نشر مركز معلومات واد حلوة المتخصص بالشأن المقدسي، مؤخراً، تقريراً رصد فيه معاناة جرحى من فتية وفتيات مقدسيين أصيبوا برصاص الشرطة الإسرائيلية اشتباهاً بمحاولتهم تنفيذ هجمات ضد جنود ومستوطنين.
وسلط التقرير الضوء على نماذج من أولئك المصابين، منهم: طارق الدويك، والذي لا يزال يتلقى العلاج في مستشفى سجن الرملة، حيث أصيب الشهر الماضي، جراء الاعتداء عليه من قبل أربعة مستوطنين بضربه بأنابيب حديدية على رأسه ووجهه، في حين قامت شرطة الاحتلال بضربه بأعقاب البنادق، ما أدى إلى إصابته بنزيف في المخ، وكسور في عظام الوجه.
ونقلته قوات الاحتلال إلى مستشفى سجن الرملة، وأخضع للتحقيق عدة مرات في المستشفى، وعقدت له عدة جلسات محاكمة غيابية، واتهم بـ "محاولة قتل مستوطنين بواسطة سكين" في منطقة رعنانا، رغم أنه لا يذكر ما جرى معه، حيث قال: "أذكر أنني دخلت إلى بقالة في رعنانا، ولدى خروجي منها سألني أربعة مستوطنين من أين أنت؟ فأخبرتهم أنني من القدس".
اقرأ أيضاً: بعد القدس.. حملة "مش خايفين" تصل الخليل
وفي حالة المصابة إسراء جعابيص وهي أم لطفل، والمعتقلة منذ الشهر الماضي في مستشفى "هداسا عين كارم"، يحاول حراسها استفزازها والضغط عليها. وأجريت لإسراء 4 عمليات جراحية نتيجة الحروق التي تغطي معظم جسدها، ومنعت عائلتها من زيارتها. وقدمت لها غيابياً لائحة اتهام "الشروع بالقتل" بدعوی أنها حاولت حرق شرطي، وادعى جيش الاحتلال حينها أن بحوزتها عبوة ناسفة، وهذا ما تم تكذيبه.
أما الطفلة نورهان عواد (16 عاماً) من مخيم قلنديا شمال القدس، والمعتقلة منذ الأسبوع الماضي، فلا تزال قيد العلاج والاعتقال في مستشفى "تشعاري تصديق"، ولم تتمكن العائلة من زيارتها ومعرفة وضعها الصحي، وهي مصابة في منطقة الصدر، وأجريت لها عملية جراحية، ووضعها مستقر. واعتقلت نورهان بدعوى محاولتها تنفيذها عملية طعن في شارع يافا بالقدس الغربية بواسطة "مقص" مع الطفلة هديل وجيه عواد (14 عاماً)، والتي استشهدت في الحادثة ذاتها.
أما الطفلة مرح باكير (16 عاماً)، اعتقلت الشهر الماضي، ولا تزال تعاني من أوجاع في يدها، بسبب عدم تلقيها العلاج التأهيلي بعد إصابتها بأكثر من 10 رصاصات أطلقت باتجاهها، بحجة حيازتها سكيناً. أجريت لها عمليتان، ولم تتماثل للشفاء، ونقلت إلى سجن عسقلان بعد العملية الأخيرة، وتعيش ظروفاً سيئة. قدمت لها لائحة اتهام تضمنت "التخطيط والشروع بقتل متعمد، وإصابة طفيفة لأحد أفراد الشرطة الإسرائيلية".
اقرأ أيضاً: كيف يتبادل فلسطينيو الضفة الغربية وقطاع غزة التضامن؟
ولفت مركز واد حلوة المقدسي، إلى معاناة الفتى الأسير محمد يوسف برقان (18 عاماً)، والمصاب برصاصة معدنية مغلفة بالمطاط أدت إلى استئصال عينه اليسرى، الشهر الماضي، إضافة إلى كسور في عظام الوجه والأنف والأسنان والفك العلوي، وأجريت له عملية لزراعة البلاتين، وتبين أن الجهة اليسرى من وجهه أصيبت بقطع شريان، ولا يشعر بها، ويعاني من أوجاع وتعب وانتفاخ في الوجه. ونقل برقان إلى سجن المسكوبية، وعزل ثلاث مرات كإجراء عقابي للأسرى.
وأشار المركز إلى معاناة الأسيرة المقدسية شروق دويات (18 عاماً)، والتي اعتقلت مطلع الشهر الماضي، بعد إصابتها برصاص مستوطن، بحجة "محاولتها طعنه". وأصيبت شروق بـ 3 رصاصات (بين منطقة الصدر والكتف، والعضل والرقبة)، ولا تتمكن من تحريك يدها اليمنى واستخدامها بشكل جيد، وبحاجة لعلاجات طبيعية، حيث تماطل سلطات الاحتلال بعرضها على طبيب خاص، في حين تعرضت شروق لتحقيقٍ قاسٍ من قبل 5 محققين، وسط تهديدها باعتقال أفراد عائلتها وهدم منزلها.
ولفت المركز إلى اعتقال الطفلين أحمد مناصرة (13 عاماً) وإيهاب علقم (11 عاماً)، بعد إصابتهما بجروح خطيرة، وبقيا قيد الاعتقال والعلاج في المستشفيات عدة أيام، ورغم صغر سنهما لم يتم الإفراج عنهما، حيث تم تحويلهما إلى "مراكز للإيواء - معاهد داخلية بإشراف الشرطة الإسرائيلية".
اقرأ أيضاً: سجن "جفعون": رحلة عذاب الأشبال الفلسطينيين