلاله بتحديد هويات الزائرين".
وأعاد الحموري إلى الاذهان الموقف الوطني والقومي لأقباط مصر الذين رفضوا على مدى عقود من الاحتلال زيارة القدس وهي محتلة. وبالتالي مثل هذه الزيارات برعاية الاحتلال مرفوضة، نظرا لأنه يتحكم حاليا ببرنامج الزيارة وطبيعة الوفود، وهو من يمنع ومن يعطي التصريح للزوار بالدخول للأقصى، وهذا مرفوض بالنسبة إلينا".
وأثارت زيارة قام بها مفتي الديار المصرية السابق علي جمعة، قبل عامين للمسجد الاقصى برعاية الاحتلال، غضبا فلسطينيا شعبيا، بالرغم من التأييد الرسمي الفلسطيني لهذه الزيارة بدءاً من الرئيس محمود عباس وانتهاء بوزير أوقافه الشيخ محمود الهباش، الذي نادى أكثر من مرة بتنظيم هذه الزيارات، مستدلا كما قال بحوادث من التاريخ حين كان الأقصى رهين الاحتلال الصليبي.
وتشترط سلطات الاحتلال على هؤلاء المقدسيين الدخول للقدس بتصاريح من الاحتلال، غالبا ما يتم رفضها أو منحها لمن هم فوق سن الخمسين.
وذات الأمر ينطبق أيضا على نحو ٤ ملايين فلسطيني يقطنون الضفة الغربية وغزة تمنعهم إسرائيل من الدخول للقدس والأقصى.
وعلق الحموري على ما سبق بالقول" الأولى آن نمكن أهل القدس وفلسطين من الوصول إلى القدس والصلاة في الأقصى قبل أن نطالب العرب والمسلمين بزيارتها والصلاة في مسجدها المبارك".